العدد 2632 - الخميس 19 نوفمبر 2009م الموافق 02 ذي الحجة 1430هـ

وداعا يا والدي...

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

رحل عن دنيانا والدي وحبيبي وقرّة عيني علي بن أحمد الخاطر، والد زوجي، الذي أعتبره والدا بعد وفاة والدي ودخولي في دنيا عائلة الخاطر، ولا أدري ما الذي يُبكيني أكثر، رحيله، أم غربتي، وعدم وجودي حول من أحب في هذه اللحظات الأليمة.

دَمع العين يتوقّف ولكن دَمع الفؤاد يحتاج إلى الزمن ليشفيه، والله يعلم بما أكنّه داخل قلبي الصغير لهذا الرجل، وما إن علمت بخبر وفاته، حتى توالت الذكريات داخل منزله الدافئ بالحب.

أتذكر ذلك اليوم الذي قَدمت به إلى بيت أهل زوجي عروسا صغيرة، عندما استقبلتني أم حسين والدة زوجي (رحمها الله)، بتلك الابتسامة ذات معاني التقبّل والفرح بزواج ابنها، ولكم أسعدني دخول والدي علي بن خاطر (رحمه الله) من ذاك الباب للسلام علي وتحيّتي في عشّهم الجميل.

لا أنسى تلك الضحكات وذلك التجمّع وتلك الذكريات الدفيئة عند كل فرد من ذلك البيت، فلقد كان عامرا في يوم ما بوالد ووالدة وفتيات صغار، لا يضيق الخاطر من لقياهم، إذ إن استقبالهم دوما مشبع بعطاء وحب وفرح.

راحت هذه الأيام، ولم تبق إلا الذكريات التي تطل علينا، فتجعلنا نعلم بما خسرناه، فلقد خسرنا بابين من أبواب الجنّة، وخسرنا الوالدة والوالد، ولم يعد البيت كما كان.

لقد تأثّرت كثيرا عندما توفّيت الغالية أم زوجي، وإنني اليوم أقف في نفس الموقف ألملم آهاتي وأحزاني، ولكن اليوم أعاني الألمين، ألم رحيل والدي، وألم وجودي في الغربة.

غربتي التي أدفع ثمنها اليوم، والتي أتمنّى ألا تكون هباء منثورا، فلقد ذهبت بملء إرادتي إلى الولايات المتّحدة الأميركية، أجاهد في جامعاتها، وألقي المحاضرة تلو المحاضرة، وأمثّل بلدي وأتحدّث عنه بروح العاشق الولهان.

وإن كان هناك فئة غير قليلة تنتقد ذهابي، إلا أن الرسالة التي أردت إيصالها، وتجسير الهوّة بين العرب والأميركان اللذين سعيت لهما، أراهما حقيقة واقعة، ومرشدا ودليلا لأهل وطني.

أتمنى يا والدي أن تفخر بي؛ لأنني أدين لك بكل الشكر على ما أهديتني إياه، فلقد أهديتني زوجي المتفاهم العاقل، سرُّ نجاحي، وهو من يدفعني كل يوم لمواجهة العقبات، والذي أشكر الله عليه بكرة وأصيلا.

وداعا يا والدي علي بن خاطر، وداعا أخيرا وأنا في الخارج، واعلم بأنّ جسدي كان بعيدا، ولكن روحي وقلبي لم يكونا كذلك، وليتغمّد الله روحك وليجعلك مع الأنبياء والمرسلين والأبرار الصالحين... اللهم آمين.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2632 - الخميس 19 نوفمبر 2009م الموافق 02 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 9:11 ص

      ما اجمل الوفاء

      سيدتى احييكى على هذا الوفاء والحب والبقاء لله على فقدان هذا الشخص العزيز اخوكى فى الله محمود

    • زائر 14 | 12:35 م

      من محرّقي أصيل

      إبنتي العزيزة الأستاذة مريم: أكتب هذا التعليق و عيناي تترقرق بالدموع، فأنت لا تتصورين مكانتك ومحبتكِ في قلوب قرّائكِ . فلقد أصبحتِ فرداً من أفراد أسرهم ، فما يفرحكِ يفرحنا، وما يحزنكِ يحزننا. أرجو أن تتقبلي صادق عزائي ومواساتي لهذا المصاب الجلل، والعزاء موصول لصحيفة الوسط الغرّاء التي هي صوت المواطن ولسان حاله برئاسة تحريره وكتّابه الشرفاء. أسأل الله أن يتغمد الفقيد العزيز برحمته ومغفرته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

    • زائر 13 | 10:15 ص

      عظم الله أجرك

      عظّم الله أجرك يا أخني مريم ، أبكيتيني في هذا المقال الذي دخل فثقب قلبي ، وذهبت سريعا الى أم زوجي أطلب السماح منها ، كانت زعلانه علي ، الدنيا لا تسوى فعلا ..

    • زائر 12 | 9:00 ص

      الفاتحة

      الله يرحم والد زوجك ووالدينا ووالديكم وجميع اموات المسلمين ورحم الله من قرأ لروحهم سورة الفاتحة

    • زائر 11 | 5:12 ص

      أاحسن الله عزائكم اخت مريم

      من المؤكد أنكم تعلمون أن المرحوم قد وفد على رب رؤوف رحيم كريم تاركا هذه الدنيا وماعليها وهذه حكمة الباري في خلقه لأنه جلت قدرته ربط الحياة بالموت والفناء ...والموت عضة لكل من بتعض وهو كأس يشربه الجميع سواء أكان فقيرا ام غنيا ام ملكا ام صعلوكا ,,,,اجبر مصابكم ووفقكم لكل ماهو خير ...أخوكم أحمد عبدعلي

    • زائر 10 | 5:07 ص

      كلام شخصي553

      كلام شخصي

    • زائر 9 | 3:53 ص

      رحمه الله

      الله يرحمه ويرحم جميع موتانا وموتى المؤمنين
      الله يصبر مصابكم

    • زائر 8 | 2:41 ص

      تغمد الله الفقيد برحمته

      بصراحة انا اتفهم مشاعر الكاتبة لكن هذا الموضوع مكانه في صفحة الكشكول مو في الاعمدة

    • زائر 7 | 12:45 ص

      حب البحرين نشوفه فيش

      السيدة الفاضلة / مريم الشروقى المحترمه
      اقترح عليكم بطبع كتيب بأسم المرحوم وتوزيعة فى جميع مساجد البحرين وخاصة القري ..... ودمتم

    • زائر 6 | 12:25 ص

      الله يرحمه

      الله يرحمه ويغمد روحه الجنة ، بحق لك الحق في البكاء في رجل احبك و ساندك . لك الحق في البكاء لرجل رفع من مقامك و أعزكي يا أستاذه مريم . لقد ابكيتنا بهذا المقال وتذكرنا آباءنا وامهاتنا واحبائنا فليرحم هم الله و يجعل مثواهم الجنة . فهنيئا لوالدك ووالد زوجكي المتوفي هذا المتدفق .
      وها أنتي تعليميننا مرة آخري بأن الحب لا يتوقف بل يتدفق من الأب إلي أب الزوح ولأول مرة أرى هذا الحب لأب الزوج من زوجة الأبن وربما غيرك كثير فلقد فتحت ابواب كنا نجهالها .
      شكراً لك والله يعضم آجر أهل زوجك أبناء الخاطر

    • زائر 5 | 12:19 ص

      انت اصيلة يابنت الاكارم

      كلام صادر من قلب انسان مؤمن بقضاء الله وقدره ومحب لاهلة ....اصالتك في كلامك عن عمك وعمتك والذين تعتبرينهم في مقام الوالدين ..اين انت والكثير من بنات جيلك الاتي يعتبرتهم اعداء؟؟؟رحمهم الله جميعا واكثر الله من امثالك واسكن الله المؤمنين والمؤمنات فسيح جناتة واسبغ عليكم جميعا الصبر والسلوان انا لله وانا اليه راحعون

    • زائر 4 | 12:08 ص

      عمج عمنااا

      رحم الله الفقيد انشاء الله . وعظم الله اجوركم جميعا فى مصابكم الجلل بحق محمد واله

    • زائر 3 | 11:25 م

      بالتوفيق مريم

      مريم الشروقي... أيها الإستاذة الفاضلة...
      صباح الخير يامن بريتي بالشعب الطيب كله... ونتمنى لك التوفيق فيما أنت فيه...

    • زائر 2 | 7:55 م

      ابكيتيني يا مريم

      ابكيتيني يا مريم و احييتي حبيبي ابي في قلبي كم انا مشتاقة لحبه و لحنانه.
      الله يرحمهم
      شكرآ يا مـلاك

    • زائر 1 | 7:53 م

      عظم الله اجوركم...

      الله يرحمه ويتغمد روحه الجنة ووالدينا ووالديكم يا ارحم الراحمين ... سيظل عامرا بيتكم ان شاالله بوجودكم الطيب , انتم امتداد لا ينقطع لعائلة الخاطر الله بجبر بخاطركم بحق (محمد وال محمد)...

اقرأ ايضاً