العدد 2618 - الخميس 05 نوفمبر 2009م الموافق 18 ذي القعدة 1430هـ

خمسة أشهر على الانتخابات اللبنانية ولا اتفاق لتشكيل حكومة

حكومة لا حكومة... قضية لم تعد تشغل بال اللبنانيين بعد مرور خمسة أشهر على الانتخابات النيابية. إن سئلوا... قالوا إنهم «محبطون» أو «لامبالون» وعبروا عن «يأسهم» من البورصة الحكومية بنكات وتعليقات ساخرة.

«منذ زمن طويل، لم أعد استمع إلى نشرات الأخبار»، يقول سائق التاكسي وليام حنا (52 عاما) وهو يقود سيارته من جونيه (شمال بيروت) إلى العاصمة، مضيفا «الشغل ماشي سواء شكلت الحكومة أم لم تشكل. فلم اهتم وأبحث عن وجع الرأس؟».

قبل خمسة أشهر، وفي عز الحملة الانتخابية كان العديد من اللبنانيين يتسمرون لساعات طويلة أمام شاشات التلفزة يشاهدون المقابلات الصحافية والأخبار وبرامج التوك شو، ويتحمسون لأي خبر.

أما اليوم وبعد أكثر من أربعة أشهر على تكليف سعد الحريري أبرز أقطاب الأكثرية، تشكيل حكومة جديدة لم تر النور بعد، يشعر لبنانيون كثيرون «بالملل واليأس والإحباط، لا بل القرف»، كما تقول رودينا شماط (32 عاما).

وتضيف «يضحكون علينا (السياسيون) والبعض للأسف لا يزال يصدقهم».

أما سمير درويش (46 عاما) الموظف في مطبعة في مدينة طرابلس في الشمال، فيقول ضاحكا «ليتابعوا التخبط ببعضهم حتى نرتاح نحن. فإذا اتفقوا ستاتينا المصائب».

وفي مقال بقلم إلياس شديد نشرته أمس صحيفة «لوريان لوجور» الناطقة بالفرنسية في زاوية «رأي»، تساءل الكاتب «هل الحكومة ضرورية فعلا؟ (...) وماذا فعلت الحكومات الأخيرة في لبنان؟»، معددا التقصير على الصعيد الرسمي في كل المجالات من الإدارة إلى الخدمات الصحية والتعليم والدين العام.

وكتب شديد «الحكومة في لبنان لا طائل منها، باستثناء دغدغة مشاعر بعض (السياسيين) المثيرين للسخرية والدائرين في فلكهم».

ودعا إلى عدم القلق، قائلا «14 آذار (الأكثرية) أو 8 آذار (الأقلية)، لا يهم (...). لا يمكننا أن نتوقع شيئا من أي حكومة في لبنان. يمكننا أن نعيش معها إنما نعيش أفضل من دونها». ويزيد من لامبالاة اللبنانيين أنهم لا يعرفون ما يجري في كواليس تأليف الحكومة. فهم ينامون على خبر تشكيلها ويفيقون على خبر «تبخر الآمال»، تماما كما عنونت جريدة «النهار» الأربعاء «تفاؤل الليل يمحوه النهار».

أما جريدة «الأخبار» فكتبت قبل أيام كمقدمة لخبرها الرئيسي «كل ما هو وارد أدناه ليس قديما أو نتيجة خطأ مطبعي أدى إلى تكرار معلومات أو إعادة بعض المواقف بل هم أنفسهم من يعيدون ويكررون. ينقلون الأسود أبيض وبالعكس».

والنزاع الذي يؤخر تشكيل الحكومة كما هو معلن يتمحور حول كيفية توزيع الحقائب بين الأقلية والأكثرية.

المحللون يؤكدون أن بعض عوامل الفرقة «خارجية» كون الأكثرية مدعومة من الغرب ودول عربية بارزة بينها مصر والسعودية، والأقلية مدعومة من سورية وإيران، والعلاقات بين العرابين الخارجيين للطرفين بين مد وجزر.

وفي هذا الإطار، كتب رئيس تحرير صحيفة «الأنوار» رفيق خوري في افتتاحيته اليوم «منذ أشهر ونحن في برج بابل من التكهنات التي تربط وضع الطبخة (الحكومية) على النار بمواقيت ومواعيد لا يد لنا فيها. من التوقيت السوري السعودي إلى التوقيت المصري والتوقيت الأميركي وصولا بالطبع إلى التوقيت الإيراني».

ويضيف «لكن المواقيت والمواعيد مرت والعقدة ثابتة والكلام عليها متبدل».

وقد ترجم أحد السياسيين الثانويين في لقاء مع صحافيين الغموض المحيط بالحكومة بالقول ساخرا «حتى نحن لا نعرف متى ستولد. يقولون لنا تفاءلوا فنتفاءل ويقولون تشاءموا فنتشاءم».

ويبدو أن رسام الكاريكاتير ستافرو لم يعد يجد ما يعلق عليه في الشأن الحكومي فرسم نفسه أخيرا في جريدة «البلد» وأمامه ورقة كتب عليها «التشكيلة الحكومية» ومن حوله صور للسياسيين وأمامه تلفزيون يبث صورا عن اجتماع سياسي.

وحمل الكاريكاتير التعليق التالي «خلصونا زهئنا (مللنا بالعامية) منكن وانتو ما زهئتوا من حالكن؟».

وبات التأخير في تشكيل الحكومة محور انتقادات البرامج التلفزيونية الساخرة، وكان آخرها في برنامج «بس مات وطن» الذي يبث عبر «المؤسسة اللبنانية للإرسال» (ال بي سي). وقد مثل فيه أحدهم دور رجل في التسعين يقصد طبيبا ويصر على الحصول على دواء «للتصريف».

فيتبين أخيرا أنه فؤاد السنيورة، رئيس الحكومة المنتهية ولايتها والمستمر في تصريف الأعمال.

وقد سأل صحافي أمس الأول الوزير في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل عما إذا كان موعد الولادة بات قريبا، فقال باسيل مبتسما «قريبا قد يكون بعد ساعات أو بعد أيام أو بعد أسابيع».

العدد 2618 - الخميس 05 نوفمبر 2009م الموافق 18 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً