العدد 389 - الإثنين 29 سبتمبر 2003م الموافق 03 شعبان 1424هـ

مرهون: على الجماهير والحكومات العربية أن تدعم الانتفاضة عمليا

بمناسبة الذكرى الثالثة لانتفاضة الأقصى

الوسط - محرر الشئون البرلمانية 

29 سبتمبر 2003

أكد النائب الأول لرئيس مجلس النواب عبدالهادي مرهون وجوب إدراك جماهير الشعوب العربية ضرورة عدم ترك قوى الانتفاضة والشعب العربي الفلسطيني لوحدهم والبقاء أسرى القمع العربي الرسمي المنظم والمتواصل بل مواصلة تقديم مختلف أشكال الدعم النضالي الجماهيري لتعزيز صمود أشقائهم على أرض فلسطين العزيزة.

وقال مرهون في حديث له بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لانتفاضة الشعب الفلسطيني «سطر الشعب الفلسطيني في هذه الإنتفاضة بكفاحه المتعدد الأشكال أروع آيات البطولة والعنفوان، وأكد من خلالها تمسكه بحقه المشروع في استمرار تصعيد وتيرة المقاومة وتؤثر على حقيقة أن شعبنا وقواه الوطنية والإسلامية سيواصلون هبتهم الشامخة الأبية بإرادة فولاذية حتى دحر الاحتلال الصهيوني البغيض وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة، وتأمين حق شعبنا العربي الفلسطيني في العودة إلى وطنهم، فلا الغطرسة ولا العدوان الشاروني بغطاء أميركي قادرة على المساس بحقوق شعبنا الثابتة وقدرته على التضامن والتلاحم والتمسك بالثوابت والحقوق والالتفاف حول الشرعية الفلسطينية المتمسكة بقيم النضال والكفاح، وموقف الجماهير الفلسطينية الرافضة للاحتلال والعدوان والاملاءات والتدخل الفظ في شأنه الداخلي».

ضغط الجمهور على الحكومات

وأكد مرهون أن الجماهير العربية مدعوة لتمارس حقها في فرض إرادتها على النظام الرسمي من خلال الضغط لتصعيد الإجراءات الرسمية ضد ممارسات الكيان الصهيوني وعدوانه الدموي الوحشي المتواصل على الشعب الفلسطيني، فلم يعد مقبولا ونحن نستقبل العام الرابع للانتفاضة وتحت أية ذريعة أن يستمر البعض في إقامة علاقات دبلوماسية أو اقتصادية مع «إسرائيل»، وضرورة تفعيل وتطوير القرارات العربية الخاصة بدعم الانتفاضة ومساندتها سياسيا وإعلاميا واقتصاديا، وضرورة أن يلتئم الشمل العربي لمواجهة التحديات الكبرى التي نواجهها في فلسطين والعراق بعقد مؤتمر قمة عربية يكرس وحدة الموقف والأهداف العربية مما يخطط لحاضرنا ومستقبلنا. ومطلوب من القوى الوطنية والإسلامية كافة أن تدرك ألا مجال لاستنهاض الهمم ومواجهة العدوان الإسرائيلي إلاّ بالوحدة والتضامن على أسس وطنية ثابتة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وضمان حقه في العودة.

استهداف الأرض العربية

وبين مرهون أن ذكرى انتفاضة الأقصى تأتي في ذروة استهداف الأرض العربية، وازدياد المطامع الصهيونية باغتصاب الأرض الفلسطينية، واستباحة الأرض العربية من المحيط إلى الخليج، فشعب فلسطين الشقيق سطر ومازال ملاحم البطولة والمجد والعز والعنفوان في ذوده المتواصل والمستمر عن حرمة وقدسية الأرض التي عاش على ثراها أجدادنا، وسطر شعبنا وأمتنا عليها ملاحم تاريخية مجيدة في الاستبسال والاستشهاد من اجل الحفاظ على الأرض العربية، وقد شهدت أرض فلسطين والأردن وسورية والعراق ولبنان ومصر الكنانة وكل أوطاننا عبر تاريخها على مآثر في البطولة للذود عن الأرض العربية. فها هو شعبنا في فلسطين يسطر بدم أبنائه صور البطولة والفداء والصمود الأسطوري في مواجهة آلة الحرب الصهيونية بكل ما تمتلكه من أدوات دمار، وأكدت الشهور الواحد والثلاثون الماضية عظمة ما يمتلكه شعبنا من أدوات صمود بطولية في وجه أعتى وأشرس هجمة صهيونية فاشية استئصالية وتكسرت على صخرة هذا الصمود كل المخططات والاستهدفات الإسرائيلية لكسر إرادة إشقائنا في فلسطين وتصميمهم على مواصلة الانتفاضة والمقاومة دفاعا وتمسكا بحقه المشروع والمقدس في الدفاع عن الأراضي السلبية، من دون أن تدرك أن أسطورة صمود الشعب الفلسطيني واللبناني الشقيق ستتمكن من كسر كل العقبات وستشق طريقها لتدك وتفشل كل المؤامرات والمخططات التي يروج لها صقور الإدارة الأميركية والهادفة إلى خلق مناخات وظروف دولية جديدة لا تلتزم بالأخلاق والأبعاد الإنسانية للعلاقات بين الدول والشعوب إرضاء للسياسة اليمينية الصهيونية ومشروعاتها في المنطقة ورغبة في زيادة النهم الإمبراطوري الاستعماري للأمة وخيراتها.

دلالات الانتفاضة الفلسطينية

فانتفاضة شعبنا في الوطن المحتمل لها دلالات ومعان ستبقى ماثلة في نفوس شعوبنا على قدرتها على مواجهة هذه الغزوة الإمبراطورية الاستعمارية الهمجية على أرضنا ومستقبل أجيالنا. وستتحطم هذه الغزوة على صخرة صمود شعب فلسطين المناضل وشعوبنا العربية المدعوة أكثر من أي وقت مضى أن تؤكد عمق إنمائها للأرض وحقها المقدس في الدفاع عنها من خلال:-

1- المضي قدما نحو تجسيد عملي لإرادة الدفاع عن أي جزء من الأرض العربية، واتخاذ الخطوات الشعبية العملية القادرة على مواصلة دعم الصمود المجيد لانتفاضة إخواننا في الوطن المحتل من خلال تنظيم وتعزيز الصمود دفاعا عن الحق والكرامة العربية.

2- ضرورة أن يتعمق التواصل الشعبي العربي مع الحملة العالمية الشعبية المناهضة للعدوان على مختلف الصعد السياسية والإعلامية لتوحيد جهود البشرية في مواجهة المكارثية البغيضة على البشرية.

3- تطوير البعد الديني الإسلامي والمسيحي المناهض للعدوان وتعربة الأيدلوجية الصهيونية واستهدافها على المنطقة والعالم.

4- تطوير المشاركة الشعبية في دعم الصمود الفلسطيني ماديا ومعنويا، ومواجهة كل الأساليب الهادفة إلى تركيع الأمة ومستقبلها لخدمة المخططات العدوانية والاستعمارية والإمبريالية الأميركية.

5- بلورة جبهة مقاومة عربية إسلامية شاملة لمواجهة العدوان الإمبريالي الصهيوني على المنطقة.

6- دعوة المجتمع الدولي ومؤسساته لمواجهة الممارسات والسلوكيات الإرهابية الإجرامية لقوات العدوان الصهيوني وضرورة استصدار إدانة صريحة لهذه الممارسات من جميع المؤسسات والهيئات الدولية ومنظمات المجتمع المدني والدعوة لمسئولية البشرية عن وقف هذا العدوان.

العدد 389 - الإثنين 29 سبتمبر 2003م الموافق 03 شعبان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً