العدد 391 - الأربعاء 01 أكتوبر 2003م الموافق 05 شعبان 1424هـ

ساحة الحوار الندي لتصحيح الخلل المزمن في علاقات الجانبين

المنتدى الاقتصادي العربي الأميركي

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

اختتمت الثلثاء 03 سبتمبر/أيلول الماضي في فندق ماريوت ديترويت أعمال المنتدى العربي الأميركي بمدينة ديترويت الأميركية. وكان أول المتحدثين في الافتتاح رئيس غرفة التجارة العربية الأميركية أحمد الشيباني الذي تحدث عن تاريخ الوجود العربي في مدينة ديترويت، مشيرا إلى أهمية هذا الوجود من ناحية الكم، فهو أكبر تجمع عربي في المهجر، أما من ناحية الكيف فهو - أي التجمع - يشمل نخبة من رجال الأعمال والمهنيين العرب الذين بوسعهم مخاطبة مؤسسات صنع القرار في الولايات المتحدة عند محاولة التأثير في مسارات قرارته. واعتبر الشيباني ذلك عنصرا مهما في أي حوار عربي - أميركي جاد محتمل.

ومن أكثر الكلمات لفتا للانتباه كانت كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى التي طالب فيها العرب والأميركيين، كل من جانبه، أن يتسلح برؤية جديدة لطبيعة ومستوى وآفاق متطورة تضع أسسا ثابتة لأي حوار يطمح لتطوير العلاقات العربية الأميركية، ويسعى لتحقيق أهداف القواسم المشتركة بين الطرفين. وأكد أن الحوار الواعي وإنصات كل واحد للآخر هو صمام امان استمرار مثل هذه الرؤية وأحد مقومات نجاحها. وتوقف عند اضطراب هذه العلاقة في أعقاب أحداث 11 سبتمبر التي طالب الطرفين العربي و الأميركي بعدم التوقف عندها وتجاوزها لما فيه مصلحتهما المشتركة. وأفرد موسى حيزا في كلمته لموضوعين اعتبرهما الأهم في ساحة الحوار هذا، هما: فلسطين والعراق. وأكد إنه مالم يكن هناك حلول عادلة فمن الطبيعي ان يستمر التوتر.

وأنهى موسى كلمته بالدعوة لإطلاق مشروعين مستقبليين في نطاق العمل المشترك العربي الأميركى: الأول يخاطب المرأة العربية -الأمريكية، إذ دعا إلى تأسيس لجنة من الطرفين تعمل لوضع أسس عمل نسائي عربي أميركي يمارس دوره في تقريب وجهات النظر ورأب الصدع بين الجهتين، أما الثاني فهو يتناول حقل تقنية المعلومات، إذ نادى الطرفان إلى تاطير الإستثمار المشترك في هذا المجال الحيوي الذي من شأنه، في حال انطلاقه بنجاح، أن يدشن مرحلة جديدة في تاريخ العلاقات العربية الأميركية. واعتبر موسى المنتدى الإقتصادي العربي الأميركي المنصة الأفضل لإطلاق هذين المشروعين واحتضانهما.

من بين المتكلمين في جلسة الافتتاح الرئيس التنفيذي لشركة إتش بي العملاقة كارلي فلورينا التي استهلت كلمتها بخلفية تاريخية مطولة تناولت فيها دور الإسلام في تطوير التكنولوجيا، وعرجت في هذا السياق على دور الإسلام كدين في إمكانية التعايش بين الأديان. ثم انطلقت بعد ذلك لتتحدث عن مشروعات شركتها المشتركة مع الدول العربية فتناولت مشروع أتش بي مع المملكة الهاشمية الأردنية وكذلك مع إمارة دبي، وكلاهما في حقل التكنولوجيا.

وكان من المفترض أن يشارك في هذه الجلسة سمو ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة بكلمة عن مملكة البحرين بوصفه أحد الرعاة الإستراتيجيين للمنتدى، لكنه وجه خطابا بُث حيا عبر الأقمار الصناعية. أكثر القضايا التي لفتت إنتباه المشاركين في تلك الجلسة وضوح الموقف البحريني من القضايا العربية وفي مقدمتها: قضية فلسطين وموضوع العراق ومسألة الإرهاب. كان حديث ولي العهد مكثفا وصريحا عن هذه القضايا. فقد أكد موقف المملكة الداعم للقضية الفلسطينية بما في ذلك إنشاء الدولة الفلسطينية، ودعا إلى مشاركة الجميع في بناء العراق الحديث وأدان الإرهاب بكل أشكاله.

أما على الصعيد المحلي فقد أثارت إشارة كلمة سمو ولي العهد إلى سير المملكة في بناء مؤسسات المجتمع المدني ارتياح المشاركين في المنتدى، كما جاءت اللفتة إلى مشاركة المراة البحرينية في انتخابات المجالس البلدية أولا ومجلس النواب أخيرا لتثير نقاشا داخليا حيا في صفوف المشاركين من غير أصول عربية.

من بين الكلمات التي كان لها صدى قوي في ردهات المنتدى كانت مداخلة مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى وليامز بيرنز. لقد ركز بيرنز في كلمته على موضوعي العراق وفلسطين. وتحدث بإسهاب عن الموقف الأميركي من تطورات الأوضاع في العراق مؤكدا استمرار الوجود الأميركي هناك إلى ان تستقر الأمور وتتشكل حكومة مستقرة ويتم بناء الأرضية الصلبة لمؤسسات المجتمع المدني. وألمح إلى أن ذلك قد يستغرق بعض الوقت، الأمر الذي يتطلب من الجميع التفاؤل والتحلي بالصبر. وتحدث بنفس الوضوح عن الموقف الأميركي من القضية الفلسطينية، فأكد تمسك الإدارة الأميركية بمشروع خارطة الطريق، وأدان الأرهاب بكل أشكاله.

في الجلسة الأولى عن مستقبل تنافسي لنمو الفرص أمام العالمين العربي والأميركي التي أدارها رئيس تحرير هارفرد بيزنيس ريفيو ثوماس ستيوارت كان من بين المشاركين، وزير المالية والإقتصاد الوطني عبدالله حسن سيف الذي ركز كثيرا على موضوع التعاون والآفاق الإيجابية التي يفتحها. وأشار إلى مجالات التعاون الواسعة امام الطرفين: العربي والأميركي. ثم ركز على توافر تلك المجالات في منطقة الخليج العربي لينتقل منها إلى مملكة البحرين ليركز على فرص الإستثمار المتاحة في المملكة.

ما لفت النظر في هذه الجلسة مداخلة ممثل ميتشيغان في مجلس النواب الأميركي تي. إتش. ساندي ليفن. إذ استشهد ببعض الأرقام التي تتحدث عن واقع النمو الاقتصادي في المنطقة العربية كما وردت في تقرير التنمية الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للتنمية، مؤكدا أن النمو البشري هو أهم معيار لقياس النمو الاقتصادي في أي بلد كان. وألمح هنا إلى أهمية التعليم والتدريب بوصف كونهما أهم عنصرين لتحقيق النمو البشري الذي من الطبيعي ان ينعكس إيجابيا على فرص النمو الاقتصادية. وتنهى مداخلته بضرورة التعاون الإيجابي بين القطاعين الخاص والعام وعلى أرضية اقتصادية مدروسة عند تدشين أي مشروع اقتصادي يطمح للنمو والاستمرار.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 391 - الأربعاء 01 أكتوبر 2003م الموافق 05 شعبان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً