العدد 2618 - الخميس 05 نوفمبر 2009م الموافق 18 ذي القعدة 1430هـ

تراجع الإدارة الأميركية في مواقفها تجاه الفلسطينيين يفقدها اعتبارها

قال محللون إن على إدارة الرئيس أوباما أن تضع خطة جديدة لتحريك مفاوضات السلام بين العرب و«إسرائيل» بعد أن فقدت اعتبارها نتيجة تراجعها عن مطالبها بتجميد تام للاستيطان.

وأضاف المحللون أن إدارة الرئيس باراك أوباما خيبت آمال العديد من الفلسطينيين والعرب الذين كانوا يريدون أن تتخذ موقفا حازما من الاستيطان وتساهم في تحسين العلاقات مع العالم الإسلامي.

وخلال جولة في الشرق الأوسط، حاولت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الاثنين طمأنة العرب بعد أن أثارت غضبهم في نهاية الأسبوع من خلال تأييدها اقتراح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحد من الاستيطان.

وأكدت كلينتون أن الإدارة الأميركية لا تزال تعارض الاستيطان معارضة تامة.

ويخالفها الرأي آرون ديفيد ميلر الذي كان مستشارا لمفاوضات السلام في الشرق الأوسط في الإدارات الأميركية السابقة.

وصرح ميلر لوكالة «فرانس برس» أن «نتانياهو تفوق بمواقفه البارعة. لقد كسب مودة اليهود الأميركيين والإدارة الأميركية».

وقال المحلل في مركز «وودرو ويلسن انترناشونال سنتر فور سكولارز» في واشنطن إن نتنياهو وضع الرئيس الفلسطيني محمود عباس «في موقف دفاعي وقال (لا) لدولة عظمى من دون أي عواقب».

وأضاف أن المفارقة هي أن الإدارة الأميركية التي اعتمدت سياسة حازمة حيال الإسرائيليين وأظهرت «ليونة» مع الفلسطينيين باتت الآن تلقي اللوم على الجانب الفلسطيني.

لكنه قال إن الإدارة الأميركية رأت أن عليها التعاون مع الإسرائيليين بدلا من محاربتهم بشأن مسألة المستوطنات، أقله في المرحلة الراهنة.

وأضاف أن إدارة أوباما كانت تأمل في إعطاء دفع للمفاوضات بشأن القضايا الأساسية مثل حدود الدولة الفلسطينية المقبلة من خلال تجميد الاستيطان في مقابل تطبيع دول عربية علاقاتها مع «إسرائيل».

وتابع أنه خلافا للاستيطان والتطبيع، فإن ترسيم الحدود ووضع مدينة القدس واللاجئين الفلسطينيين وامن «إسرائيل» هي المسائل الرئيسية.

وقال ميلر «على (فريق أوباما) إن يعيد النظر في أهدافه الرئيسية والسبيل إلى تحقيقها».

من جهته أعلن المستشار القانوني السابق لدى السلطة الفلسطينية أمجد عطاالله أن تغيير الإدارة الأميركية موقفها من الاستيطان ساهم في إضعاف موقع عباس وجعله يتردد أكثر من أي وقت مضى في استئناف مفاوضات السلام مع «إسرائيل».

وصرح لوكالة «فرانس برس»، «إنهم (الفلسطينيون) يقولون إنه في حال لم تكن الولايات المتحدة مستعدة لدعم موقفها المتعلق بالاستيطان فلماذا ستدعم موقفها من ترسيم الحدود؟».

وأضاف المحلل أن أعضاء الإدارة الأميركية الذين كانوا يؤمنون بـ «المبادىء الأخلاقية»، وقد أخذوا على حين غرة.

وأوضح «أعتقدوا أنه متى دخلوا مرحلة المفاوضات بشأن الوضع النهائي ستسير الأمور بوتيرة أسرع. لكنهم لم يتوقعوا تعنت الحكومة الإسرائيلية».

وتساءل «كيف يمكن رد الاعتبار وما هي استراتيجيتنا مستقبلا؟» الآن وقد أخذت الأمور هذا المنحى.

وقال عطاالله إن الإدارة الأميركية بحاجة الآن إلى اعتماد دبلوماسية تتماشى مع الموقف المسلم به بأن الصراع العربي-الإسرائيلي يشكل تهديدا أساسيا على المصالح الوطنية الأميركية.

وحذر من أن واشنطن كالعادة تنتهج «استراتيجية في المفاوضات تخدم مصالحها» لن تفضي إلا إلى تفاقم الوضع وإلى العنف.

وقال باتريك كلوسن من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، يبدو أن أوباما من خلال تراجعه في مسألة تجميد الاستيطان عزز الموقف العربي القائل بأن «الصهاينة هم الذين يملون على الأميركيين سياساتهم».

وصرح كلوسن ردا على سؤال لوكالة «فرانس برس» عن كيف يمكن لواشنطن إحياء المفاوضات «لن يكون الأمر سهلا لكننا بحاجة إلى إيجاد طريقة لتغيير الموضوع».

العدد 2618 - الخميس 05 نوفمبر 2009م الموافق 18 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً