العدد 371 - الخميس 11 سبتمبر 2003م الموافق 15 رجب 1424هـ

على هامش مؤتمر منظمة التجارة العالمية في المكسيك

مؤشرات العولمة 2003

تؤكد جميع المؤشرات أن العولمة مستمرة ولم تتأثر بالانتقادات والاحتجاجات التي كان آخرها خلال قمة ايفيان للدول الصناعية قبل مدة وجيزة، فعلى رغم كل المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية والانتقادات اللاذعة وعلى رغم تراجع النمو الاقتصادي وانفجار فقاعة الاقتصاد الرقمي وتذبذب أسواق الأسهم العالمية، على رغم كل ذلك، فإن حركة عولمة العالم لم تتوقف، بيد انها لم تمت ولم تتراجع، فجميع البيانات تشير إلى أن حركة عولمة العالم مستمرة وتعمقت بشكل خاص خلال العام 2002. لكن مؤشرات العولمة تشير إلى أن الدول متفاوتة في درجة عولمتها، فحسب تقرير مؤشرات العولمة والذي اعد من قبل مؤسسة كيرني البحثية الاستشارية يختلف عن التقارير التقليدية الاخرى في موضوعه، قياس العولمة ، جديد.

وترتيبه لدول العالم من حيث أكثرها وأقلها عولمه، جديد، إضافة إلى أنه يحتوي على حقائق جديدة ومدهشة تهم كل المتابعين والباحثين في حركة عولمة العالم. والمفاجأة الكبرى في هذا التقرير هو ان أميركا ليست أكثر الدول معولمة في العالم بل هي تحتل المرتبة الثانية عشرة وليس المرتبة الأولى. صحيح ان التقرير محدود من جهة تناوله لاثنين وستين دولة من اصل 192 دولة في العالم، لكن الدول التي تمت دراسة عولمتها دول مهمة، وتشكل فيما بينها 85 في المئة من إجمالي عدد السكان ونحو 90 في المئة من إجمالي الناتج القومي العالمي. يقول التقرير إن الانتكاسات الأخيرة لم تفقد العولمة حيويتها فاقتصادات العالم أكثر اندماجا والمجتمعات أكثر انفتاحا والدول أكثر ارتباطا والشركات العابرة للقارات أكثر انتشارا والمجتمع المدني العالمي أكثر قوة والأفراد أكثر استعدادا للسفر، فعدد المسافرين على الصعيد العالمي ارتفع إلى 699 مليون مسافر مقارنة بـ 427 مليون مسافر في العام 1990.

وأصبح الناس أكثر تواصلا مع بعضهم بعضا عبر المكالمات الهاتفية وشبكة الإنترنت التي ارتفعت بشكل مدهش إلى أكثر من 120 مليار دقيقة في العام 2002 وهو أعلى رقم يسجل في التاريخ، وازداد عدد مستخدمي شبكة الإنترنت بنحو 80 مليون مستخدم جديد إذ افصح التقرير بأن إجمالي مستخدمي شبكة الإنترنت في العالم بلغ 553 مليون مستخدم.

وأضاف التقرير أن حوادث 11 سبتمبر/ أيلول ضاعفت من الجهود الدولية المشتركة لمحاربة الإرهاب العابر للقارات إذ بلغ التعاون الأمني والسياسي العالمي مستويات غير مسبوقة فقد كانت دول العالم أكثر حرصا على التواصل بعضها مع بعض من أي وقت مضى إذ تم فتح 344 سفارة جديدة وسجلت المنظمات العالمية أكبر ارتفاع في عضويتها وموازنتها إذ زادت موازنة الصحة العالمية بنسبة 9 في المئة، وزادت موازنة صندوق النقد الدولي بنسبة 6 في المئة، كما أسهمت 66 دولة في نشاطات حفظ الأمن في العالم.

اما التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب فإنه يضم الآن 180 دولة إذ يعتبر أكبر حلف سياسي وامني يسجل في التاريخ. كل ما يرصده هذا التقرير مؤشرات انتقائية ومتغيرة سنة بعد سنة، لكنه يحمل الكثير من الحقائق قد تكون مفرحة أو غير مفرحة على هوا القارئ من مؤيد أو معارض.

العدد 371 - الخميس 11 سبتمبر 2003م الموافق 15 رجب 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً