العدد 2605 - الجمعة 23 أكتوبر 2009م الموافق 05 ذي القعدة 1430هـ

الإحباط يُخيّم على محادثات الدوحة

عبر مفاوضون عن خيبة أملهم إزاء عدم تحقيق تقدم في جولة محادثات الدوحة لتحرير التجارة العالمية حتى في الوقت الذي يعقدون فيه سلسلة مكثفة من الاجتماعات الرامية لتحقيق انفراجة.

وقال سفير إحدى الدول الصاعدة لدى مغادرته اجتماعا للوفود الرئيسية بشأن المفاوضات التي يرغب الزعماء السياسيون في استكمالها بحلول العام المقبل: «لدينا مشكلة بشأن المصداقية... هذا وقت عقيم».

وأضاف سفير آخر لإحدى الدول النامية «يقولون إن الأمر لا يتعلق فقط بالمنهج وإنما بالجوهر».

ودخلت جولة الدوحة عامها الثامن غير أن تحقيق وعودها بفتح الأسواق ومساعدة البلدان النامية على تحقيق الازدهار من خلال التجارة يبدو بعيد المنال في ظل عدم استعداد أعضاء منظمة التجارة العالمية على ما يبدو لتقديم تنازلات تكفي لاستئناف المحادثات المتعثرة.

وقال سفير البرازيل لدى منظمة التجارة العالمية روبرتو ازيفيدو لرويترز «ما أفهمه هو أنه لم يحدث أي تقدم رغم كل تلك الاجتماعات».

بل ورصد السفير البرازيلي بعض التراجع. وقال: إن الدول الغنية مثل الولايات المتحدة وكندا واليابان ودولا أخرى مستوردة للغذاء ترغب في تعزيز الحماية لمزارعيها إلى مستويات أبعد مما اتفق عليه في محادثات انهارت في يوليو/ تموز من العام الماضي.

في الوقت نفسه تطالب الدول الغنية الدول النامية بفتح أسواقها بدرجة أكبر أمام السلع الصناعية والخدمات.

واتفق جميع أعضاء منظمة التجارة في سبتمبر/ أيلول على برنامج عمل مكثف حتى نهاية العام. وشمل ذلك مفاوضات بشأن النطاق الكامل للقضايا التجارية يحضرها مرة في الشهر مسئولون كبار من عواصم الدول الأعضاء علاوة على اتصالات ثنائية غير رسمية واجتماعات في مجموعات صغيرة.

إلا أن كثيرا من الدول على رأسها الأرجنتين عبرت عن خيبة أملها يوم أمس الأول إزاء عدم إشراكها في اجتماعات ضمت 12 طرفا رئيسيا استضافها الاتحاد الأوروبي تقول تلك الدول: إنها تطرقت إلى موضوعات لها أهمية مباشرة بالنسبة لها.

ويعتقد كثير من أعضاء المنظمة أن التعطيل في المحادثات يأتي من واشنطن حيث يصعب الترويج للتجارة الحرة سياسيا كما أن التجارة تعتبر عموما أقل أهمية من قضايا مثل الرعاية الصحية والحرب في أفغانستان والأزمة المالية.

غير أن أحد المشاركين في اجتماع يوم أمس الأول نقل عن القائم بأعمال السفير الأميركي ديفيد شارك قوله في الاجتماع: إنه سعيد بمستوى المشاركة الذي شهده في سلسلة اجتماعات ثنائية عقدت مؤخرا.

ويعني عدم تحقيق تقدم فيما أصبح بالفعل أطول جولة محادثات تجارية أنه سيتعين على المفاوضين أن يتخذوا قريبا قرارا بشأن ما إذا كانت مهلة 2010 لا تزال واقعية.

وأبلغ باسكال لامي المدير العام لمنظمة التجارة العالمية الاجتماع أن ذلك سيأتي في وقت ما بعد المؤتمر الوزاري الذي تأخر طويلا لمنظمة التجارة والمقرر عقده في جنيف في الفترة من 30 نوفمبر/ تشرين الثاني حتى الثاني من ديسمبر/ كانون الأول.

ومن غير المقرر أن يكون المؤتمر جلسة تفاوض ضمن محادثات الدوحة وإنما المقصود منه أن يراجع الوزراء المحادثات.

وليس من الواضح ما إذا كان المؤتمر سيضخ طاقة سياسية في الجولة أو سيوقفها تماما.

وقال أحد المشاركين: «يشعر الناس بالإحباط وذلك بسبب تلكؤ البعض.»

ويقول خبراء تجاريون: إن أحد العناصر الغائبة في المحادثات -على النقيض من الجولات السابقة- هي جماعات الضغط على هامش المحادثات من جانب الأعمال.

وزار وفد من المجلس الوطني الأميركي للتجارة الخارجية جنيف الأسبوع الماضي للعمل من أجل التوصل إلى اتفاق في جولة الدوحة. لكن يبدو أن البعض خلص إلى أن الجولة لن تحدث فرقا يذكر بالنسبة لهم.

وقال أحد أبرز المحامين التجاريين في كندا لورانس هيرمان خلال مؤتمر بشأن الطاقة بمنظمة التجارة العالمية: «أسقط مجتمع الأعمال الدولي جولة الدوحة من الاعتبار. هذا واقع. يهتم مجتمع الأعمال بأشياء أخرى».

ودعا كبير مستشاري جنرال الكتريك للتجارة والملكية الفكرية تاديوس بيرنز في المؤتمر إلى إنجاز اتفاق بشأن السلع البيئية والخدمات سريعا وبشكل منفصل عن جولة الدوحة من شأنه أن ينشط التكنولوجيا الصديقة للبيئة والمساعدة في مكافحة تغير المناخ.

العدد 2605 - الجمعة 23 أكتوبر 2009م الموافق 05 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً