العدد 360 - الأحد 31 أغسطس 2003م الموافق 04 رجب 1424هـ

الزواج من أجنبية تهديد لكيان المرأة والمجتمع

دعوة للعلماء لوضع حد للظاهرة

غادة يوسف جمشير comments [at] alwasatnews.com

لا أحد ينكر فضل المرأة الأم، وما لها من مكانة عالية في قلوبنا جميعا، الأم هي الحاضنة لكيان الأسرة، والحامية لأركانه، والمتشبثة به من التصدع والانهيار. وهي الحضن الدافئ للأبناء، والشجرة الباسقة التي تظل بظلالها الوارفة على الأسرة، تحميهم من عواصف المحن، وحرارة الزمن.

مع معرفة الجميع بهذه المكانة إلا أننا نظهر عدم الارتياح من جراء بعض التصرفات والقيم التي لا تتوافق وروح الاسلام والحرية، التي يجب التصدي والوقوف لها، وبناء حواجز الفضيلة حتى لا يمكن التسلق عليها. وهذا التصرف شغل الكثير من أبناء المجتمع الحر، وطالب بوضع حد كي لا يتفاقم الأمر ويبلغ السيل الزبى.

إن مجتمعنا الاسلامي يشهد ظاهرة غير صحية، ظاهرة غير انسانية الا وهي الزواج من أجنبيات، وأعني بالأجنبيات هن من بلدان (الفلبين - تايلند - روسيا - المغرب) وغيرها، ولا شك في أن الاعراض عن بنات البلد التقيات والزواج من الأجنبية فيه ضرر كبير، وفساد عظيم، وإذا ترك الحبل على قاربه من دون التفاف ونظر فإننا سنشهد في القريب العاجل تآكلا اجتماعيا، وتفككا أسريا، وأبناء لا نعرف هيئتهم، ولا كيف نتعايش معهم، اضافة إلى زرع الكراهية والشحناء في نفوس اؤلئك الأبناء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم ضحايا أب تزوج امرأة ليروي ظمأ شهوته الجنسية.

إننا نخشى من ايجاد سلالة ذات تركيب غريب على مجتمعنا. اضافة إلى ان تلك الزيجات الأجنبيات يزاحمن المواطنات في حقوقهن، ويكون لهن نصيب الأسد... لذلك على علماء هذا البلد المخلصين من ذوي العلم والمكانة الرفيعة أن يضعوا إلى تلك التجاوزات، وأن يدافعوا عن الزوجة المواطنة، وعن قضاياها بهمة واصرار، لندفع بذلك التقوقع والتوجس لتحول دون تفاعلهم مع المجتمع واندماجهم فيه.

إن تلك المهازل لا يجوز السكوت عنها، وعلى العلماء أن يقفوا ويقولوا كلمة الحق، وأن يقفوا أمام السيل الجارف من الأخلاق الهدامة، ومن الزيجات الأجنبيات الذين لا هم لهم سوى ايقاع الرجال تحت سطوتهن، وبالتالي ملء الجيوب وتفكيك الأسر من دون الاستشعار والاحساس بمشاعر المرأة البحرينية.

كما أود هنا تأكيد ضرورة وضع ضوابط وقيود لمن يريد الزواج من ثانية، وعدم السماح باجراء العقود الزوجية لمريده، إلا لمن يثبت مقدرته على الإنفاق بالتساوي واحضار شهادة الراتب، وقدرته أيضا على فتح منزلين اثنين. فهذا شرط مهم جدا وإلا كان المآذون معينا على الظلم، لأنه يعلم بأن هذا الرجل غير قادر على الزواج من ثانية ومع ذلك لا ينصحه ولا يثنيه.

يقول الرسول (ص): «من كانت له امرأتان فمال الى احدهما جاء يوم القيامة واحدى شقه مائل». لذلك يجب منع دخول الزوجات الأجنبيات، وعدم اعطائهن تراخيص دخول البلاد.

إننا نسمع ونعلم جيدا أنه تمنح تراخيص بلا عدد وضوابط للأجنبيات اللائي يودن الخدمة في الفنادق، ويتم انتقاء ذوات الحسن والجمال والدلال، يمنح لهن ترخيص الدخول باسم الخدمة، والغرض منه ما الله به أعلم، ونحن أيضا به نعلم، ويؤتى بهن للرقص وهز الكتوف، وملء الجيوب، لاضلال الشباب حتى يملكوا عقله ولبه، ليكون من الزبائن المترددين والمخلصين.

إن دخول هؤلاء الراقصات في هذه المملكة ليس له ما يبرره، ففي دخولهن اضرار بالشباب، فكم من أسرة انصدع جدارها، وتفكك شملها، وتسربت منها عاطفة الأبوة والأمومة بسبب أن رب الأسرة يجد لذته في أوكار الفساد (الفنادق) ويبيت ربما الليلة والليلتين على صدر راقصة ساقطة ويترك الزوجة العفيفة وأولادها دونما رعاية واهتمام، ويبذر ماله الذي من حق اسرته على الساقطات اللاقطات، أي عقل يرضى بهذا الاستهتار؟ وأي نفس لا تتحرك لسماع مثل ذلك، وأي عينين تنام ويغفى جفنها وهي تشاهد كل تلك المهازل؟

إذا كنا نريد استقرارا للأسرة البحرينية، ونحفظ كيانها، وإذا كنا نريد غدا جيلا محبا لوطنه، مخلصا لأمته، فلابد أن نضع حدا إلى تلك المهازل اللاخلاقية التي تضل الشباب، وتأكل من رجولته وانسانيته، ولابد أن نسعى - المسئولية تقع على الجميع - إلى وضع حد لتلك التجاوزات كيلا تهدر رجولة الشباب، ونحافظ على كيان المرأة والاسرة من الضياع والشتات، فهل من يقف أمام هذا السيل الجارف من الاخلاق الهدامة؟

العدد 360 - الأحد 31 أغسطس 2003م الموافق 04 رجب 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً