هل هو استثمار لنجاح سابق؟ أم أنه إفلاس في الأفكار والموضوعات؟ أم أنه أمر يندرج تحت مسمى «اللعب في المضمون»؟!... دارت هذه الأسئلة في الذهن بعد أن فوجئنا بإعلان عدد كبير من المنتجين والمخرجين استعدادهم لتقديم «أجزاء تالية» سواء ثانية أو ثالثة أو رابعة أو حتى سابعة من المسلسلات التي سبق لنا مشاهدتها في مواسم ماضية!

هنا من حقك عزيزي القارئ أن تقول: ما الجديد في هذا الطرح؟ وهذا الأمر نفسه ليس بجديد؟ بمعنى أن هذا الموضوع المتعلق بتقديم أجزاء جديدة لمسلسلات تم تقديمها من قبل أمر قديم واعتدناه في كل الأعوام الماضية!

ونحن من جانبنا نجيبك بأن الجديد والمختلف الذي سنشاهده في رمضان المقبل - على حد تأكيد المنتجين والمخرجين والفنانين أنفسهم - هو أن الأمر هذا العام سيكون مختلفا تماما، بمعنى أننا إذا كنا اعتدنا في كل الأعوام الماضية على أن يظهر علينا جزء ثان أو ثالث أو حتى رابع أو خامس من مسلسل تلفزيوني أو حتى مسلسلين على أكثر تقدير، كما حدث في هذا العام على سبيل المثال حينما تم تقديم أجزاء جديدة من مسلسلي «المصراوية» و «يوميات ونيس» المعدل إلى «ونيس وأحفاده»، فإننا في هذا العام لن نشاهد أجزاء جديدة من مسلسلين أو حتى ثلاثة، بل سيفوق الأمر ذلك بكثير، بعد قيام عدد كبير من المؤلفين والمخرجين والفنانين أيضا بالإعلان عن استعدادهم لتقديم أجزاء جديدة من مسلسلاتهم التي عرضت سواء في رمضان الماضي أو في الشهر الكريم من الأعوام الماضية.

وحقيقة لا نعرف إلى الآن لماذا أو كيف يتم تقديم أجزاء جديدة لمسلسلات لم يتعلق بها الجمهور بشكل يدفع صناعها إلى عمل أجزاء جديدة منها؟! لذلك تعال معنا عزيزى القارئ نتجول بين هذه المسلسلات التي سيتم تقديم أجزاء جديدة منها، كما أعلن منتجوها ومخرجوها ومؤلفوها أيضا، ونترك الإجابة لك في النهاية.

يأتي في مقدمة المؤلفين الذين أعلنوا عن تفرغهم الكامل ليس لكتابة مسلسلات جديدة يتم عرضها على شاشة رمضان المقبل، المؤلف الكبير محمد صفاء عامر، الذي سيطل علينا بثلاثة أجزاء جديدة لمسلسلات قام بتقديم أجزاء سابقة منها في المواسم السابقة، أولها مسلسل «عدى النهار» الذي تم عرضه في رمضان قبل الماضي بطولة صلاح السعدني ونيكول سابا ورزان مغربي، إخراج اسماعيل عبدالحافظ.

وعلى رغم أنه لم يحالفه النجاح الذي كان من المنتظر أن يحققه، فإن الشركة المنتجة له قررت تقديم جزء ثان منه يقوم صفاء عامر بكتابته حاليا، كما يستعد محمد صفاء عامر أيضا لكتابة الجزء الثاني من مسلسل «الباطنية» بطولة صلاح السعدني وغادة عبدالرازق ولوسي وهياتم وريم البارودي وميمي جمال.

والطريف أن مسلسل «أفراح إبليس» لجمال سليمان وعبلة كامل وايتن عامر وأحمد سعيد عبدالغني، الذي انتهت أحداثه بإصابة «همام أبورسلان» بالشلل كنتيجة طبيعية للجرائم التي اقترفها، فوجئنا في الحلقة الأخيرة بالتنويه عن تقديم جزء ثان منه على رغم أن مؤلف العمل محمد صفاء عامر ومعه المخرج سامي محمد علي والفنان جمال سليمان أكدوا جميعا أنهم فوجئوا بالشركة المنتجة تعلن عن تقديم جزء ثان من دون أن يكون هناك اتفاق مسبق على ذلك.

وعلى رغم هذا أشار صفاء عامر إلى أن المسلسل من الممكن فعلا أن يحتمل تقديم جزء ثان منه، على رغم أنه قام بإنهاء أحداثه من دون أن يكون في نيته تقديم أي أجزاء أخرى منه!

وفي الوقت ذاته أعلن المؤلف والكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة - الذي يعود الفضل الأول إليه في مسلسلات الأجزاء منذ «الشهد والدموع» و «ليالي الحلمية» وغيرهما قبل أن يتبعه مؤلفون آخرون - عن تفرغه الكامل للانتهاء من كتابة الجزء الثالث من مسلسل «المصراوية» الذي يشارك في بطولته أبطال الجزء الثاني نفسه ممدوح عبدالعليم وميس حمدان - إن لم تحدث أية مفاجأت بانسحاب بعض هؤلاء الأبطال كما حدث في الجزء الأول من المسلسل الذي اشترك فيه هشام سليم وغادة عادل ثم اعتذرا عن الاستمرار بعد ذلك، وأكد أسامة أنور عكاشة أيضا أن «المصراوية» سيمتد عدد أجزائه إلى خمسة أجزاء.

وفي الوقت ذاته، قرر الفنان الكبير نور الشريف إغلاق ملف الأزمة العنيفة التي مر بها أخيرا، والعودة لممارسة نشاطه الفني من جديد، وسيستهل نشاطه بالجزء الثالث من مسلسل «الدالي» الذي قام بتقديم الجزء الأول منه في رمضان من العام 2007 والجزء الثاني في 2008، ولم يقدم الجزء الثالث في رمضان هذا العام لانشغاله بمسلسلي «ما تخافوش» و «الرحايا»، وسيبدأ نور الشريف في تصوير هذا الجزء خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

كما تستعد الفنانة الكبيرة يسرا لبدء تصوير الجزء الثاني من مسلسل «لحظات حرجة» مع الفنان عمرو واكد. وكانت يسرا قد شاركت في الجزء الأول من هذه الحلقات كضيفة شرف.

كما تنتظر حنان ترك انتهاء المؤلف ياسر عبدالرحمن من كتابة الجزء الثاني من مسلسل «هانم بنت باشا» الذي عادت به إلى جمهورها في رمضان الماضي، بعد غياب تجاوز ثلاثة أعوام، لتحكم على قوة العمل، وذلك قبل التعاقد على جزء ثانٍ له، فإن كان بقوة الجزء الأول نفسها فإنها لن تتردد في القيام ببطولته، وإلا فإنها ستعتذر وتبحث عن موضوع آخر تطل من خلاله على جمهورها. مسلسل «هانم بنت باشا» شارك في بطولة الجزء الأول منه إيهاب فهمي وسهام جلال ومحمد الصاوي وسليمان عيد وعمرو يوسف ومحمد رمضان وأميرة هاني وعبدالرحمن أبوزهرة ورجاء الجداوي.

كما أعلن الفنان الكبير محمد صبحي عن استعداده لتقديم جزء سابع من مسلسل «يوميات ونيس» المعدل إلى «ونيس وأحفاده»، وأكد أنه لن يكون حريصا على عرضه على شاشة رمضان، وخاصة بعد الظلم الكبير الذي تعرض له الجزء السادس من المسلسل في رمضان الماضي، بسبب المذبحة التي تعرضت لها الكثير من المسلسلات التي نزلت هذا السباق.

المفاجأة الحقيقية التي لم نتخيلها على الإطلاق، هي إعلان محمد صفاء عامر، بالاتفاق مع قطاع الإنتاج بالتلفزيون المصري، تقديم جزء ثان من مسلسل «الضوء الشارد» الذي تم عرضه قبل عشرة أعوام من الآن وحقق نجاحا كبيرا وقتها، وعلى رغم هذا لم تسع الشركة المنتجة لاستثمار هذا النجاح في هذا الوقت وقررت استثماره الآن بعد مرور كل هذه السنوات.

وقد أبدى ممدوح عبدالعليم موافقته على العودة لتقمص شخصية «رفيع بيه» بينما اعتذرت منى زكي عن العودة لتقمص شخصية «فرحة»، ولايزال الأمر مبهما بالنسبة إلى سمية الخشاب التي قدمت في المسلسل شخصية «نجاة» التي كتبت به شهادة ميلادها مع النجومية.

ولم يقتصر الأمر على حدود المسلسلات الدرامية فحسب، وإنما امتد وبالشكل نفسه لمسلسلات «السيت كوم»، فقد تم الإعلان رسميا عن تقديم أجزاء سادسة وسابعة لحلقات «راجل وست ستات» لأشرف عبدالباقى ولقاء الخميسي ومها أبوعوف وانتصار، وسيتم تقديم الجزئين من دون وجود الكوميديان الشاب سامح حسين الذي اعتذر عن الاستمرار فيه بعد انطلاقه لمصاف النجوم الأوائل!

كما قررت الشركة المنتجة لمسلسل «حرمت يا بابا» بطولة حسن حسني وهناء الشوربجي وعمرو رمزي تقديم جزء ثان من المسلسل، ويعكف المؤلف ميشيل نبيل حاليا على كتابته.

ومن المتوقع ظهور مزيد من الأجزاء التالية لمسلسلات أخرى سيتم الإعلان عنها في الفترة المقبلة.