العدد 394 - السبت 04 أكتوبر 2003م الموافق 08 شعبان 1424هـ

وكيل الشئون الإسلامية دعا للحوار... ووجبت الاستجابة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

التصريح الذي أدلى به وكيل وزارة الشئون الإسلامية الشيخ خليفة بن حمد آل خليفة لـ «الوسط» حول استعداده للحوار مع المعارضين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية يعتبر جريئا وهو الأول من نوعه - على حد علمي - ولذلك يتوجب على علماء الدين المعارضين له ابداء وجهة نظرهم، ليس في الصحافة فقط، وانما بعقد لقاءات مباشرة مع وكيل الوزارة.

عندما عقد «مؤتمر التقريب بين المذاهب الإسلامية» الشهر الماضي كان واضحا أن علماء الدين البحرينيين الذين كانوا جزءا من حركة التسعينات المطلبية قد قاطعوا أعمال المؤتمر. وكانت لي حوارات مع بعض المقاطعين وكانت اجوبتهم متنوعة. فأحدهم قال إن «أي شيء يرتبط بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية لا نستطيع المشاركة فيه لان المجلس انشئ العام 6991 ضمن إجراءات أمنية لقمع التحرك المطلبي». آخر قال «لم نُدعَ الا كمستمعين للمؤتمر ولسنا مشاركين في شيء». وأضاف «اننا مبعدون من كل شيء، من الأوقاف، من المحاكم، من المعهد الديني ومن كل شيء له علاقة بالمجلس الأعلى، فكيف نشارك في برامجه؟».

هذا الحديث مشروع، والحوار الآن مفتوح والاطراف المعنية هي التي يتوجب عليها المبادرة للتحاور فيما بينها. لقد كان جوابي لاحد الذين حاورتهم انه مهما كانت الاعتراضات مشروعة فإن عدم الالتقاء بعلماء الدين الذين جاءوا للبحرين من أجل المشاركة في مؤتمر التقريب ليس له أية علاقة بجوهر الموضوع. وكان بالامكان الذهاب على الأقل إلى الفندق للسلام عليهم وتوثيق الصلات، فليس لهؤلاء أي ذنب في الاستجابة لمشروع يهدف إلى توحيد كلمة المسلمين. ثم ان غياب العلماء المعارضين يضعف موقفهم ولا يعطيهم أية قوة في التحاور، ذلك لانه من السهل على أي طرف ان يبقى بعيدا عن كل شيء وثم ينتقد ويصرح بعيدا عن التأثير على مجريات الأمور.

لقد التقيت عدة مرات بوكيل الشئون الإسلامية الشيخ خليفة، ووجدته انسانا فاضلا مستعدا للاستماع لوجهة النظر الأخرى بل انه كان على استعداد للعمل بعدد من الاقتراحات التي طرحت امامه. وهذا يعني انه صادق في دعوته لفتح باب الحوار مع المعارضين لما يمارسه المجلس الأعلى، وطريق الإصلاح يبدأ بالحوار الجاد.

وأعتقد ان علماء الدين الذين قاطعوا مؤتمر التقريب سيجدون إذنا صاغية، ولربما وصلوا إلى نتيجة مرضية لجميع الاطراف بشأن مختلف القضايا المطروحة. وفيما لو وجدوا ان الاختلافات جذرية ولا يمكن حلها، فلن يضرهم فتح أبواب الحوار للالتقاء فيما يمكن الالتقاء عليه.

القطيعة لها اضرار على الذات، فالذين مارسوا عمل المقاطعة في بلدان أخرى وجدوا صعوبة كبيرة للتأقلم مع تغير الظروف لاحقا. ففي جنوب افريقيا التي شهدت أكبر الحركات الداعية للمقاطعة الدولية والاقليمية والمحلية وجد المقاطعون صعوبة كبيرة للنهوض بكوادرهم عندما تغير الأمر. فالذي كان يقاطع كان أيضا يمنع عن نفسه الخبرة والهمة والحركة، وهذا كان امرا حسنا أيام النضال. ولكن عندما أصبح الأمر بيده لم يستطع عدد منهم تغيير حالهم إلى القيام بدور ايجابي بعد أن جبلت انفسهم على الرفض والمقاطعة والابتعاد والتشكيك في كل شيء.

آن الآوان لفتح أبواب الحوار على كل المسائل الخلافية متى ما سنحت الفرصة لذلك وآن الأوان ان نخطو إلى الامام ونتحمل بعض الذكريات التي قد تكون مؤلمة، ولكنها قابلة للتغيير والإصلاح. فكم هو جميل عندما يتسلم كل مواطن دوره، مهما كان هذا الدور صغيرا أو كبيرا، وكم هو جميل ان يقوم المرء بهذا الدور من خلال الحوار والاتفاق على ما يمكن الاتفاق عليه.

وكيل وزارة الشئون الإسلامية رمى الكرة في الملعب الآخر، فهل يبادر الطرف المعني بركل الكرة أم يقاطعها فتحسب عليه؟

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 394 - السبت 04 أكتوبر 2003م الموافق 08 شعبان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً