العدد 375 - الإثنين 15 سبتمبر 2003م الموافق 19 رجب 1424هـ

زيارة باول لبغداد مقدمة إلى تغيير أميركي

نظرة جديدة للملف العراقي

عصام فاهم العامري comments [at] alwasatnews.com

.

وسط مطالبة بعض اعضاء الكونغرس من الحزب الجمهوري بتحويل مسئولية اعادة الاعمار للعراق من وزارة الدفاع (البنتاغون) الى وزارة الخارجية، قام وزير الخارجية كولن باول بزيارته الأولى لبغداد منذ الاحتلال. ومع ان هدف الزيارة، بحسب الناطق في الخارجية، هو اجراء مناقشات مع المسئولين في المجلس الانتقالي والحكومة المؤقتة وبحث الجهود المشتركة للمحافظة على الاستقرار، فإن الزيارة ابتدأت بتوجيه ضربة غير مباشرة الى السلطة العراقية المؤقتة، فالواضح ان أيا من المسئولين العراقيين لم يكن على علم بموعد وصول باول الى بغداد، وبالتالي لم يكن اي منهم في استقباله. وكان في استقباله بعد وصوله قادما من الكويت على متن طائرة عسكرية، الحاكم الاميركي بول بريمر وعدد من الضباط الأميركيين.

وتضمن جدول الزيارة لقاءات مع أعضاء المجلس الانتقالي وعدد من الوزراء، لكن ما استرعى اهتمام المراقبين هو وصول باول في الوقت الذي تشهد فيه أعمال المقاومة تصعيدا واضحا. اذ شهدت الساعات الماضية مقتل جندي أميركي صباح امس وإصابة اربعة بجروح في تفجير عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم في الفلوجة غرب بغداد.

وذكر شهود عيان ان قذيفة «آر بي جي» أطلقت على مروحية تحاول الهبوط لنقل الجرحى المصابين في الهجوم، وأرسلت تعزيزات الى منطقة الهجوم التي طوقت. ويأتي ذلك في اطار الوضع المتوتر الذي تشهده الفلوجة بعد مقتل تسعة من رجال الشرطة العراقيين وحارس أمن أردني برصاص الاحتلال. وكانت القوات الاميركية اعتذرت عن حادث اطلاق النار، وقال متحدث باسم قائد القوات الاميركية ان تحقيقا سيتم فتحه لمعرفة ملابسات الحادث الذي أثار مشاعر غضب قوية بين أهالي المدينة ووصفه أحد أفراد شرطة الفلوجة بأنه عمل غير مسئول من قبل الجنود الاميركيين. غير ان هذا الاعتذار والوعود بفتح تحقيق لم تعن شيئا لأقارب وأصدقاء الذين قتلوا اذ صبوا جام غضبهم على تلك القوات وهتفوا بعبارات منددة بالولايات المتحدة خلال تشييع ذويهم.

وكانت القوات الأميركية اعلنت إصابة ثلاثة من جنودها بجروح في هجوم بقذائف صاروخية في مدينة الموصل وقع الليلة. ويرى عدد من المراقبين ان زيارة باول تشكل مدخلا لحوادث تغيير في التعاطي الاميركي مع الملف العراقي.

ويلفت محللون عراقيون الى ان الزيارة تأتي بعد وقت تزايدت فيه صعوبات الولايات المتحدة في العراق وواجهت جهدوها لمشاركة دولية واسعة تخفف من أعباء احتلالها بمعوقات تجسدت في الخلافات بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن بشأن ملف العراق، واعترف باول بجديتها عشية وصوله، وذلك عقب لقائه في جنيف نظراءه من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي. وتقول اوساط عراقية مقربة من سلطة التحالف ان ازدياد المشكلات في العراق أشعل الجدل في اروقة الكونغرس بشأن الجهة التي يفترض ان تكلف بإدارة العراق.

ومع ان الجدل لم يصل بعد الى معارضة الكونغرس للورطة الاميركية، لكنه اوجد معارضة لوزارة الدفاع الاميركية.

وتقول هذه الاوساط ان عددا من اعضاء الكونغرس حملوا المسئولين في وزارة الدفاع نتائج الفشل في المهمات المتعلقة بأعمال اعادة البناء. وكان عدد من أعضاء الكونغرس وجه انتقادات لاذعة الى وزير الدفاع دونالد رامسفيلد الذي زار العراق بعد احتلاله مرتين، والى نائبه بول وولفويتز، الذي يعتبر واحدا من ابرز مهندسي الحرب.

وتنقل الاوساط العراقية المقربة من سلطة التحالف ان الرغبة في اناطة مسئولية اعمار العراق بوزارة الخارجية بدلا من الدفاع تنبع من كون الاولى اقدر على التعامل مع التكنوقراط والاجهزة المدنية، وأكثر استعدادا وقدرة على تولي مهمة اعادة بناء العراق. فضلا عن ان اضفاء المزيد من الطابع المدني على الوجود الاميركي في العراق ربما يقلل من المشاعر المعادية للولايات المتحدة.

وكان بعض اعضاء مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري ادلى بتصريحات اشار فيها الى انه بوسع الولايات المتحدة انجاز ما تريده في العراق من دون الظهور بمظهر المحتل، مؤكدا أهمية استغلال اية فرصة للتقليل بقدر الامكان من المظهر العسكري الاميركي هناك

العدد 375 - الإثنين 15 سبتمبر 2003م الموافق 19 رجب 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً