العدد 2323 - الأربعاء 14 يناير 2009م الموافق 17 محرم 1430هـ

انتعاش في عملات الأسواق الناشئة منتصف العام الجاري

تتوقع «ميريل لينش» انتعاشا في النصف الثاني من العام في عملات الأسواق الناشئة وتدنيا بسعر الدولار ضد عملات العشرة الكبار، وقالت في تقرير لها: «لكننا لا نؤيد الرأي الذي يقول بأن الظروف ستتحسن في الوقت القريب. وفي الواقع، لقد ظهر في فترة الأعياد أن ثمة مؤشرات قائدة،وخصوصا في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو، تدل على أن الصناعة سجلت أرقاما متدنية قياسية».

وعلى رغم الإقرار واسع الانتشار بأن العالم يواجه أكبر مجموعة من الظروف الاقتصادية الأكثر تحديا في جيل على الأقل، يبدأ العام 2009 وسط قدر لا بأس به من الأمل بأن الأسوأ أقله في الأسواق المالية قد أصبح وراءنا. ففي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، ظهر الأمل بشكل انتعاش في أسواق الأسهم والسلع. يضاف الى ذلك أنه حصل تراجع بالدولار الأميركي الذي أدى غرضه كملاذ آمن. ولكن إلى أي مدى سيستمر الانتعاش في قابلية المغامرة وتأثيرها على العملات هو الهدف الأول والمهم في مطلع 2009.

إن انضمام التيسير الكمي والتيسير المالي الحكومي الواسع سينجحان في إمداد الاقتصاد العالمي بالسيولة. والأساس الثاني للتفاؤل هو أن مجمل الأخبار السيئة قد بنيت في الأسعار. وعلى رغم الرؤيا الاقتصادية المتجهمة، فأسواق الأصول توقعت حالا أسوأ من أي شيء خبرته منذ الحرب العالمية الثانية. فعليه، يستحسن الشراء، حسب الإجماع الناشئ، وخصوصا في سياق ما يبدو من المراكز الدفاعية التي يتخذها المستثمرون.

لا شك أن الأصول الخطرة قد انتعشت على رغم التردي الحاصل في المعطيات الاحصائية والتي ترتكز على الرأي القائل إن الأخبار السيئة أصبحت مبنية في الأسعار؛ نعتقد أنّ ما يقوّض هذه الحجة هو ما يبدو الآن في روع الجميع أن المعطيات أصبحت متردّية لدرجة أنه لا يبقى أمامها سوى الارتفاع عند نقطة ما. ومن المؤكد أن أطروحة «الذبحة القلبية» تفرض تأرجحا واسعا في المعطيات (نزول عنيف ثم صعود قوي). ولكن يبدو أنه موقف يتصف إلى حد ما بالشجاعة أن نتخذ موقفا يبتغي مردودا عاليا أو سلعا مرتبطة بالعملات يمكن أن تشهد معطيات إحصائية مرتفعة وسط صعود قاس في البطالة العالمية.

ومن الشجاعة بمكان أن نفترض أيضا أن العلاقات المترابطة في الواقع في النصف الثاني من 2008 لغاية أواخر 2009 ستصمد. إذا أخذنا العملات مثلا، ابتدأت التغييرات في فروقات معدلات الفائدة في أن تلقي بظلالها على تحركات الأسعار في الأسهم والسلع. ويبقى ضمن العشرة الكبار مجال للدولار الأميركي والفرنك السويسري والين الياباني للاستفادة من توقعات تلاقي أسعار الفائدة في المدى القصير وانعكاسا لذلك، يتوقع استعادة الدولار الأميركي، وتدفقات إعادة التوازن من قبل مدير الاحتياطي إلى خارج اليورو سيؤدي بالجنيه الاسترليني والدولار الأسترالي إلى النهوض من جديد. وستستمر حقيبة العشر الكبار الاستنسابية من العملات في حال دفاعية، فتبيع اليورو وتشتري الدولار وتبيع الاسترليني وتشتري الدولار وتبيع اليورو وتشتري الفرنك السويسري.

اذا نظرنا إلى المستقبل، من المهم أن نرى كيف تتعامل السوق مع المعطيات الاقتصادية الضعيفة في الولايات المتحدة وغيرها من البلدان. فمفتاح الدولار الأميركي هو هل المعطيات فقط سيئة أو هي من الرداءة بمكان من شأنها أن تؤدي إلى توقع العدوى وتلاقي أكثر سرعة من قبل العشرة الكبار عند مستويات الولايات المتحدة المتدنية.

إن السياسة النقدية النسبية هي مهمة في أوروبا. فمنطقة اليورو إزاء التوقعات الأخرى لمعدلات الفائدة الأوروبية راحت تقترب من القمة. وهذا يوحي بأن قوة اليورو على أساس واسع بدأت تتلاشى، وخصوصا إذا شرع البنك المركزي الأوروبي بمواصلة دورته التيسيرية

العدد 2323 - الأربعاء 14 يناير 2009م الموافق 17 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً