العدد 2644 - الثلثاء 01 ديسمبر 2009م الموافق 14 ذي الحجة 1430هـ

الجودر: 18 بحرينيا مصابا بالإيدز وإبعاد 50 أجنبيا بسبب الإصابة

انخفضت إلى 17 % منذ توقيع إعلان التزام الأمم المتحدة

أفاد نائب الممثل المقيم في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي فراس غرايبة بأن عدد الإصابات بمرض الإيدز بلغ ذروته في منتصف التسعينيات وانخفض بعد ذلك إلى نحو الثلث، وكشف عن انخفاض عدد الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) في العالم بمعدل 17 في المئة منذ توقيع إعلان التزام الأمم المتحدة بشأن مكافحة الفيروس في العام 2001.

ونوه إلى وفاة مليوني شخص حول العالم جراء أمراض متلازمة مع الإيدز خلال العام الماضي.

وأشار غرايبة في بيان ألقاه نيابة عن مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هيلين كلارك بمناسبة اليوم العالمي للإيدز إلى أنه تفصل الأمم المتحدة ست سنوات عن التاريخ المحدد في العام 2015 لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية عبر استمرار التصدي للإيدز لإنجاز خطة التنمية الأوسع نطاقا والقائمة على أساس حقوق الإنسان، ولفت إلى التزام البرنامج الإنمائي بدعم البلدان والمجتمعات المحلية في جهودها للتصدي لهذا المرض.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي نظمه البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة بمشاركة وزارة الصحة صباح أمس بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الإيدز في مبنى بيت الأمم المتحدة.

وأوضح غرايبة «سجل انخفاض الإصابات بالإيدز بنسبة 15 في المئة في الصحراء الجنوبية لإفريقيان و25 في المئة في شرق آسيا و10 في المئة في جنوب شرق آسيا، أما في أوروبا الشرقية أصبح هناك توازنا ملحوظا في سجل الحالات بعد أن كانت في ازدياد مضطرد، ويُشير التقرير الذي صدر في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني للعام الجاري من قبل برنامج الأمم المتحدة للإيدز ومنظمة الصحة العالمية إلى أن هناك 33.4 مليون شخص من المتعايشين مع المرض، و2.7 مليون شخص من المصابين حديثا في العام 2008 وساعدت العقاقير في خفض نسبة الوفيات من جراء المرض بمقدار 10 في المئة خلال السنوات الخمس الماضية».

وواصل «ويقوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بدور رائد في التصدي العالمي للإيدز بصفته شريكا في رعاية برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز وبصفته شريكا رئيسيا للصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، كما يدعم البرنامج سياسات وبرامج مكافحة الإيدز وتعلم ربط عمل المكافحة بالأعمال المتعلقة بالأولويات الأخرى في مجال الصحة والتنمية وحقوق الإنسان، كما يدعم البرنامج أيضا التصدي للوباء على النطاق الأوسع لمنظومة الأمم المتحدة وينظم جوائز الشريط الأحمر باسم برنامج الأمم المتحدة للإيدز لتكريم ودعم المجتمعات المحلية التي توجد على خط المواجهة في التصدي للوباء».

من جهته ألقى المدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة حبيب الهبر كلمة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قائلا: «في يوم الإيدز العالمي هذا العام يجب أن يكون التحدي الذي يواجهنا واضحا فلابد أن نواصل ما نقوم به وأكثر من ذلك بصورة عاجلة للتمسك بالتزامنا بكفالة وصول الجميع إلى سبل الوقاية والعلاج والرعاية والدعم بحلول العام 2010، ولن يكون ذلك ممكنا إلا إذا سلطنا الضوء على حقوق الإنسان والتصدي لكل أشكال التمييز والوصم فيما يتصل فيروس نقص المناعة البشرية والقضاء على العنف ضد النساء والفتيات وضمان وصول المعلومات المتعلقة بفيروس المرض».

واستطرد بـ «إنني أحث جميع البلدان على إلغاء القوانين والسياسات والممارسات العقابية التي تعيق الاستجابة لمرض الإيدز بما في ذلك القيود المفروضة على سفر الأشخاص المصابين بالمرض، فالاستجابات الناجحة للإيدز لا تعاقب الناس بل توفر لهم الحماية، وفي الكثير من البلدان التي تضفي الأطر القانونية طابعا مؤسسيا على التمييز ضد الفئات الأكثر عرضة للخطر، غير أن التمييز ضد المشتغلين بالجنس ومدمني المخدرات يغذي هذا الوباء ويعرقل التدخلات ذات المردود العالي وليس على الإيديولوجيات وأن تصل إلى الأشد احتياجا والأكثر تضررا».

وأكد الهبر دور المصابين بالإيدز في أن يكونوا قدوة قوية في التوجيه إلى النهج الأفضل للوقاية والصحة والكرامة الإنسانية والاعتراف بإسهاماتهم وتعزيز مشاركتهم النشطة في جميع جوانب مكافحة الإيدز.

وفي سياق متصل ذكرت رئيسة اللجنة الوطنية لمكافحة الإيدز سمية الجودر أنه «حتى نهاية أكتوبر الماضي تم تشخيص 18 إصابة بالإيدز بين البحرينيين 14 منهم ذكور و3 نساء وطفلة واحدة كما تم تشخيص 50 شخصا غير بحريني نصفهم نساء والنصف الآخر رجال وتم ترحيلهم جميعا إلى بلدانهم».

وبيّنت الجودر أن «هناك تداعيات كبيرة نجمت عن الإيدز وعانى منها سكان العالم أجمع واقتصادياته، وشعار هذا العام يرمي إلى تقبل الآخرين المرضى من خلال توفير العلاج والأمان الشخصي، البعض يعتقد بأنه في منأى من عدوى الإيدز ويتجاهل ولا يحصن نفسه بالمعلومات اللازمة التي تقيه من الإصابة بهذا المرض حتى يتفاجأ بإصابة أحدهم ومن يعز عليه فيُدرك تقصيره في توفير المعلومات اللازمة لهم للوقاية من المرض من خلال الابتعاد عن المخدرات والعلاقات المؤدية إلى العدوى».

وأضافت «وفي حال معرفتنا بإصابة أي فرد بالمرض لابد من مد يد العون له وتقبُله وتشجيعه في المجتمع للتغلب على المرض وإتاحة الفرصة له للتوبة وتقبل نفسه والاعتذار للآخرين ولنفسه وليُشارك تجربته وتثقيف الجيل الجديد من أخطائه بالاعتبار من تجربته».

إلى ذلك أكدت مديرة إدارة تعزيز الصحة ورئيسة برنامج مكافحة الإيدز في جمعية الهلال الأحمر البحريني أمل الجودر أن الجمعية وضعت خطة عمل لفريق مكافحة المرض للعام 2010 تهدف إلى تعريف ألف شاب وشابة بنهاية العام 2010 بالأسباب الثلاثة التي تؤدي إلى انتقال الإيدز وتغيير المفاهيم الخاطئة عن طرق انتقال الإيدز والتوعية بمخاطر المرض بالإضافة إلى توزيع نشرة «فجر جديد» على خمسة آلاف شاب على الأقل وسيتم البدء مطلع العام المقبل.

ولفتت الجودر إلى أن من ضمن الفعاليات التي سيتم عرض فيلم سينمائي للوقاية من المرض وفتح باب النقاش بعده وعمل تجمعات على شبكة الإنترنت للوقاية من المرض.

وعن مكافحة الإيدز تحدث رئيس البرامج التنموية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي علي سلمان قائلا: «تم رصد موازنة فاقت 300 ألف دولار للاستراتيجية الوطنية وبدأنا العمل بها في حينها، كما لم يغفل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ثلاثة برامج وضعت مع برامج وزارة الصحة ورصد لها أكثر من مليون دولار حول مكافحة الإيدز ومكافحة الأمراض المزمنة والوراثية، وأنتج التعاون بيننا ووزارة الصحة الكثير من التقارير عن هذه الأمراض وهو ما أدى إلى بلورة برامج مفيدة للمجتمع».

وأضاف «هناك برامج سنعلن عنها في حينها وبرامج مشتركة عن صحة الإنسان مع مختلف الوزارات في البحرين».

من جهته قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط حسين الجزائري في كلمة له بهذه المناسبة «تم الاتفاق على اتِّخاذ عبارة (إتاحة الصحة للجميع تجسيد لحقوق الإنسان) لهذا العام، حقوق الإنسان هي نعمة أسبغها الله على جميع بني الإنسان، فخَلَق الناس جميعا متساوين، وأوجب علينا أن نرصد ونحمي وندافع عن حقوق جميع إخواننا في الإنسانية، بمن فيهم أولئك الذين يحملون فيروس العَوَز المناعي البشري في أبدانهم».

وأضاف الجزائري «لكل إنسان الحق في أن يعمل، ويتزوج، ويسافر، ويحصل على المأوى، ويعيش بصحة وأمان، وينجب، وهي كلها حقوق نعتبرها جميعا حقوقا مشروعة مُسلَّما بها، أما المتعايشون مع فيروس العَوَز المناعي البشري، فكثيرا ما يتم حرمانهم من هذه الحقوق، وتهميشهم، فهم محرومون من الحصول على أي عمل، محرمون من أية رعاية صحية، محرومون من الزواج وإنجاب الأطفال، حرمانا لا يرتكز على أي أساس علمي أو طبي».

وتساءل مستطردا «فكيف سيكون شعورك إذا مررت بمثل هذا الوضع؟، فحُرِمْتَ من حقوقك بسبب إصابتك بمرض يخيف الآخرين ويجعلهم يصدرون الأحكام عليك؟، إن كثيرا من مجتمعاتنا لم تفلح في مواجهة أمثال هذا الخرق الفاضح لحقوق المتعايشين مع فيروس العَوَز المناعي البشري. ففي كل يوم، تترامى إلى آذاننا قصص من كل بقاع الأرض، بما فيها بلدان من إقليمنا، تكون فيها العدوى بالفيروس هي السبب الوحيد لحرمانهم من هذه الحقوق».

