العدد 2644 - الثلثاء 01 ديسمبر 2009م الموافق 14 ذي الحجة 1430هـ

لجنة الحماية من الحريق (FSC)

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

سؤال جميل طرحته صحيفتنا الغرّاء «الوسط» يوم أمس، بشأن خطورة رمي أعقاب السجائر عمدا من مركبات بعض السائقين وهم يسيرون في الشوارع العامة، الأمر الذي قد يسبب وقوع حوادث أو حريق، فضلا عن عدم المبالاة بآداب النظافة العامة.

وقد شدّنا هذا الموضوع، لأننا وجدنا أنّ فئة غير قليلة من المدخّنين لا يهتمّون بآداب الشارع، أو حتى آداب النظافة العامة، فالتدخين باتّفاق جميع العلماء والأطباء مضرّ بالصحّة، ولكننا في هذا المحفل لسنا نحكم على عادات الناس، فهذه حرّيات، ولكل فرد حرّية الاختيار بين الصواب والخطأ، وخاصة عندما يكون الضرر على الفرد أوّلا.

إنّ الحديث عن موضوع رمي أعقاب السجائر، يقودنا إلى الحديث عن لجنة حماية الحريق (FSC)، التي أُسّست في الولايات المتّحدة الأميركية منذ سنوات، وقامت بوضع نوع معيّن من التبغ ينطفئ عندما يتأخر المدخّن في سحب الدخان من السيجارة، وتقوم برصد الذين لا يحافظون على آداب النظافة العامة في الشوارع والمتنزّهات، وبالتالي استطاعت هذه اللجنة التقليل من حجم المشكلات التي تؤدّي إلى كوارث، بسبب المدخنين غير المبالين بتصرّفاتهم أمام العامة.

وهذه اللجنة تعمل على مدار الساعة، وتقوم بالعديد من الأبحاث للتقليل من خطر التدخين في الولايات المتّحدة الأميركية، كما أنّها فرضت ضرائب على بائعي السجائر ومشتريها، بحيث تكسر نسبة المدخنين.

كذلك قامت بسَنّ القوانين على المدخّنين، حتى لا يتسبّبوا بإحداث أضرار للآخرين، وإنما يكون الضرر على أنفسهم، فمنعتهم من التدخين في بعض البيوت التي تؤجّرها الحكومة على ذوي الدخل المحدود، وتسعى حاليا لنشر هذه القوانين في بقيّة الولايات.

هل نستطيع أن نؤسّس لجنة مختّصة داخل وحدة الدفاع المدني المسئولة عن الحرائق في البحرين، لها صلاحيّتها واستقلاليتها، للتقليل من ضرر رمي أعقاب السجائر أو حتى فرض الرسوم أو الغرامات على من يخالف قانون التدخين في البحرين، ونكون أكثر صرامة في هذا الموضوع.

إنّ نوع السجائر المطروح في الأسواق المحلّية، لا يمنع حدوث الحرائق، ولكن وجود (FSC) على علبة السجائر -كما في الولايات المتّحدة الأميركية-، يجعل المدخّن يعرف بما سيواجهه، وستكون أسباب السلامة عالية الجودة.

لقد كفّت ووفّت الوكيلة المساعدة لوزارة الصحّة مريم الجلاهمة، في حملتها ضد التدخين في الأماكن العامة، ولكننا اليوم نحتاج إلى اتّحاد جميع الوزارات، للقضاء على التدخين في أماكن وجود غير المدخّنين، كما أننا نحتاج إلى هذه اللجنة، لتقوم بفرض هذا النوع من التبغ على بائعي السجائر، الأمر الذي سيؤدي إلى وجود مجتمع واعٍ أكثر بأضرار التدخين وغيره.

لا نوجّه أصابعنا إلى المدخّنين، فهناك من نحبّهم ونودّهم يدخنون، ولا يغيّر التدخين طبيعة شخص أو حتى ميزاته، وإنّما نتمنى أن نكون حضاريين أكثر، وأفضل من الآخرين بمنع التدخين في الأماكن العامة والجامعات.

حتى أنّ هناك بعض الجامعات في العالم أوقفت التدخين خارج حرمها الجامعي، وذلك رغبة منها في تقليل عدد المدخّنين في العالم، والعجيب في الموضوع أنّ الطلبة ينصاعون للقانون، فلماذا لا ننصاع نحن لقوانين وزارة الصحّة بالامتناع عن التدخين في الأماكن العامة؟

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2644 - الثلثاء 01 ديسمبر 2009م الموافق 14 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 3:01 ص

      بومريم

      صباااااح الخير والاحترام والطيبه على البنت العزيزه الشرووووقي ,

    • النعيمي2 | 11:06 م

      مدخن معترض

      اختي مريم نحن لا نعترض طريق اي شخص لا يحب رائحة الدخان وانا برغم اني مدخن ولكني لايعجبني اسلوب البعض في اجبار المدخنين استنشاق دخانهم ولكن لدي تعليق بسيط فالمدخن في النهاية انسان ويستطيع ان يبرر تدخينه بالحرية الشخصية فالماذا وزارة الصحة لم توفر لنا اماكن معينة لندخن فيه ومن دون أزعاج الى غير المدخنين /والأسلوب المتبع أسلوب كبت حريات فمثل ما انتم تنادون بستنشق هواء نظيف نحن أيضا نريد أن نستمتع في مكان منغلق بسجائرنا ولكم منا أجمل التحايا ...

    • زائر 1 | 9:16 م

      التدخين من الشيطان!!!

      كيف ننصاع للقانون ,, وواضع القانون لا ينصاع ,, اعتقد المشكلة ليس فى وضع القانون انما فى الناس انفسهم اذا الدين ما ينصاعون له كيف ينصاعون لقانون وضعي بنسبه لهم , الدين يأمرهم بالنظافة ( النظافة من الايمان) للحصول على الايمان يجب ان تكون نظيفا , شرط.. بس وين اليي ينصاع.. احنا وين والنظافة وين ,, النظافة تحتاج للايمان واحنا قليل الايمان!! يا مريم الشروقى...

اقرأ ايضاً