العدد 2640 - الجمعة 27 نوفمبر 2009م الموافق 10 ذي الحجة 1430هـ

أخبار دبي... بين الإفراط والتفريط

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

يوم أمس كان لابد من متابعة أخبار دبي منذ الصباح الباكر حتى المساء، باعتبار أن وكالات الأنباء والفضائيات تحدثت عن «هزات عنيفة» شهدتها أسواق المال العالمية بعد إعلان شركات مملوكة من حكومة دبي نيتها طلب تأجيل سداد ديونها. ولأنه كان من الواجب التعرف على وجهة نظر دبي الرسمية فقد اتجهت إلى الفضائيات الدبوية التي تنافس فضائيات «سي ان ان» و «بي بي سي» من ناحية الشكل وأسلوب العرض، ولكن الفرق كان واضحا جدا في المحتوى... فبينما كانت الفضائيات العالمية تفصل الموضوع تفصيلا دقيقا وتأخذ آراء الخبراء وتستشف ردود أفعال أسواق المال العالمية، كانت القنوات الدبوية في عالم آخر وكأن الخبر لا يعنيها.

ولعل ردود الفعل هذه متوقعة في منطقتنا، إذ تحرص وسائل الإعلام الرسمية على التفريط بأخبار بلادها المهمة، بينما قد يفرط الآخرون في تغطيتها، ولاسيما إذا كانت تتعلق بأسواق المال (كما هو الحال مع أخبار دبي أمس)، أو إذا كانت تتعلق بأخبار حقوق الإنسان (كما هو الحال في حالات وبلدان أخرى).

وهنا ربما نسأل: هل أن السماح بتغطية الأحداث التي تمر بها منطقتنا يعتبر عنصرا لمواجهة الأزمات والكوارث؟ أم أن التعمية عليها هي السبيل لاحتوائها؟ وهل أن الحصول على المعلومات حق أساسي بغض النظر عن أية اعتبارات أخرى؟ أم أن الحفاظ على الصمت وعدم التحدث عن الأخبار السيئة يعتبر ضرورة وأولوية للجهات الرسمية تفوق مبدأ الحق في الحصول على المعلومات؟

وللإجابة على مثل هذا الاستفسارات فإن علينا أن ننتقل إلى بلدان أخرى لكي يكون الحديث منطلقا بصورة أفضل... ففي البلدان التي تواجه كوارث طبيعية مستمرة، مثل بنغلاديش والفلبين وغيرهما، وجد المسئولون المحليون والمتخصصون الدوليون أن الشفافية في المعلومات تعتبر ركنا أساسيا في سياق الاستعدادات للكوارث والاستجابة لها، وأن الحاجة إلى الشفافية أصبحت أمرا لا جدال فيه لكي يتسنى للمسئولين والمواطنين وكل من يعنيه الأمر التأهب للأزمات والكوارث، ومن ثم المشاركة في مواجهتها ومعالجة آثارها.

الأمر ذاته ينطبق على كيفية مواجهة الأزمات والكوارث التي ترتبط بالمال والسياسة، ذلك لأن تغييب المعلومات يؤدي في وقت الأزمة إلى خسائر أكبر بكثير من الإفصاح عنها، كما أن التدفق الطبيعي للمعلومات يعني أن المسئولين يستطيعون مكاشفة الجميع وعرض أفكارهم وآرائهم بصورة مباشرة، ولاسيما أن الأفكار والحلول لدى هؤلاء المسئولين قد تكون سليمة وقد تستحق المساندة... ولكن حال الصمت قد يؤدي إلى نتائج عكسية.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2640 - الجمعة 27 نوفمبر 2009م الموافق 10 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 1:25 ص

      دبي !!

      لاتفريط في حالة الأزمات. كما انه ليس من العدل اختيار موضوع رئيسي و تحويل الأنظار الي "حقوق الأنسان" ؟؟
      النمذج الدبوي به هفوات كثيره, رغم ان الفكره جريئه . السرقات و الكوميشنات و توظيف البيض دون الألتفات للتخصصات(دكتور ادب فرنسي بوظيفة مدير مشروع, نجاريين بيض بوظائف قياديه بالشركات) التركيبه السكانيه, المافيا, تبخر الأحلام. فقدت دبي برائتها و اصبح العربي عمله نادره. الأقتصاد المبني علي الأجنبي ليس أقتصاد سليم.
      سعد

    • زائر 6 | 1:42 م

      سلامتها امارة دبي من الهزات والعواصف والأزمات

      على مدى أكثر من سنتين وأنا أتابع التنبؤات الفلكية وهناك عبارة يرددها الفلكيون وهم ينظرون الى خريطة الأبراج السماوية وحركة الكواكب ويحذرون دبي من هزة عنيفة جداً وكارثة تترقبها وخسارة كبيرة في الأموال في المستقبل ولا أدري اذا كانت هذه الأزمة هي المقصودة أو ان هناك خطر آخر في الأيام القادمة .. أنظار العالم شاخصه ومترقبه والقلوب تتسارع دقاتها والأمل في أن تنتهي هذه الغيمة السوداء على خير.. ام محمود

    • زائر 5 | 1:06 ص

      وتبقى دبي دار الحي....

      ماذكره الدكتور واقعي ولكن تعتبر دبي من اقل االدول فسادا وسرقة للمال العام والتذاخل بين الخاص والعام (ريع الدولة)دبي شواطئها لم تصادر وبرها لم يسرق ؟؟؟ومتفدمة في امور الادارة فدولة اوامارة صغيرة اقصد بها دبي لديها من العقول النيرة من مواطنيها لاخوف عليها ابدا الدين العام سيسدد والموضوع اعادة جدولة ليس الا....مع تمنياتنا لها بدوام الازدهار

    • زائر 4 | 12:45 ص

      العقار و دبي

      كنت قبل فترة اتحدث مع احد العقاريين و يقول ان 18-20 دينار زين و ان الأسعار ما بتنزل أكثر إلا إذا صار شيء جديد .. الحين صار و خلينا إنشوف شنهو بيصون ... المضاربة و صلت الأسعار الى مستويات خيالية و بعيدة عن القدرات المالية للناس ... البنوك الحين ما بتعطي سيولة بسبب دبي و خل المضاربين يدفعون للبنوك

    • زائر 3 | 11:44 م

      هذا هو حال رؤيتنا

      الله يساعد دبي و نتمنى ان لاتصل آثارها الكبيرة الى البحرين 

    • زائر 2 | 11:17 م

      العنوان غير

      قرءت عنوان المقال
      وتوقعته يخص ازمة دبي بشكل مباشر
      بين الناس العاديون
      إ عتقاد أن دبي دوله غنيه بالنفط والسقوط عصي عليها
      مشاريع مستحيله
      وخياليه مثل اطول برج في العالم
      والقبه الثلجه الاكبر في وسط الحراء
      وبانوش الملكه ليزابيث الذي تحول لمطعم عائم
      ومدينة ديزني
      كلها طلعت ناتج ديون
      اكثر من 60مليار دولار
      وفي الاخير هذا الناتج
      توقعت مقال الدكتور عن الاخطاء الاداريه التي وضعت دبي في هذا الموقف
      دبي مشروع ناجح وبسبب الافراط حدث السقوط

    • زائر 1 | 9:40 م

      اقتربت الساعة.

      هذا نتاج الفساد المستشري في المؤسسات الحكومية لدول مجلس التعاون. وهاهي جهات معنية تسعى للتحقيق في إخفاق المنتخب مع كل ما تم بذله من أموال خيالية صحيح ملاليم يعني ملايين صغيرة وليس مليارات يبقى المبلغ يفيد في بناء بيوت للمواطنين بدل تروح جيوب شبعانه.
      نبيل حبيب العابد

اقرأ ايضاً