قال نائب الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ حسين الديهي إن «تاريخ البحرين مليء بالمجاهدين الرساليين، الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل شعبهم ومبادئهم وقيمهم السامية، وكان في مقدمة من ضحوا من أجل إرساء قواعد الحق هم العلماء»، مبينا أن «المرحوم الشيخ عبدالأمير الجمري كان مفخرة للبحرين، ومثالا للصمود والإباء، والصبر على المحن».

جاء ذلك خلال مهرجان الوفاء للشيخ الجمري الثالث، الذي نظمته فرقة نور الزهراء الإسلامية في منطقة كرانة، وذلك مساء أمس الأول (الخميس)، بمشاركة عدد من الفرق الإنشادية، وحضور المئات من المواطنين من مختلف مناطق البحرين، وبرعاية إعلامية من صحيفة «الوسط».

وذكر الديهي الذي ألقى كلمته بالإنابة عن الشيخ علي سلمان لدواعي سفره، أن «العلماء هم الذين يتقدمون خط الصمود، وعدم الاستسلام للأجانب، فهم الفئة الأكثر فهما للشريعة، وحينما يتولى العلماء قيادة الأمة، فإن ذلك مشروط بالعديد من الأمور، وأولها وعيهم وفهمهم للشريعة الإسلامية، وتطبيقها».

وأضاف «من هذه المنطلقات، برز الفقيد الراحل الشيخ عبدالأمير الجمري، كقائد لمرحلة من أصعب المراحل، وفي ظرف من أحلك الظروف التي مرت بها البحرين، وخصوصا إبان حقبة السبعينات والثمانينات والتسعينات من القرن الماضي»، مشيرا إلى أنه «من أبرز قادة وأعضاء العريضة الشعبية للمطالبة بالحياة النيابية، فهو عنوان الصمود والإباء والعنفوان، على مختلف مراحل حياته، إذ إنه ضحى بالكثير من وقته وصحته، واستقراره الأسري والاجتماعي، في سبيل إحياء كلمة الحق، والمطالبة بحقوق الشعب (...)».

وأفاد «لقد تعرض الشيخ الجمري لشتى أنواع التعذيب خلال فترة سجنه في تسعينيات القرن الماضي، إلا أنه تحمّل وصبر على كلما ما جرى عليه في تلك الحقبة». وأكد الديهي «ما أحوجنا نحن اليوم والجيل الشبابي الحالي والقادم، فبالنسبة لنا فنحتاج أن نتذكر هذا الرجل العظيم، ومواقفه الطويلة، وبالنسبة للأجيال القادمة، فإن عليهم التعرف على شخصية الجمري بجميع جوانبها، ولابد من إحياء ذكراه، والوفاء له، ولكل من ضحى من أجل البحرين».

ووصف نائب الأمين لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية، الشيخ الجمري بأنه: «كان شخصية تقطر حنانا ومحبة وأبوة للجميع، ولم يكن حنانه ومحبته مقتصرا على أهل بيته وأقاربه، بل على الجميع، فهو سريع الدمعة على ما يراه، ولم يكن حنونا على من هم من صُلبه فقط (...)».وأضاف «في الجانب الثاني من شخصية الجمري، نجده العالم العامل بعلمه، تقيٌ ورع، وكان كله للإسلام وقيمه ومبادئه»، وتابع «أما الجانب الثالث، فنجد أن الشيخ الجمري، هو الإنسان والعالم والشاعر والمجاهد الصابر، وهناك الكثير من الأمور التي كان يتحلى بها، فهو فضلا عن كل ذلك، كان منفتحا سياسيا وأصيلا».

واشتمل المهرجان على عدد من الأناشيد، وحضره عدد من النواب ورجال الدين، إضافة إلى عدد من المسئولين ورجال الأعمال، كما قدمت فرق «وعد السماء» و «أصداء الغدير» و «الإمام المنتظر» أوبريتا مشتركا بينها، جسدت فيه صفات الشيخ الجمري من خلال أنشودة جماعية حازت إعجاب الجمهور.

كما اشتمل المهرجان على عمل مسرحي، أكد مخرجه محمد الصفار، أنه يعد «عرفانا ووفاء للشيخ الجمري، وعطاءه لشعبه طوال حياته».

«السهلة الجنوبية» تقيم حفلا تأبينيا للشيخ الجمري

أقام مأتم الرسول الأعظم (ع) في منطقة السهلة الجنوبية، وللعام الثاني على التوالي، حفلا تأبينا للشيخ عبدالأمير الجمري، وذلك مساء أمس (الجمعة)، بحضور عدد كبير من أهالي المنطقة ورجال الدين.

واشتملت فقرات الحفل على كلمة للناشط السياسي حسن مشيمع، وكلمة لعائلة الجمري ألقاها الابن الكبير للشيخ الراحل محمدجميل الجمري، إضافة إلى كلمة أخرى لرجل الدين ميثم السلمان. واستعرض القائمون على الحفل، فيلما وثائقيا، تناول مقتطفات من حياة الشيخ الجمري.