العدد 2596 - الأربعاء 14 أكتوبر 2009م الموافق 25 شوال 1430هـ

جريمة وسط الديمقراطية البحرينية

جريمة وسط الديمقراطية البحرينية
جريمة وسط الديمقراطية البحرينية

صحيفة الشرق الأوسط - عبد الرحمن الراشد

قضت محكمة في البحرين ببراءة تسعة عشر اتهموا بقتل شرطي في حادثة خالطتها إشكالات سياسية وقضائية. ملابسات الحادثة مثيرة للاشتباه إلا أن المحكمة قررت، بناء على تقرير الطب الجنائي، بأن الوفاة نتيجة ارتطام ولم تكن جريمة قتل متعمدة. المظاهرة، التي وقعت قبل نحو عام ونصف، تخللها أعمال شغب ويقول الادعاء إن المتهمين ألقوا عمدا زجاجة مولوتوف حارقة على سيارة الشرطي وتوفي بسببها. لهذا سبب نطق الحكم ببراءتهم جميعا صدمة لمن كان يتوقع إدانة بعضهم، في حين يقول الطرف الآخر إنها كانت محاكمة شفافة لكل الأطراف، وراقب سيرها جماعات حقوقية، وبالتالي ظلت خارج التسييس.


تلك الحادثة وحوادث شغب أخرى في البحرين تثير التساؤل، لماذا تحدث في بلد يسمح بالتظاهر، ويسمح بالتعبير، ويجيز الانتخابات المراقبة دوليا؟ هل هو دليل آخر على فشل الديمقراطية العربية، أم أنها حوادث فردية لا يعتد بها تقع في أكثر المجتمعات حرية ومشاركة سياسية؟

البحرين ميزت نفسها، في العقد الماضي، بسلسلة جريئة من الخطوات التي أقدم عليها الملك حمد بن عيسى كانت خارج التصور، خاصة في ظل ما يشاع أن البحرين سيكون آخر الدول الخليجية القادرة على الإصلاح، بسبب تركيبته السكانية التي لا تحتمل ترف التعبير الحر، والعمل الحزبي، وكذلك في ظل شكوك بوجود امتدادات للمعارضة خارجيا. التجربة منذ يومها الأول كانت مرة ومقلقة، ولا تزال تقلق من يقرأ حوادثها، لكنها بالنسبة لكثيرين يمارسون العمل السياسي والإعلامي في البحرين مجرد حياة طبيعية في خط سريع من الطبيعي أن تقع فيه حوادث سير مميت.

مع أنني أتفق معهم على أن هناك عواطف متصاعدة في القضايا المحلية والخارجية تستوجب السماح لها بالتنفيس والتعبير حتى لا تلجأ إلى العنف، أو تستخدم من قبل المغرضين، أو حتى لا تتحول من معارض إلى فكر معاد، إلا أن هناك من يريد استخدامها خارجيا أو داخليا لأغراضه السياسية. لقد شهدنا في أزمات الثمانينات تحول المعارضة العفوية المعبرة عن حاجاتها، أو آرائها، إلى مخالب خارجية ثم انطفأت فجأة بعد تحقيق مصالحات مع الأطراف الخارجية المحركة. العامل الأجنبي كان هو الأساس وراء المعارضة، ولم يكن مجرد متعاطف أو متحالف فقط.

بكل أسف، هذا ما يحدث اليوم في اليمن، فالأطراف الخارجية قامت باستغلال المناخ الحر الجديد بالتواصل، والتجنيد، وتمويل وحتى تدريب فريق من المعارضة، التي تحولت إلى مسلحة مع أن الدولة تسمح بهامش لا بأس به من التمثيل والمشاركة والتعبير. النتيجة اليوم أن اليمن يعاني من أسوأ حركة تمرد في تاريخه الحديث، تهدد مؤسساته وكامل كيانه.

البحرين لحسن الحظ، أو ربما لحسن الإدارة السياسية، لم تصل قط إلى مرحلة التدهور وحوادث العنف ظلت محدودة ومتفرقة. ولعل الحكم القضائي، الذي صدم جزءا من المجتمع وأسعد الجزء الآخر، عندما برأ من اشتبه في تورطهم في عملية القتل عزز مفهوم احترام المؤسسات التي تحتاج إلى بناء الثقة الذي يحتاج إلى زمن طويل من الصبر.


 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 31 | 3:47 م

      ساذج

      عبد الرحمن الراشد من الكتاب المعروفين في الوطن العربي الذين يوالون اسرائيل فهو في كل كتاباته تجده يطعن في كل صاحب حق ويطبل للفتنة . كل كتاباته لا أؤيدها مهما فعل لأنه ينطلق من نفسية حاقدة خصوصا على الفئة المعروفة .

