العدد 2330 - الأربعاء 21 يناير 2009م الموافق 24 محرم 1430هـ

الديري يضع استراتيجية للتفكير والتعبير

في أحدث مؤلفاته «العبور المبدع»

الوسط - منصورة عبدالامير

الكتابة بعين مجازية تتيح لتعابيرنا أن تتسع، وتمتد، وتتنوع بطلاقة، ومرونة، وأصالة (...) كذلك هذا الكتاب «الورشة» لا يخضع لموضوع يقعد بك، بل لعين تعبر بك الموضوعات كلها.

هكذا ذيل الكاتب والناقد علي الديري مقدمة أحدث مؤلفاته «العبور المبدع - استراتيجية التفكير والتعبير باستخدام المجاز» الذي صدر أخيرا عن المطبعة الحكومية التابعة لوزارة الإعلام في 246 صفحة من الحجم الكبير.

الكتاب الذي يهدف إلى التدريب على الخيال «من أجل اكتشاف حقائق اللون والضوء والجمال والإنسان والعدل والحرية، من أجل جعل لغتنا تعبر عن هذه الحقائق التي نكتشفها نحن بتجربة حيالنا»، هو كما يقول كاتبه، في تصديره، «ورشة للكتابة تأخذك إلى جرأة الكتابة»، وهي ورشة كما يشير الديري لا نصائح فيها ولا تعليمات ولا خطوات ولا خطة، هناك فقط ديناميكة الكتابة، العملية الحيوية المليئة بالمتعة والخيال. أما الدخول إلى قلب هذه العملية الديناميكية، فيتم عبر اتباع استراتيجية اللعب بالمجازات (التشبيهات، الاستعارات، الكنايات، القصص، الحكايات، الأمثال).

ورشة الديري هذه، التي يتحدث عنها بإسهاب، هي ورشة بدأت في 2004، قدمها الديري لطالبات بالمرحلة الإعدادية يطلقن على قاعة درسهن «غرفة المجاز»، وعلى رغم ذلك، مازال الديري، «يبلور أفكار تلك الورشة ويصقل تطبيقاتها»، وكتابه ما هو إلا حصيلة عمل ما تراكم من هذه الورشة.

أما استراتيجية اللعب بالمجازات أو العبور المبدع فتتكون، كما يشير الديري، من 19 فكرة نظرية وأكثر من 90 تطبيقا عمليا، وهي تهدف إلى «تمكينك من مهارات الكتابة المبدعة، التي تتوافر على الطلاقة والمرونة والأصالة» ويتطلب إتقانها «تدريبا مكثفا على الكتابة، تحت إشراف مدرب يمارس فعل الكتابة».

يتألف الكتاب من مجموعة من الفصول منها «فرضية الاستراتيجية» التي يقول الديري إنها الفرضية الأساس التي تنطلق منها استراتيجية المجازات، وهي أن تفكيرنا في المجردات ليس مجردا بل مجسدا.

وفي فصل العبور، يقول: «عابر الرؤيا يتأمل ناحيتي الرؤيا فيتفكر في أطرافها، ويمضي بفكره فيها، من أول ما رأى النائم، إلى آخر ما رأى، وبحركة هذا الانتقال يصل بين أطراف الرؤيا فيتمكن من بيانها وكأن الرؤيا سؤال يتطلب جوابه عبورا»، والمجاز في ثالث فصوله «المجاز» هو عبور يحمل الدلالات نفسها التي يحملها مفهوم «العبور».

أما أغراض المجاز التي يسردها الديري، في باب يحمل الاسم نفسه «أغراض المجاز»، فتشمل قائمة طويلة من الأغراض من بينها الفهم والاتساع والعبور والتعبير واستثارة الفكر الابتكاري، والتنوير، وأنسنة الأشياء

العدد 2330 - الأربعاء 21 يناير 2009م الموافق 24 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً