وضعت شركة أغاس الدولية التجهيزات لمصفاتهم المجهزة بأحدث المعدات لتصفية زيت المركبات المستعمل مع استثمار لايستهان به لمعالجة مخلفات الزيت المستعمل في مملكة البحرين والدول المجاورة. وسيقدم المشروع طريقة إبداعية وبيئية للإستفادة من الهايدروكربونات الخطرة التي تشكل تهديدا كبيرا لبيئتها الحساسة.

وتمتلك الشركة مصنعا للمنتجات النفطية والزيوت بقوة تخزينية تقدر بنحو 50.000 متر مربع، بجانب امتلاكها لرصيف ميناء خاص بها لاستيراد وتصدير المنتجات النفطية. أما عن شركاتها الفرعية «أغاس لوبز»، فقد كونت خصيصا لإعادة الإستفادة من الزيت المستعمل وبقصد إنتاج زيت يكون بجودة الزيت المنتج للمرة الأولى؛ إذ يتوقع تشغيل هذا المرفق المهم مطلع العام الجاري في منطقة سترة.

وقد تم تسجيل مهمات (أغاس الدولية) جنبا إلى جنب مع دائرة البيئة وتعتبر من الوكالات النادرة التي تمنلك السلطة من قبل الوزارة لجمع مخلفات الزيوت والإستفادة منها بشكل واسع وبيئي.

يذكر أن منتجات الزيوت تعتبر المصدر الرئيسي لتلوث المياه في العالم؛ إذ إن مقدار غالون واحد من الزيت المستعمل له القدرة على تدمير مليون لتر من الماء الصالح للشرب بيد أن خمسة لترات من الزيت تستطيع أن تغطي بحيرة صغيرة، ما يسبب مشكلة قد يتضح جليا من حقيقة أن كمية الزيت المستخدمة في عملية تبديل واحدة قادرة على تدمير وتلويث مقدار يوم كامل من المياه التي تزود مدينة صغيرة ولو صبت هذه الكمية في عاصفة مائية فإن بإمكانها أن تغطي ثمانية أكرات من الأرض.

وفي الواقع البحريني الحالي ولعدم وجود مرفق بيئي معتمد وموثوق لإعادة التدوير فإن هناك طريقتين للتخلص من مخلفات تبديل زيوت المركبات وهما أن ترمى المخلفات على الأرض والذي يشكل تهديدا صارخا لتوازن بيئة البلد الحساسة أو أنها تضاف إلى زيوت احتراق أخرى مثل الديزل وغاز التشغيل. وإن عملية احتراق الزيت المستعمل مع زيوت احتراق أخرى يسبب تلوثا كبيرا للهواء. ولكن وجود «أغاس لوبز» التي ستزود جميع مستعملي الزيت في مملكة البحرين بحل بيئي وقانوني وخيار هو الأمثل للتخلص من مخلفات الزيوت المستعملة، الذي سيساعد على التقيد بشروط مؤتمر «باسيل» الداعي إلى تقنين اتساع مساحة المخلفات الخطيرة إلى الحدود العالمية من خلال منع الدول من استيراد وتصدير هذه المخلفات من وإلى دول أخرى وفي المقابل تشجيعهم على إعادة تدوير هذه المخلفات بالشكل والطرق المناسبة والصديقة للبيئة.

ويعتمد مصنع «أغاس لوبز» على تقنيات عالية الجودة باستطاعتها إعادة تدوير جميع أنواع الزيوت المستخدمة في البحرين والدول المجاورة في درجة حرارة أقل، كما أنه يمكن الإستفادة أكثر من خلال تصدير المنتجات الناتجة عن إعادة التدوير ما سيخلق فرص عمل أكثر في المملكة من جهة ويقوي اقتصادها من جهة أخرى.

وقد تم التصريح لمزاولة أعمال المشروع من قبل دائرة البيئة وجميع الجهات الحكومية ذات الاختصاص منتهية بالموافقة النهائية والتي حصل عليها المشروع من قبل بلدية سترة. ولقد تم بالفعل البدء في عمليات البناء وإن إدارة المشروع على ثقة تامة بأن تشغيل المشروع سيبدأ بعد ستة أشهر من عملية البدء. وتكمن فائدة المشروع الكبرى في أنه سيساعد الدولة في المحافظة على بيئتها ومواردها الطبيعية.

وقد بدأت الشركة في استلام الكثير من الاستفسارات وجذب اهتمام المعنيين بالبيئة من مواطنين ومقيمين ومختلف المؤسسات التجارية والصناعية من جميع أنحاء المملكة لجمع مخلفات الزيوت والرد على الإستفسارات من قبلهم.

يذكر أنه من الحلول التي توفرها الشركة هي تصفية الزيت وهي عملية تثبت على أن الزيت المستعمل يمكن إعادة استخدامه، وإن الكثيرين ممن يدعون أنهم متمكنون في هذا المجال ولكن أساليبهم التي قد تحتوي على عمليات مثل تنقية ودمج وتقطير الزيت المستعمل.