العدد 2650 - الإثنين 07 ديسمبر 2009م الموافق 20 ذي الحجة 1430هـ

مساجد سويسرا بدون مآذن

محمد علي الهرفي comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

يبدو ان حزب اليمين الشعبوي في سويسرا استطاع ان يحشد انصارا لدعوته إلى خطر بناء مآذن لمساجد المسلمين في سويسرا باعتيار ان هذه المآذن - كما قال الحزب - ترمز إلى قوة المسلمين وعظمتهم، وهذا الرمز يجب ان يكون محظورا في سويسرا لانه - كما قال - يتناقض مع الحريات الدينية المعروفة في سويسرا!

الذين صوتوا لهذا القرار 75 في المئة من مجموع المشاركين في التصويت وبهذا سعيتبر هذا التصويت ملزما للحكومة لكي توقف بناء المآذن في أي مسجد في سويسرا.

الذي حدث في سويسرا يفتح ملفات الخوف من الاسلام وتداعيات هذا الخوف على مستقبل المسلمين في أوروبا وعلى طريقة تعامل الأوروبين مع المسلمين عموما.

مسألة ما يسمى «الاسلافجوبيا» في غالبة مفتعل ليس له ما يبرره، فأحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001م لا تبرر كل هذا الخوف، كما لا تبرر- ايضا - كل تلك الاجراءات الظالمة التي اتخذتها أميركا وأوروبا ضد المسلمين لا سيما وقد عرف هؤلاء ان الذين ارتكبوا تلك الجريمة مجموعة قليلة لا تمثل المسلمين في السعودية ولا في سواها، لكن - هكذا أعتقد - ان هناك من استغل هذا الحدث وضخمه كثيرا واستغله للاساءة للمسلمين في كل انحاء الارض خصوصا أولئك المتطرفين في أوروبا واميركيا و»إسرائيل»، وللإسف لم يتحرك المسلمون بصورة فاعلة للوقوف ضد هذا التيار بكل امكاناتهم مما سمح له بالتمدد والانتشار، ولن تكون حادثة سويسرا نهاية المطاف بل قد تكون بدايته.

بعد هذا الاستفتاء ظهرت مجموعة من ردود الافعال الايجابية، فقد أعلن مجلس حقوق الانسان التابع للأمم عن قلقه من هذه النتيجة، كما أن المجلس الاسلامي البريطاني أصدر بيانا وصف فيه الاستفتاء بأنه تطور مأساوي ومؤسف. أما مفتي مصر علي جمعة فقد شجب القرار واعتبره هجوما على حرية الاعتقاد واهانة لمشاعر المسلمين في كل انحاء العالم.

جهات إسلامية أخرى تحدثت عن أهمية اتخاذ اجراءات ضد المصالح السويرسة إذا أصرت سويسرا على تطبيق نتيجة الاستفتاء، فرئيس منظمة الاسيسكو طالب بوقف القرار والا فإنه سيحث كل الدول العربية والاسلامية على مقاطعة سويسرا اقتصاديا وكذلك سحب جميع الارصدة الموزعة في مصارفها...

جمعية الدعوة الإسلامية العالمية والتي تتخذ من ليبيا مقرا لها دعت كل المسلمين إلى سحب أموالهم من مصارف سويسرا وكذلك قطع العلاقات الاقتصادية معها. وقامت الجمعية في بيان أصدرته بهذه المناسبة: «إن ما أقدمت عليه سويسرا أمر ضد الديمقراطية وضد التسامح...

ويتم عن تعصب وعنصرية بل هو مؤشر لبداية تصدع في العلاقة بين الاديان والثقافات».

كل هذه الدعوات ستظل من دون جدوى مالم تتخذ الحكومات العربية والاسلامية مواقف حازمة ضد كل الدعوات العنصرية ضد الاسلام والتي لن تتوقف عند حد ما فعلته سويسرا...

ما حدث في سويسرا شجع حزب عصبة الشمال في ايطاليا على المطالبة بتطبيق القرار نفسه في ايطاليا وأوروبا، كما ان حزب الشعب الدنماركي المعروف بعدائه للإسلام طالب بمنع بناء مآذن في الدنمارك أسوة بما سيحصل في سويسرا.

«إسرائيل» استغلت هذه الفرصة فأعلنت أن آذان الفجر يزعج آلاف اليهود ومن أجل ذلك فقد يسعى البعض - كما قيل - لا ستصدار من الكنيست بحظر رفع آذان الفجر في مساجد القدس وكذلك الاراضي المحتلة العام 48.

معروف ان اليهود يمنعون اعدادا كثيرة من المسلمين من الصلاة في المسجد الاقصى، وهم - ايضا - يعملون من سنوات طويلة على هدم المسجد بحجة هيكلهم المزعوم، فكانت الخطوة الأولى اجراء حفريات تحت المسجد ليسهل هدمه، ثم تقليص اعداد المصلين، والان منع الآذان، فلعل الخطوة القادمة هي الوصول إلى مبتغاهم لاسيما وأن الصمت الاسلامي هو السمة الغالبة على كل ما يحدث من اساءات للمسلمين وللاسلام.

اعود لأسأل: ماذا ينبغي على الدول الاسلامية ان تفعل امام هذا كله؟ الذي اعتقده ان صمت المسلمين - عربا وغير عرب - يهدد هويتهم من أساسها لان محاصرة دينهم، ومن ثم محاصرة الاقليات المسلمة في أوروبا يهدد الامتداد الطبيعي، ويقلل من مكانتهم الدولية، ويجعل الاخرين ينظرون إليهم بدونية شديدة، وهذا خطر كبير كان من المفترض ان ينبتهوا إليه...

وعلى العرب خصوصا ان لا يعطوا الأوروبيين أو سواهم فرصة للاساءة إلى المسملين بفرض قوانين أو اصدار فتاوى يستغلها الآخرون بصورة سيئة، وذلك على غرار منع النقاب أو الاستخفاف به، أو الفتاوى التي تبيح الاختلاط المتفق على تحريمه فهكذا...

أكثر من بلد أوروبي منع النقاب وكان حجتهم ان النقاب منعته بلاد عربية فلماذا ينكر عليهم البعص مادام «أهل الدار» قد سبقوهم إلى هذا الفعل؟!

بإمكان بلادنا العربية أن تفعل الكثير للدفاع عن معتقدات ابنائها في كل مكان لكن على هذه البلاد ان تحترم هذه المعتقدات أولا...

إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"

العدد 2650 - الإثنين 07 ديسمبر 2009م الموافق 20 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 11:12 ص

      هل توقف الارهاب بعد احداث سبتمبر

      ياكتبنا العزيز هل توقف الارهاب عند احداث 11سبتمبر طبعا لا فكل البلاوي وتشويه صورة الاسلام والمسلمين تواصلت بسبب حقد وكراهية الظلاميين في انحاء العالم فهذا هو المبرر ياكاتبنا العزيز ومن حق الشعب السويسري حماية مكتسباتهم الحضارية من ارهاب الطلبقاعدين حتى لو جاءت الدعوة من اليمين المتطرف ففي هذه الحالة يقف الجميع امام العدوء القادم من الخارج ومن الداخل وبعدين من بيته من الزجاج لايرمي الاخرين بالحجر مو هذا الكلام الصحيح ياكاتبنا العزيز لو احنا شاطرين بس على نقد الاخرين

    • زائر 4 | 8:34 ص

      هل تسمح لاجراس الكنائس فى البحرين؟

      انت تريد ان يرفع الاذان فى بلاد الغرب ....
      لكنك لا تسمح لاجراس الكنائس ان تقرع فى الخليج
      العربى ؟؟؟؟؟؟؟؟

    • زائر 3 | 5:48 ص

      فاقد الشي لايعطي

      نحن في الرفاع منطقة أسكان الهجير صار لينه مقدمين طلب بناء مسجد للشيعة أكثر من 25 سنة لم يوافق لنا بالبناء فكيف تطالبون دول غير أسلامية بشيء أنتم تحرمون طائفة من بناء مساجد لها بل أغلقت كثير من المساجد ومنع أقامة صلاة الجماعة وأعتقل كل من يصلي جماعة من هذه الطائفة في أحد دول الجوار والصراحة هم معذورون بسبب مايقوم به السلفيون من قتل وأباحة حتى دماء المسلمين فيكيف بمن يصفونهم ببلاد المشركين

    • زائر 2 | 10:43 م

      وجه الرسالة أولا لوزير العدل.

      بينما عندنا يفسحون المجال لبناء الكنائس! ويمنعون بناء المساجد والمآتم للشيعة في مدينة حمد، نحن أهالي مجمع 1211 نصلي في كبينة ( مسجد أم البنين ) أين الإنصاف يا وزير العدل والشئون الإسلامية ... نبيل العابد

    • زائر 1 | 8:01 م

      كنائس السعودية و ايران من دون اجراس

      تعال الا بسأل أول في كنائس في السعودية؟ كيف يعامل البهائيون في الحبيبة ايران؟ بعد احداث سبتمبر 2001 و مدريد 2004 و لندن 2005 و بالي 2002 ... متى برأيك نستطيع تبرير الاسلاموفوبيا؟ عقدة المظلومية و الإضطهاد مرض نفسي استعصى على الأطباء! و الله انت وش تقول؟

اقرأ ايضاً