العدد 2603 - الأربعاء 21 أكتوبر 2009م الموافق 03 ذي القعدة 1430هـ

وزيرة الثقافة... والقائمة تطول

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

قطعت وزيرة الإعلام والثقافة إجازتها الأسبوعية الجمعة الماضي لمتابعة ما جرى للقنوات المائية القديمة في مدينة حمد.

الحدث غطّته كل الصحف يوم السبت، بينما نشرت مقال الوزيرة يوم الأحد، أكدت فيه أن «وزارة الثقافة وحدها الجهة المختصة للإشراف على جميع ما يتعلق بشئون الآثار والمحافظة عليها». وهي مسئوليةٌ كبيرةٌ بلاشك، ولدى الوزيرة من الأعمال ما يخوّلها لإطلاق مقولتها، حتى قبل توليها الوزارة. فما قامت به من ترميم وحفظ بعض المواقع، كـ «بيت الزايد» و«بيت الكوار» و«مركز الشيخ محمد بن إبراهيم للثقافة»... حوّل تلك البقعة الصغيرة من المحرق القديمة إلى منطقةٍ زاهيةٍ، تُشعرك بأنك تعيش في أعماق الماضي.

وإذا كان ذلك قبل تولّي الوزيرة، فالمفترض أن تكون أكثر قدرة الآن على تحقيق مشاريع أخرى ظلّت معلّقة لسنوات طوال. في مقدمتها «بيت الطين» الموعود، للحفاظ على «صناعة الفخار» التقليدية، التي لاتزال أمامها الفرصة للبقاء على قيد الحياة. فلا يزال هناك طلبٌ على بعض منتجاتها، وهناك إمكانيةٌ لتقديم إنتاجات جديدة حسب الطلب، من تُحفٍ وأصصٍ للنباتات ونوافير وتصاميم تراثية مما يدخل في العمارة الحديثة.

الوزيرة المسئولة عن حفظ التراث هي أعلم الناس بالاستهتار والجهل وانعدام الحسّ الوطني في تعاملنا مع الآثار. ومن سوء حظ جيلنا أن نكون شهودا على جريمة تدمير أقدم مقبرةٍ تاريخيةٍ في العالم، التي تركتها لنا الأجيال ففرّطنا فيها. وعالي قطعةٌ خالصةٌ من التاريخ، ما تحتاجه هو الدعم والترويج السياحي، وحفظ ما تبقى من تلالها التاريخية، وهذا من أوجب واجبات الوزارة، وأقلّ ما تحتاجه هو تبليط المنطقة المحيطة بـ «الدوغات» ومصانع الفخار.

على القائمة، هناك «صناعة النسيج»، التي تكاد تلفظ أنفاسها الأخيرة، وكُتب عنها مئات المقالات، ونُشرت عشرات التحقيقات في مختلف الصحف والمجلات، وهناك إمكانية للإبقاء عليها كمتحفٍ حي، من خلال دعم البقية الباقية من العاملين بها، والحفاظ على ما تبقى من مصانع قديمة. وإذا كان أغلب منتجاتها يُصدّر إلى المنطقة الشرقية بالسعودية، فهناك مجالٌ لتحسينها بتبني برنامج لدعم عددٍ من الجيل الشاب المستعد لمواصلة الحرفة، إلى جانب الترويج السياحي، فالسائح الأجنبي لن يصطحب معه بضائع من المجمعات التجارية، وإنّما سيحرص على اقتناء آنيةٍ فخاريةٍ أو رداءٍ تراثي أو «ثوب نشل»، تذكارا للبحرين التي زارها يوما ما.

في البلاد القديم، عاصمة البحرين القديمة، هناك ثاني أقدم مدرسة نظامية في تاريخنا الحديث، بعد مدرسة الهداية الخليفية بالمحرّق. صفوفها القديمة بحاجةٍ ماسةٍ إلى صيانةٍ وترميم، والمشروع المقترح الذي قّدّم للبرلمان لتحويلها إلى مكتبة، ردّت عليه وزارة التربية والتعليم بالرفض. وليس أولى من وزارة الثقافة بتبني هذا المشروع التراثي.

أخيرا... هناك مسجد الخميس التاريخي الذي يواجه اليوم مخاطر أعمال الحفريات التي تنفذها وزارة الأشغال لتوسعة الشارع العام. ويجري استخدام آلياتٍ ثقيلةٍ ترجّ الأرض الصخرية، ولا تبعد عنه إلاّ بضعة أمتار، ولا ندري ما هي الاحتياطات التي تتخذها وزارة الأشغال... لكن هذا لا يعفي وزارة الثقافة من السؤال.

إنقاذ صناعة الفخار أو النسيج، لا يحتاج إلى موازنات ضخمة كتلك المرصودة لاستقبال فرق الموسيقى الأجنبية، فمطالب الحرفيين لا تتعدى دعمهم بـ 300 دينار شهريا لتستمر الحرف القديمة على قيد الحياة.

مهماتٌ جسامٌ على كاهل وزيرة الإعلام... ألم أقل أن قائمة الواجبات ستطول؟

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2603 - الأربعاء 21 أكتوبر 2009م الموافق 03 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 8:23 ص

      كلا يا استاذ

      استاذي العزيز
      مهنة النسيج ,,, كان عمل من ؟؟
      مهنة الفخار ... كان عمل من ؟؟
      مهنة الزراعة,,, هي عمل من ؟؟
      مهنة صيد السمك.. هي عمل من ؟؟
      و بالتالي ايضا ...
      مهنة "لفداوية" هي عمل من ؟؟
      مهنة حصد الجزية و الضريبة .. كانت عمل من ؟؟
      يا استاذ احنه بس اتغالط روحنة علشان يمكن يوم انصدق هاللعبة.

    • زائر 4 | 7:33 ص

      يعجبن التنويه

      تنويه التعليقات لاتعبر عن رأي الصحيف هههههههههههههههههههههههههه عيل ليش تتبنون الي يعجبكم وتحذفون الي ما يعجبكم ... لعبو غيره يا .....

    • زائر 3 | 2:32 ص

      ويش الفايدة

      ويش الفايدة عمي ... القانون مجرد حبر على ورق ... هذي بلد مافيها قانون ... هذي غابة سو اللي تقدر عليه ... الاولى من البكاء على الاطلال سن قوانين صارمة ... عفوا نساني الشيطان ... البلد مايمشي فيها قانون ... القانون المشلول يستخدم جله في حفظ وصيانة حقوق السارقين والمعتدين والمثير للسخرية انك ماتقدر تفضحهم وتذكر اسماءهم ولو حتى اسماء الجهات أو الافراد اللي ينتمون ليها ... والصحافة احدى ضحايا القانون المشلول.

    • زائر 1 | 1:32 ص

      دون المستوى

      وزيرة الثقافة يا طويل العمر مو مستواه تلاحق و راء اشياء تراثية دونية لا تمد ليهم بصلة ، فهي أعلى من ذلك فالفرق التايوانية واللبنانية هي الأهم من هذا التراث فهو ليس بريستيج ، و هذه الفرق و المهرجانات هي التي توضح هوية البحرين يعني اللبنانية ستايل مو بحراني فقيرو . عرفت يا استاذي العزيز

اقرأ ايضاً