العدد 382 - الإثنين 22 سبتمبر 2003م الموافق 26 رجب 1424هـ

مدرِّسات يتمنين تلبية اقتراحهن

إن ما شجعني على الكتابة إلى الوزير عبر صحيفة «الوسط» هو ما لمسناه - نحن العاملين في الوزارة وخصوصا المدرسين من الجنسين - من روح جادة من قبل الوزير في حل مشكلاتنا، وتقبله اقتراحاتنا التي تصب في منبع واحد يجمعنا جميعا - مسئولين ومربين وموظفين - من أجل تحسين العملية التعليمية من خلال استثمار التعليم لرفعة الوطن والمواطن.

إن الاقتراح الذي نقترحه على الوزير - نحن المدرسات - هو إنشاء رياض أطفال داخل المدارس التي تديرها بنات لأطفال المدرسات. إذ نطالب بذلك أسوة بغيرنا، وخصوصا وزارة الإعلام التي أنشأت روضة خاصة بموظفيها، وهذا نظام معمول به في معظم أنحاء العالم، وذلك لما لهذا المشروع من إيجابيات كثيرة جدا لنا ولكم. فمتى ما كانت المُدرِّسة مرتاحة نفسيا فإنها تعطي عطاء متميزا، لأن الناحية النفسية ركيزة أساسية في العملية التعليمية.

إيجابيات المشروع

- إن هذا المشروع سيلغي خروج المُدرسة من المدرسة ساعة الرضاعة إذ ستأخذها داخلها، وفيه توفير للجهد والوقت وراحة نفسية للأم وطفلها.

- إن المشاوير الخاصة بالطفل ستقل، لأن الطفل سيكون قريبا من والدته المدرسة، ففيه ستكون راحة نفسية للطفل والمدرسة معا وعدم ضياع الوقت في تلك المشاوير ولن تتأثر الطالبات بتلك المشاوير بما يترتب عليها من تأخير في المنهج.

- هل يعلم الوزير أن أكثر المشكلات التي تقع في المدارس والتي تخص الإناث من قلق وتوتر وحساسية فيما بينهن هي بسبب خروج مُدرسة وعدم خروج أخرى؟ وطبعا الخروج غالبا ما يكون سببه الأطفال. فبوجود الروضة سيزول التوتر حتما، لأن الجميع مرتاح لوجود طفله بجانبه، وتبعا لذلك ستتفرغ المُدرسة لعملها أكثر وستنجز أعمالها في جو هادئ.

- أيضا سيوفر على المدرسة والإدارة والوزارة الوقت والمال الذي تضيّعه المدرسات في السؤال عن أطفالهن عبر هاتف المدرسة.

- وهل يعلم الوزير أن الحصة السادسة هي حصة ممقوتة جدا وخصوصا بالنسبة إلى المدرسات الأمهات، وأن أكثر المشكلات التي تقع عند وضع المنهج الدراسي في بدايته بسببها؟ لماذا يا ترى؟ لأن المُدرسة الأم تريد أن تكسب الوقت حتى لو كان دقائق للوصول إلى المنزل قبل أن يصل الأطفال لرعايتهم، وتتمنى أن تذهب إلى المنزل وهي غير متعبة لتتابع عملها المنزلي بعد عملها المدرسي.

- إن هذا المشروع إذا رأى النور فسيوفر على الوزارة الكثير من مُدرسات الاحتياط. ويكفي أن مُدرسات الاحتياط أوجدن لأجل هذا الغرض وهو إجازات الأمومة والمرض وغيرها. فهل نضيف أيضا متابعة الأم لطفلها والسؤال عنه، فتزيد حاجة المدارس إلى الاحتياط؟ وهل مدرِّسات الاحتياط لسن أمهات؟ فاحتياط لاحتياط لأسباب متعددة تدور في حلقة الأطفال غالبا.

- وأهم إيجابية في هذا الموضوع هي إحساس المُدرسة بأنها تلقى عناية واحتراما لأمومتها، وأن راحتها من راحتكم، وأنكم تسعون إلى كل ما يوفر لها الراحة والأمان والاطمئنان لكي تزرع ذلك كله في نفوس طالباتها.

احتياجات المشروع

- يحتاج إلى غرفة على الأقل أو أكثر على حسب حجم المدرسة، ويمكن توفيرها من الفصول الخشبية التي توفرها الوزارة، وهذا متوافر طبعا.

- رواتب مدرسات الروضة ستكون من الرسوم التي تعطى للروضة من أولياء أمور الأطفال من المدرسات.

- إن مدرسات الروضة متوافرات وبكثرة وهن كثيرات ممن يحملن (رياض الأطفال) ويتمنين العمل في أسرع وقت، وبذلك نكون وفرنا فرص عمل لهن.

- إن المدرسة مكان تعليمي والروضة والحصانة مكان تعليمي أيضا، فهناك تجانس في العمل لا يخلُّ بعمل المدرسة الرئيسي.

وأخيرا، ليكن في علمكم - يا سيادة الوزير - أن المُدرسة الأم تعيش حال قلق دائم وهي بعيدة عن أطفالها وخصوصا من هم دون المدرسة، ولكنها تضغط على آلامها في سبيل العمل، وأي عمل؟ إنه تربية أجيال! فهل ذلك قليل عليها وهي التي تكابد في العمل والمنزل ليتوافر لها الهدوء والطمأنينة من خلال هذا المشروع؟

فليكن يا سيادة الوزير هذا المشروع هو هديتك لنا في بداية عام دراسي جديد نتوسم فيه النجاح... وإن شاء الله يرى النور على يدك البيضاء، وكلنا أمل - نحن المُدرسات - أن يتحقق ما نأمله.

مجموعة من المُدرسات بمدارس التربية

عنهن: كميلة السيدسلمان باقر

العدد 382 - الإثنين 22 سبتمبر 2003م الموافق 26 رجب 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً