نبارك للمنظمين والقائمين على مؤتمر التقريب بين المذاهب الإسلامية هذه المبادرة الكريمة، ونتمنى أن يكون مؤتمرا فاعلا تجاه التقريب العملي بين أبناء من يتشهدون بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله (ص) وليس إعلاميا فقط، وأن يصب هذا المؤتمر في بوتقة الوحدة الإسلامية الكبرى المؤمولة، ولنحن في حاجة ماسة إليها الآن أكثر من أي وقت مضى لتنتظم صفوف الإسلام ونكون يدا واحدة قوية ضد كل المؤامرات الدنيئة التي تحاك من قِبل الامبريالية الصهيوينة والأميركية لمحو الإسلام من الوجود، وأن يساهم هذا الاجتماع المبارك لأعلام الأمة في عودتها إلى جذورها وأصولها الحضارية والدينية باعتبارها «خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر» (آل عمران: 011).
وعلى النقيض تماما، نتمنى ألا يكون هذا المؤتمر على غرار القمم العربية في سبيل الوحدة إذ اتفق العرب على ألا يتفقوا. هذه أهداف كـُبرى مشتركة لجميع الطوائف والملل في الإسلام، لذلك يجب على جميع المسلمين السعي قدما في تحقيقها؛ حتى تحيا الأمة الإسلامية جمعاء في سلام ووئام وفق نهج الإسلام وهدي القرآن وتكون مصداقا لقوله تعالى: «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا» (آل عمران: 301).
خليل جعفر خليل
العدد 382 - الإثنين 22 سبتمبر 2003م الموافق 26 رجب 1424هـ