العدد 2633 - الجمعة 20 نوفمبر 2009م الموافق 03 ذي الحجة 1430هـ

الإذاعات العربية تتخصص بموضوعات لتقترب من المستمعين

المهرجانات لا توفيها حقها

أصوات الكثيرين منهم بقيت في ذاكرتنا وعرفناها من خلال الكلمات، نادرا ما رأينا وجوههم وعرفنا ملامحهم، وكثيرا من بدت علينا علامات الدهشة لمعرفة أشكالهم، هكذا هو الحال مع مذيعي ومتحدثي الإذاعات، الجندي المجهول الذي يستتر خلف الكواليس، يشدون مستمعيهم بكلمات في مختلف الموضوعات لسنوات وسنوات، ويحتل مكانه مميزة في تفاصيل يوم مستمعيه.

واليوم، بعد مضي ما يزيد على 80 عاما على أول بث إذاعي عربي أواسط عشرينيات القرن الماضي في مصر، مازال الراديو ومقدموه من وسائل الإعلام التي لا يستغني عنها المواطن، على رغم تنوع وسائل الإعلام وقوالبها وأساليب بثها.

وحققت الكثير من الإذاعات ذاكرة راسخة في عقل المستمع العربي، وربطت مقاطعها الموسيقية ومقدمات فقراتها ونشراتها وأصوات المتحدثين من خلالها بأوقات من النهار، كما هو الحال مع الفترات الصباحية التي تستقبل الجمهور بأصوات فيروز والأغاني القديمة الرقيقة، في مختلف دول العالم العربي، أو فترة آخر الليل التي تودع المستمعين بأغاني أم كلثوم والطرب الأصيل.

وكثيرا ما علق الباحثون والمتخصصون في الإعلام ووسائله حول العالم، بأن الراديو يكاد يكون متجها نحو الانقراض والزوال مع الوقت، وخصوصا أن وسائل الترفيه والتواصل مع المعلومات باتت أكثر انتشارا وتطورا وتنوعا في الخدمات، من الراديو الذي يفتقر إلى الكثير من الميزات والخصائص المتوافرة في غيره من الوسائط، كما أن الحصول على بديل له لم يعد مكلفا كما كان سابقا، ومع أن هذه الأسباب وغيرها الكثير قد أثرت على القنوات الإذاعية، فإن الكثير منها، وخصوصا في السنوات الأخيرة، حاولت أن تبتكر مجموعة من الحلول تواكب العصر ومتطلباته وتعيده إلى التقدم في قائمة وسائل الإعلام المتابعة بشكل يومي.

واليوم، عادت الكثير من المجموعات الإذاعية بباقات مسموعة تختلف في تخصصاتها، فمن الحلول التي تم توظيفها لإعادة ترويج الكثير من المحطات، تفريغ كامل البث لنوع معين من الموضوعات أو وسائل الترفيه، فاليوم تتوافر قنوات مسموعة موجهة إلى الأطفال، وقنوات تستهدف الشباب بشكل خاص، وقنوات ترفيهية بشكل بحت فلا تقدم سوى الأغاني والتسلية، بالإضافة إلى تخصص بعضها بالطرب الأصيل، وبالمقطوعات الكلاسيكية قديمها وجديدها.

كما تم إطلاق تجربة لقناة إذاعية موجهة إلى فئة البنات في مصر، تناقش موضوعات تهم هذه الفئة، وهي من إنشاء وإدارة مجموعة من البنات المصريات.

من الحلول التي ابتكرت أيضا لدعم هذه الإذاعات، بثها عبر الإنترنت. ويرى البعض أن النسبة الأكبر من متابعي هذا الأنموذج حول العالم، هم من الموظفين الذين يقومون بإنجاز أعمالهم في مكاتبهم، وتعطيهم هذه القنوات نوعا من التسلية التي لا تلهي عن العمل، وتبقيهم على تواصل مع العالم الخارجي.

ومع أن الكثير من المهرجانات الإعلامية العربية، تحاول أن توفي هذه الوسيلة والقائمين عليها حقها من خلال شهادات تقدير وجوائز تسلط الضوء على إنجازاتها وخدماتها التي تقدمها إلى المستمعين حول العالم، التي من بينها أخيرا الجائزة التي حازت عليها إذاعة مملكة البحرين في «مهرجان القاهرة للإعلام العربي» في دورته الخامسة عشرة الذي أقيم في مصر، فإن حق هذه الوسيلة التي تؤنس مستمعيها مازال مغبونا في مقابل الاحتفاء الذي تحظى به باقي الأنماط الإعلامية.

وأينما كان وضع الإذاعات العربية اليوم، بحديثها الذي يتابع التطور والتقدم والتغير الذي يطرأ على المجتمع، أو التي تلزم بعض الإصلاحات والتعديلات، فإن الإذاعات تبقى هي المؤنس الوحيد في ساعات الازدحام وقت الذهاب إلى العمل والمدارس، والعودة من المشاغل، وخصوصا أن الوقوف عند بعض الإشارات في مختلف عواصم الدول العربية قد يحقق أرقاما قياسية ترهق أعصاب المواطنين إذا كانوا من دون مؤنس.

العدد 2633 - الجمعة 20 نوفمبر 2009م الموافق 03 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً