العدد 2637 - الثلثاء 24 نوفمبر 2009م الموافق 07 ذي الحجة 1430هـ

مدن: الشملان لعب دورا كبيرا في توحيد جميع القوى المعارضة في البحرين

في ندوة « المنبر» بشأن كتاب «أحمد الشملان - سيرة مناضل وتاريخ وطن»

مدينة عيسى - جميل المحاري 

24 نوفمبر 2009

أكد الأمين العام لجمعية المنبر الديمقراطي التقدمي حسن مدن أن المناضل أحمد الشملان لعب دورا كبيرا في توحيد جميع القوى المعارضة في البحرين وتقارب وجهات نظرها في أهمية النضال من أجل إعادة الحياة البرلمانية في البحرين في فترة التسعينيات وما قبلها من دون التخلي عن رأيه المستقل واعتراضه على كل ما يجدهُ خروجا على روح العمل المشترك وقال: «إن الشملان الذي أدار ورفاقه تجربة التعاون بين التيار الديمقراطي والحركة الإسلامية في النضال من أجل إعادة الحياة البرلمانية وإطلاق الحريات الديمقراطية، وهو ما وحد جميع قوى المعارضة، داخل وخارج البحرين، في تلك المرحلة، كان واضحا وصارما في إبداء رأيه المستقل».

جاء ذلك خلال فعالية قراءات في كتاب الكاتبة فوزية مطر «أحمد الشملان سيرة مناضل وتاريخ وطن» مساء أمس الأول ضمن مهرجان أيام الشملان الذي تنظمه جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي.

وقال مدن: «إن كتاب فوزية مطر «أحمد الشملان: سيرة مناضل وتاريخ وطن» الذي تجاوز عدد صفحاته مع الملاحق والمراجع ألف صفحة، هو في حقيقة الأمر مجموعة من الكتب في كتابٍ واحد». مشيرا إلى أن المادة التي أفردتها المؤلفة لكل حقبةٍ من الحقب التاريخية التي تناولها جديرةٌ بأن تكون كتابا مستقلا.

وأضاف: «إن التقصي الذي قامت به الكاتبة لانتفاضة مارس 1965 وأحداثها ودور القوى الوطنية المختلفة فيها، يمكن أن يشكل مادة كتابٍ قائمٍ بذاته، والأمر نفسه يصح على فترة السبعينيات التي شهدت تحولات سياسية وفكرية، لا لدى أحمد الشملان وحده، وإنما في حركة القوميين العرب عامة التي تلقى أحمد خبراته السياسية والنضالية الأولى فيها».

وقال: «على رغم أن الأستاذ علي ربيعة أصدر كتابا عن مرحلة التسعينيات كونه أحد المشاركين فيها، فإن ما يقدمه كتاب فوزية مطر عن هذه المرحلة يشكل إضافة موضوعية على درجة كبيرة من الأهمية في توثيق تلك المرحلة ودور مختلف القوى فيها، سواء كانت قوى الحركة الوطنية الديمقراطية أو القوى الإسلامية».

وأكد أن هذا الكتاب المهم جدا والذي يجب أن يقرأه الجميع يغطي فراغا كبيرا في التوثيق التاريخي لمراحل نضالية فاصلة خلال العقود الخمسين الماضية من نضال الحركتين الوطنية والشعبية في البحرين، وقال: «سيصبح هذا الكتاب منذ الآن مرجعا يعتد به في الدراسات والأطروحات والأبحاث المتصلة بهذه المرحلة».

وأضاف: «هذا الكتاب يجب أن نقرأه نحن السياسيين المخضرمين بكامل العناية، لا لكي نعرف الدور القيادي المحوري لأحمد الشملان في تاريخ حركتنا السياسية وتيارنا الوطني الديمقراطي خاصة، وإنما أيضا لنعرف تفاصيل كثيرة مجهولة بالنسبة لنا من هذا التاريخ، ليس فقط لنقف على الصفحات المجيدة فيه فحسبْ، وإنما لنتعرف أيضا على أخطائنا وعثراتنا ومكامن ضعفنا التي أثرت سلبا على دور هذا التيار ومكانته».

وأشار إلى أن الكتاب يجب أن يقرأه المسئولون في الدولة، ففيه الكثير من العظات التي يجب أن يتعلموا منها: هل كان كل هذا القمع الشرس على شعبنا ومناضليه مبررا، هل جعل هذا القمع البلد أكثر أمنا واستقرارا أم أنه عمّق فيها المآزق السياسية والمعيشية وأهدر فرص التنمية الجادة وأعاد البحرين إلى الوراء وهي التي كانت رائدة في العديد من المجالات.