    • زائر 30 | 2:01 م

      اكذب اكذب حتى يصدقك الناس

      اكذب اكذب حتى يصدقك الناس.. كفاك سخرية بعقلك..

    • زائر 29 | 12:05 م

      الانتخابات ليست مراقبة دوليا

      تصحيحا لمعلومات عبدالرحمن الراشد فان انتخابات البحرين ليست مراقبة دوليا والحكومة لم تسمح لاي مراقبة وحتى جمعية الشفافية البحرينية لم تتمكن من مراقبة الانتخابات

    • زائر 28 | 11:46 ص

      للخارج يد في الموضوع؟

      نعم للخارج يد في اعمال الشغب والفوضى.ونعم والف نعم.حرق الاطارات واعمال الشغب في حد ذاتها هي أعمال تخريبيه مره يقتولن شرطي ومره يحرقون سيارات ومره يحرقون اشارات ضوئيه ومره مولدات كهربائيه ويقولون تعبير عن الراي ومعارضه, هذه اعمال تخريبيه ارهابيه ويعاقب القانون من يرتكب هذا الفعل للتعبير عن الراي يكون بالكتابه والمحاوره وليس بحرق الاطارات الهمجي.مثل مافعل شعب ايران الاهمجي في ايام انتخابات نجاتي؟؟؟ الله المستعان وربي يحفظ كل واعي؟

    • زائر 26 | 8:51 ص

      مو كأن ماليه في الغنم تيس؟

      هدا منهو؟ بليز جاوبوني لأني بصراحة ما ارتحت له.

    • زائر 19 | 6:31 ص

      و هل نتوقع غير ذلك من الكاتب؟؟؟

      هذا ما عهدنا عليه مثل هؤلاء الكتاب، لو كنا في بلد يرعى الديمقراطية لوضعة علامات استفهام كبيرة: اقر القضاء بوقوع التعذيب، لماذا قضلى هؤلاء كل هذة الفترة في السجن، من المسئول عن ذلك؟ اذا كانوا غير مذنبين اذا من قتل الشخص.....و اسئله كثيرة اخرى. ابسطها يكفي ليسق وزير في دولة تحترم ابسط مبادئ الديمقراطية...بينما في دولة تكون مصدر فخر للوزير!!!!

    • زائر 18 | 6:24 ص

      انه تدخل في شأننا

      لا يعرف وطننا ولا يعرف اهله ذلك القابع هناك بعيدا الغريب جغرافيا و ثقافيا لذلك لا يحق له الحديث في شأننا الداخلي.

    • زائر 17 | 5:55 ص

      وحدة وحدة إسلامية ..

      أنا أعتقد بعد قراءتي للتعليقات أن معظم الردود جاءت من خلال الإحساس بالمسؤلية وذلك لأن الجميع لايريد الفتنة التي هي أكبر من القتل وأن هذه الروحية هي التي تسد الباب أمام المتصيدين من هنا وهناك. بقي أن أذكر الجميع أن البلد للجميع والوحدة الإسلامية هي هدفنا والتعبير السلمي لا يخرج عن الحقوق المشروعة للجميع وأن الجميع (سنة وشيعة) مدعوون للتكاتف أمام الفتنة المقيتة والنتنة و رص الصفوف.

    • زائر 16 | 5:38 ص

      بحراني

      للعلم هذا مدير قناة العربية ... فالنتيجة طبيعية لهذا المقال يا اخوان ! ..

    • زائر 15 | 5:24 ص

      أيها الكاتب

      أنت وش دخلك، اقول ياداخل بين البصلة وقشرتها ما بتحصل إلا ريحتها.

    • زائر 13 | 4:01 ص

      التصيد في الماء العكر

      نرجوا من صاحب هذا القلم البغيض ان لا يتدخل في شئون البحرين لانه قلم فتنه وهذا مايتضح في مقاله بأن الحكم القضائي قد صدم جزءا من المجتمع واسعد الاخر عندما برأ من اشتبه في تورطهم في عملية القتل وهذا مايرجوا له هذا المفتن من التصيد في الماء العكر

    • زائر 12 | 4:01 ص

      هذا ليس تمرد

      مايحصل في اليمن جريمة بحق المواطنين الي وهذا ليس تمرد يا حضرة الكاتب بل دفاع عن ارواحهم الي تزهق يوميا ولان هم شيعة سميوا بتمرد المتمردين هم الحكومة التي تريد ازالة شيعة وابادتها من اليمن اين روح الاسلام لديكم هل الاسلام اباح اليكم بقتلكم المسلم من مذهب اخر نق كتابتك بشكل افضل ولا تتكلم عن شيء انت جاهل به ياكاتب يا مثير الفتن اذا كان الانسان يطالب بحقوقه يسمى بلمتمرد فاين الديمقراطية وحرية التعبير
      الرجاء عدم حذف اي عبارة او كلمة من المكتوب

    • زائر 11 | 3:46 ص

      مسامحه مكشوف المقال

      أقول للكاتب خلك من الخش والدس...
      مقالاتك النتنه مكشوفه...
      وبيع خبزك على غيرنه...
      ومابتحصل شراي...

    • زائر 10 | 3:19 ص

      رداً على رقم 2

      عزيزي واتمنى من جريدة الوسط عدم حذف ردي / عزيزي اذا المقال من جريدة الشرق الاوسط ومن باب حرية التعبير كقارئ للصحف فان هذه الجريدة لديها منهجية معروفة ضد التيار الشيعي الاسلامي في كافة انحاء البلدان، وحتى حرب تموز كانت هذه الجريدة وغيرها من المعادين لحزب الله . فمو غريب تلاقي كل هذه الالغاز في قلم الكاتب .

    • زائر 8 | 3:12 ص

      شعب حقهم منهوب ولاجنبي متنعم في خيرات البلد

      البحرين يوجد بها ملفات خطيرة ومزمنة ومند عقود والملفات لا تزال معلقة وان شعب البحريين الاصليين هم المحروميين من خيرات البلد والاجنبي جاء الي البلد وستوطن فها ونهب الخيرات البلد والشعب الاصلي ينضر الي خيرات بلدة وهو اولا من الاجنبي فيها ولاكن هناك ايدي لا تحب ان يكون الخير البلد الى اهلها والشباب المحروميين من هذا يطالبون الحكومة اعطائهم حقوقهم وبطرق السلمية.

    • زائر 7 | 3:03 ص

      المعارضة يعني المجتمع صحيح وطبيعي

      لابد من وجود معارضة في أي مجتمع من أجل السعي لتطويره. فالاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية, ولا أدري ما دخل الخارج بهذه المواضيع المحلية, ليش دائما البعض يوجه أصابع اتهامه للخارج؟ ومن هو هذا الخارج الذي تزعمون؟
      في البيت الواحد توجد معارضة بل عدة معارضات هل ذلك بسبب تدخل الجيران؟!

    • زائر 6 | 2:57 ص

      التوجهات المعروفة

      إن كاتب هذا المقال معروفة توجهاته ، نرجو منه التوجه لتعديل وضعه بدلا من التطبيل والتهويل للبعض وزيف العويل للبعض الاخر. الصحفي الحر حبذا لو يكون منصفاً من نفسه ومن الآخرين ولهم اذا استدعى الامر ، وان لا يرى الامور من منظوره الخاص والشخصي ويسقطه على يراه. (الهالة)

    • بحريني للأبد | 2:29 ص

      رد على زائر رقم واحد

      أتمنى أن يعيد الزائر رقم (1) قراءة الموضوع مرة ثانية لكي تتضح له الصورة , إذا كان حكم القضاء أن هؤلاء الشبان ليس لهم يد في موت أصغر والكل يعلم سبب الوفاة عليك أن تكون مطلع جيد على مجري الأحداث ومتتبع لها وأن تكون منصف وشكرآ .

    • زائر 5 | 2:11 ص

      البحرين لا تحتمل أعمال الشغب و الفوضى من الجهلاء

      إذا من سيتحمل مسئولية وفاة الشرطي؟ أهو موت الخطا؟ أتمنى أن لا تصبح أعمال الشغب و الفوضى قانونية في البحرين.. فهذه الأعمال الفوضوية التي يستصغرها البعض قد تزهق أرواحا مثلما حدث في هذه القضية

    • زائر 3 | 1:54 ص

      هل هو ذم أو مدح؟

      للي يعرفون يقرأون بين السطور يوضحون وش الرسالة اللي يبي يقولها الكاتب .. لاني أشم فيها روائح نتنه..
      وش دخل حوادث الثمانينات والاطراف الخارجية في حوادث (الألفينات)؟؟؟

    • زائر 2 | 1:44 ص

      اي جزء من المجتمع بالضبط؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

      اي جزء من المجتمع بالضبط تعنيه؟؟ الجزء المجنس المغصوب على اولاد البلد؟؟
      الكل يدري البراءة جاءت لان القضية ملفقة وليس لاي سبب آخر وشكرا بوسلمان وشكرا لكل من ساهم في نشر العدالة من شيعة وسنة

اقرأ ايضاً