مباراة الكلاسيكو التقليدي بين قطبي الكرة الإسبانية بل العالمية ريال مدريد وبرشلونة كان تكتيكيا إلى أبعد الحدود من خلال العمل الذي قام به كلا المدربين في داخل الملعب والذي تفوق فيه في النهاية مدرب برشلونة الشاب غوارديولا. في الشوط الأول من المباراة تمكن مدرب ريال مدريد التشيلي بيلغريني من إحراج البارسا على أرضه وبين جماهيره من خلال تكتيك رائع في الدفاع والهجوم، بالاعتماد على طريقة 4/3/3 أو 4/5/1 بحسب موقع الكرة واحتياجات الفريق في الملعب، وباغت بيلغريني منافسه من خلال إغلاق جميع المنافذ إلى مرمى الريال بإحكام تام وفرض رقابة لصيقة على ميسي بأكثر من لاعب واستغلال تقدم ألفيس على الجهة اليمنى بتمركز رونالدو في هذا الموقع للقيام بالهجمات المرتدة الخطيرة مع تبادل للمراكز في الهجوم وهو ما مكن الفريق من خلق عدة فرص حقيقية للتسجيل إلا أنه لم يستغل أي منها.

في الشوط الأول كان التفوق واضحا تماما للريال فرديا وجماعيا وبرز نجوم الريال بشكل أفضل من منافسهم وكانوا الأخطر بكل المقاييس واستحقوا هدفا على أقل تقدير إلا أنهم لم يوفقوا في ذلك.

وبالإجمال فإن أداء لاعبي الريال كان جيدا باستثناء البرازيلي مارسيليو الذي بدا مرتبكا وأضاع الكثير من الكرات ولا أعلم سر احتفاظ بيلغريني به حتى نهاية المباراة.

على الجانب الآخر فإن مدرب البارسا درس طريقة لعب الريال جيدا وأخرج نقطة الضعف في فريقه الفرنسي تيري هنري الذي كان أداؤه سيئا في الشوط الأول ولم يشكل أي خطورة على مرمى الريال وظل واقفا في منطقة التسلل كثيرا وأدخل بدلا منه العائد من الإصابة السويدي زلاتان إبراهيموفيتش الذي تمكن من انهاء المهمة بهدف مباغت بعد دخوله بخمس دقائق ليؤكد أنه هداف بالفطرة.

بعد الهدف وإخراج بيلغريني لرونالدو من الملعب تسيد البرسا المباراة وبات الفريق الأفضل تماما وتمكن من إنهاء المباراة لصالحه.

عموما بيلغريني تفوق في الشوط الأول وغوارديولا تفوق في الثاني والمباراة كانت سجالا من الجانبين إلا أن أبرز ما فيها كان العودة القوية لرونالدو ولفريق الريال من خلال أداء دفاعي وهجومي للفريق لم نشاهده منذ مدة طويلة.

وأداء الفريقين في الملعب يبشر بأن الدوري الإسباني سيكون ملتهبا في هذا الموسم ولن يحسم إلا في الأمتار الأخيرة منه.