وشدد على أهمية أن تقرأ الكتاب الأجيال الجديدة من الشبان والشابات الذين فتحوا أعينهم على الحياة في ظروف خبا فيها صوت التيار الديمقراطي وتراجعت مكانته، تحت تأثير الضربات الموجعة والتحولات الكثيرة من حولنا وتحت تأثير ما وقعنا ونقع فيه من أخطاء، من أجل أن تدرك هذه الأجيال أن للنضال الوطني في البحرين تاريخا يمتد بعيدا، وأن جيل أحمد الشملان ومن أتوا بعده قد دفع أثمانا باهظة من أجل أن تنعم البحرين بمقدار الحريات المتاحة اليوم.

ومن جانبه قال رئيس اللجنة المركزية بجمعية العمل الوطني الديمقراطي «وعد» عبدالله جناحي في مداخلته: «إن هذه الموسوعة عبر عشرات الشهادات ومئات الأسماء من المناضلين في السجون والمنافي تؤكد أن هذا الوطن عبر تاريخه الطويل من النضال ضد الاستعمار والحكم الاستبدادي كان ولودا باستمرار، ففي كل مرحلة من مراحل التاريخ النضالي للبحرين تقدمت كوكبة من المناضلين لتقود عملية النضال وخلفها قوافل من الجماهير الشعبية، وعبر شريط من الأسماء يمر أمامك تكتشف أن راية النضال كانت تنتقل من جيل الأجداد إلى جيل الآباء ثم لجيل الشباب».

وأضاف جناحي: «تتضح من السيرة النضالية لأحمد الشملان أنه شخصية حساسة جدا تجاه المبادئ والثوابت المطلوب تواجدها في أي مناضل ثوري، وبالأخص صلابة الموقف والصمود وصفات الثوري الذي يجب أن لا تضعضع قناعاته أمام التعذيب أو الترهيب. ويتضح ذلك في أكثر من محطة سياسية حينما كان الشملان غاضبا من الاعترافات والانهيارات لدى رفاق دربه، ومع ذلك كان مقدرا لإمكانات الرفاق ومستويات الصمود لديهم».

وذكر أنه من واقع الشهادات التي سجلها رفاق أحمد الشملان في هذا الكتاب تنكشف هذه السمات القيادية لأحمد الشملان من جانب، ودوره المؤثر في المحطات السياسية من جانب آخر. فهو الذي رسم ونفذ خطة هروب عبدالله الزياني أحد أعضاء حركة القوميين العرب العام 1964 من البحرين بعد أن تمكن الأخير الهروب من سجن القلعة وأخفاه في منزله ومن ثم تهريبه بلباس والدته وجوازها إلى دبي ومن ثم إلى بغداد حيث أصبح فيما بعد الصوت البحريني في إذاعة بغداد يقدم من خلالها تقارير عن يوميات انتفاضة مارس 1965 المجيدة. كما كان للشملان الدور الأساسي مع رفاقه عبدالله مطيويع وقاسم حداد والمرحومين عمر الشملان وعيسى رشدان في تنفيذ خطة تفجير دوريتين للشرطة بقنبلة يدوية أثناء انتفاضة مارس.


اختتام «أيام أحمد الشملان» اليوم بندوة «التجربة الأدبية»

أعلنت اللجنة المنظمة لمهرجان «أيام أحمد الشملان» التي يقيمها المنبر التقدمي أنه سيسدل الستار على فعاليات المهرجان عند الساعة الثامنة من مساء اليوم (الأربعاء) الموافق 25 نوفمبر/ تشرين الثاني في مقر الجمعية بمدينة عيسى من خلال ندوة عن «التجربة الأدبية والصحافية للشملان»، يشارك فيها كل من جعفر حسن وعلي مدن.

يشار إلى أن ندوة اليوم هي الأخيرة ضمن ست فعاليات حواها المهرجان الذي افتتح في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني، وسط حضور جماهيري لافت غصت به قاعات الفعاليات في مقر «التقدمي ونادي الخريجين، والتي شملت معرضا فنيا وأمسية شعرية وحفلا موسيقيا- غنائيا وندوتين، قدمت في الأولى شهادات عن حياة ونضال الشملان من عدد من رفاقه، وخصصت الثانية لمطالعات في كتاب فوزية مطر «أحمد الشملان: سيرة مناضل وتاريخ وطن».

العدد 2637 - الثلثاء 24 نوفمبر 2009م الموافق 07 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً