العدد 2603 - الأربعاء 21 أكتوبر 2009م الموافق 03 ذي القعدة 1430هـ

انطلاق مؤتمر عاشوراء الرابع وسط ممثلين للأديان والطوائف

قاسم يدعو لإصلاح الموكب والأخذ بالآراء الفقهية المتفق عليها في الشعائر الحسينية

انطلق مساء أمس بمأتم السنابس مؤتمر عاشوراء الرابع الذي ينظمه المجلس الإسلامي العلمائي، وسط حضور مختلف الأديان والطوائف. وتقام مساء اليوم ورش عمل بشأن الموكب الحسيني، وسيختتم المؤتمر مساء غد بإصدار التوصيات التي سيتمخض عنها المؤتمر.

ودعا الشيخ عيسى أحمد قاسم في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر إلى الأخذ بالآراء الفقهية التي يكون فيها شبه إجماع من الفقهاء فيما يخص الشعائر الحسينية.

وأشار قاسم إلى أن «الإسلام من بعد العقيدة الصلبة في عقل الإنسان وفي وجدانه في كل ذرة من ذرات الكون وبصورة صارخة يتشكل من نسيج تشريعي متين واسع يلبي احتياجات الحياة البدني والروحية»، ولفت إلى أن «النظام العبادي والشعائر مكون أساسي يعطي عناية كبرى لصلاح الروح وتزكيتها والارتفاع بالمستوى المعنوي للمجتمعات، وهو يعالج بصورة فعالة مشكلات المادة ويثري أوضاعها»، مؤكدا أنه «يضعها على خط الغاية الكبرى في حياة الإنسان على الأرض والمنتهية في يوم من الأيام(...) وقد أحكم نظام العبادة إحكاما شاملا مما يعبر عن عظمة الإسلام»، ونبّه إلى أن «الشعائر جاءت توقفية لا دخل لليد البشرية فيها وذلك حماية لها من التلاعب، أما الموكب الحسيني إذا أخذ فيه بالأحكام الشرعية فهو أسلوب مباح ومصحح، وأمره متروك للضوابط الشرعية العامة التي يعرفها فقهاء الإسلام والعلماء ويتحملون مسئوليتها دون العامة».

وأضاف قاسم «ترك الموكب للعقلية العامة تتصرف فيه وحتى التدخلات الفقهية التي يضطر لا تخلو من المشاغبات العامية وضغوطها، مما يشعر الشارع من أنه مرتبط بهذه المسئولية أكثر من الفقهاء»، وتابع «والتسامح في العقلية العامية يفتح الباب أمام اجتهادات عامية، وهذا من غير الصحيح، وهو يؤثر على نقائه الإسلامي وينحرف به عن خط أهدافه ويصيبه بالعلل المتراكمة ويبقي أبوابه للاستغلال السيئ من الجاهل»، وأكد أنه «لابد من الإصلاح وإخضاع الموكب للسلطة الفقهية والإصلاح والأخذ به نحو الحكم الشرعي، فصوت الموكب يصل اليوم إلى مناطق بعيدة»، واستطرد «ويقبل عليه بأكثر من صورة جمهور شبابي كبير لم يعد مناسبا أبدا أن يهمل من جهة المثقف الإسلامي والعالم والفقيه المتخصص وأن يترك لاجتهادات الشارع المتضاربة»، ونوه إلى أنه «إذا وضعت مسائل الموكب في إطار البحث العلمي عند الفقهاء، وأن تعرض بعض المسائل للخلاف وشذ رأي هنا أو هناك، إلا أنه وبسحب وجهة نظري يجب الأخذ بالسائد في الحكم الاجتهادي، على أن الأخذ بحسب وجه نظري بما يتفق عليه لا ينبغي أن يفرقنا».

وأردف قاسم «لا ينبغي أن يفرقنا هذا الاجتهاد أو ذلك في مثل هذه المسألة وينبغي في الأصل أن نأخذ ما يكون التوافق عليه لأننا لن نفرق ولن نفرط في واجب من الواجبات أو سنة بعيدة عن دائرة النقاش»، واستدرك «إلا أنه إذا أراد المكلف التمسك برأي فقيهه فليس لنا أن نحدث خلافا في الساحة»، واعتبر أن «الموكب يشارك المنبر والمسجد وجميع الوسائل الإسلامية في التوعية بالإسلام وتصحيح الأوضاع الفكرية والأخذ بالإنسان إلى طريق السعادة»، داعيا إلى أن «يشكل جهاز واع قادر على التأثير بالتعاون مع بعض المواكب، وذلك للاقتراب بالموكب من الخط الإسلامي البعيدة عن الجهل، ويملك المنشئون والمنشدون فرصة كبيرة للأخذ بالموكب إلى الطريق الصحيح ولابد من الإشراف العلمائي الدقيق على هذا الجانب».

وكان عضو المجلس الإسلامي العلمائي ورئيس اللجنة المنظمة لمؤتمر عاشوراء الرابع الشيخ محمد خجسته قال: إن المؤتمر الذي سيستمر على مدى 3 ليال، سيتضمن برنامجا خاصا بالنساء»، وأشار إلى أن «برنامج النساء الخاص سيتضمن ورقة عمل بشأن (المرأة والموكب الحسيني... قضايا وتطلعات) من تقديم زهراء الزاكي، كما سيتم عرض تجربتي (هيئة تنظيم نسوية لموكب عزاء)».


أكد ضرورة الانتباه للشعائر الدخيلة

السلمان يدعو للإصلاح الإيجابي في مواكب العزاء

دعا عالم الدين السعودي السيّد هاشم السلمان في ورقة عمله التي قدمها مساء أمس في مؤتمر عاشوراء الرابع بعنوان «دور الموكب في إحياء قضية عاشوراء وقضايا الإسلام» إلى «التغيير والإصلاح الإيجابي في موكب العزاء؛ ليتلاءم، وما نطمح إليه من هكذا مراسيم وشعائر مقدّسة في نشر ثقافة إسلاميّة واعية متّزنة بين جميع طبقات المجتمع».

وأكد السلمان «ضرورة التّنبّه لأيّة ممارسة دخيلة على مراسيم العزاء الحسينيّ لا تخدم الهدف من هذه الشّعائر، بل قد لا تنسجم مع الموازين الشّرعيّة، حفاظا على نقاء تلك الشّعائر ضمن الأطر التي رسمها لها أهل البيت (ع)»، وأشار إلى انه «ينبغي ضمّ الحرص على إقامة الشّعائر الحسينيّة إلى الحرص على استمرارها نقيّة من كلّ ما يوهنها، أو يحرّفها عن هدفها شكلا ومضمونا من خلال الرّصد والدّراسة الواعيين لواقع شعائر وطقوس الموكب الحسينيّ بعيدا عن صخب الإعلام والانفعالات»، ولفت إلى أن «الموكب يعتبر فرصة لا تقدّر بثمن للنّفاذ إلى قلوب هؤلاء الشّباب التّائهين في الظّلمات، ولا يشعرون بانتمائهم الدّينيّ إلا في مراسيم العزاء والموكب الحسينيّ». وشدد على أنه «من اللازم العمل على تطوير كفاءة أداء الموكب من خلال جعله مؤسّسة ثقافيّة دينيّة إعلاميّة ترصد، وتخطّط، وتطوّر الأداء العام للمواكب على مدار السنة، كي تتمكّن من الاضطلاع بالدّور المشار إليه في العنوان»، ونوه إلى تقصير بعض القنوات الفضائيّة في تغطية ونقل الشّعائر والطّقوس في الموكب الحسينيّ، ليس فقط من جهة الانتقائيّة فحسب، بل وحتى من جهة التّوقيت في بثّها، سائلا: «فهل المصلحة تقتضي - مثلا - أنْ تبثّ مظاهر الحزن، ويتمّ التّأكيد عليها في أعياد المسلمين الدّينيّة، أو الوطنيّة؟».


الصالح: الثّورة الحسينيّة لم تكن لفئة دون أخرى وإنّما لجميع البشر

شدد نائب الأمين العام لجمعية أمل الشيخ عبدالله الصالح في ورقته التي قدمها مساء أمس في مؤتمر عاشوراء الرابع في مأتم السنابس بعنوان «جمهور الموكب الحسيني... الدور والمسئولية»، على أن «الثورة الحسينية لم تكن لفئة دون أخرى ولا لجماعة دون أخرى، وإنّما هي لجميع البشر في كلّ زمان ومكان لهدايتهم وإنقاذهم والدّفاع عنهم وعن مصالحهم وتعليمهم، وإخراجهم من الظلمات إلى النّور، نور العلم، نور القِيم، نور العدل، نور حياة العزّة والسّعادة والكرامة والرّخاء».

وبين الصالح أن «القضية الحسينيّة في مقدّمة الشّعائر الإلهيّة إذ إنّها تمثّل أبعادا مختلفة منها بعد يرتبط بشخصيّة الإمام الحسين(ع) باعتباره إماما ربانيّا وقائدا رساليّا معصوما يمثّل تخطيطا إلهيّا مسبقا، وضعه الله (عزّ وجلّ) له، كما وضع للأنبياء (ع) تخطيطا كانوا يقومون به وينفّذونه».

وأضاف «الثّورة الحسينيّة لامست في الدّرجة الأولى شغاف قلوب العامّة من النّاس، فتفاعلوا معها باعتبارها تمثّل ضمائرهم ووجدانهم وأهدافهم، وتدافع عن وجودهم ومصالحهم ومستقبلهم وبصائرهم»، وبين أن «جميع الناس يرتبطون بالإمام الحسين (ع) باعتباره الإمام الرّبانيّ، ليكون قائدا يواصل ويتمّم المسيرة الإنسانيّة، ويرتبطون به باعتبار المبادئ والمُثل والقِيم والمنطلقات والأهداف التي عمل من أجل نشرها، وضحّى من أجل إقامتها، فمبادئه هي مبادئ جميع الأنبياء (ع)».

العدد 2603 - الأربعاء 21 أكتوبر 2009م الموافق 03 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 2:36 م

      معاً

      نفتخر أن يجمع هذا المؤتمر حضوراً سنياً وشيعياً
      وحتى مسيحياً الله يحفظنا لهذا البلد المعطاء.
      والسلام عليك يابن رسول الله، ابا عبدالله الحسين.

    • زائر 5 | 1:11 م

      اللهم ارزقنا شفاعه الحسين ع

      بارك الله فيكم وماجورين بمصاب الحسين

    • زائر 4 | 8:46 ص

      ؟؟؟؟؟

      الله يهدي الجميع

    • زائر 3 | 4:14 ص

      بنت الحجيري

      ماتقصرون الله يجزيكم خير الجزاء

    • مارية | 1:53 ص

      الله يعطيكم العافية

      سلمتنم لنا يا علمائنا فأنتم العيون الذي نبصر بها وتنور دروبنا فنحن محتاجين لهذه المؤتمرات الذي تبعث في قلوبنا فرحة وسرور 0000مأجورين.
      ملآحظة : عليكم يا مسؤلين المواكب تتبعون المنهج الذي اجتمع لأجله
      رحم الله والديكما.

    • زائر 1 | 11:24 م

      سيدعدنان الستري

      بارك الله فيكم وماجورين بمصاب الحسين

اقرأ ايضاً