ويمضي الجزائري «لقد نص دستور منظمة الصحة العالمية على أن (التمتع بأعلى مستوى من الصحة يمكن بلوغه هو أحد الحقوق الأساسية لكل إنسان)، دون تمييز بسبب العنصر أو الدين أو الجنس، أو نمط الحياة أو الوضع الاجتماعي والمالي، أو أي مرض قد يكون مصابا به، وما رعاية الحقوق الصحية إلا الوقاية من العلل والأمراض، ومعالجتها ورعاية صحة العليل، كما أنها تعني أنه لا يجوز أن يُحْرَم أيُّ إنسان من حقوقه الصحية بناء على أية أحكام اجتماعية أو قانونية مسبقة، حول سلوكياته أو نمط حياته؛ فللجميع سواءٌ مَنْ كان منهم في المجتمع، أو في مرافق الرعاية الصحية أو حتى في السجون، الحق في بلوغ أعلى مستوى ممكن من الصحة، ذلك أن (الصحة للجميع) هي قيمة أساسية تقوم عليها جميع أعمال منظمة الصحة العالمية».


مصاب بالإيدز متحدثا خلال المؤتمر:

3 من أصدقائي المرضى انتحروا بسبب رفض المجتمع

كان مقبلا على الحديث خلال المؤتمر الذي عقد في اليوم العالمي لمكافحة الإيدز يوم أمس في بيت الأمم المتحدة، فهو أحد المصابين بالإيدز المتعايشين مع المرض والذين اختاروا أن يكونوا أعضاء فاعلين في التوعية للوقاية من الإصابة به من خلال تشكيل مجموعة للتوعية يعمل بها المصابون بالإيدز باسم «نُحب الحياة» هذه المجموعة التي أخذت على عاتقها توعية المجتمع بالمرض وطرق انتقاله، وانضم لها مؤخرا نحو أربعة أعضاء من المصابين بالمرض كانوا مذعورين من إصابتهم وتغيرت نظرتهم بعد أن تحدثنا معهم في المجموعة.

ونبه «ي» إلى أن رفض المجتمع للمصابين بالإيدز وطرد الأهل بعد علمهم بالإصابة أدى إلى انتحار ثلاثة من أصدقائه المصابين بالإيدز أحدهم شنقا والثاني حرقا والثالث غرقا.

وبشأن سبب إصابته واكتشافها قال «ي»: «كنت مدمنا للمخدرات منذ 29 عاما وقد اكتشفت إصابتي بالإيدز منذ عامين فقط، وأؤكد أن الإصابات الفعلية بالإيدز أكثر بكثير من الإحصائيات المعلنة عن المرض ولابد من تكاتف الجميع لحماية شبابنا من الإصابة وتوعيتهم بمخاطر الإيدز».

وواصل «يمُر المصاب بالمرض بمراحل وأنا أتحدث عما مررت به فقد كانت بداياتي صعبة وصرت في صراع نفسي بعدما علمت بإصابتي وكنت بين نارين وخاصة بعد انتحار بعض أصدقائي المصابين بالمرض، وقتها لم أكن قد تعرفت على الطبيبة سمية الجودر، ولكن بعد أن تعرفت عليها ونظمت لنا اجتماعات شعرت بالثقة لمواجهة المرض والانضباط في الحياة ونظمت لنا دورات تمكنا بعدها من الخروج للمجتمع، وأصبحت اليوم إنسانا آخر».

وأضاف «الآن حياتي جديدة، وتركت التصرف السلبي في حياتي، ومنذ إصابتي بالمرض تغيرت الكثير من الأمور في حياتي، وفي مجموعة «نحب الحياة» بدأنا نحب أنفسنا بعد أن أصبنا بالمرض، وحاليا نقوم بالتوعية في مختلف المناسبات ونلبي دعوة الشركات والنوادي للتوعية بمخاطر الإيدز، معاناتنا ساعدتنا في تطوير استراتيجية وخطة المجموعة نحاول من خلالها حماية المجتمع بالوقاية، وأدعو الله أن نوفق لفعل شيء يحفظ شبابنا».

وعن ردة فعل أسرته بعد علمهم بمرضه، أجاب «واجهتني صعوبة في البداية في مواجهتهم ولكنهم تفهموا بعد ذلك».

العدد 2644 - الثلثاء 01 ديسمبر 2009م الموافق 14 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 10:16 م

      وزارة الصحه

      لماذا وزارة الصحه لاتوظف الكوادر لهاديه الافه من المراض الخطيره فمثلا الخدمه النسانيه او علم نفس او علم اجتماع لان لازم اتكون هناك احصائيه لهدا الامراض وجميع الاوبئه

    • زائر 1 | 9:56 م

      ..

      لا حول ولاقوة الا بالله .. من الاشياء المفتوحة لهم في البلد .. الله يبعد عنا هالأمراض

اقرأ ايضاً