العدد 2652 - الأربعاء 09 ديسمبر 2009م الموافق 22 ذي الحجة 1430هـ

حصيلة رماح المجاهدين!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

هذه هي إذا حصيلة رماح المجاهدين... الذين أوقعوا في يوم واحد أكثر من خمسمئة ضحية بين قتيل وجريح في بلدين إسلاميين: العراق وباكستان.

ففي العراق، نفّذ «المجاهدون» خمس هجمات منسقة بعناية في يوم واحد، أوقعت 127 قتيلا، وأكثر من 450 جريحا. أما في باكستان فقد أوقع «المجاهدون» 12 قتيلا، وعشرات الجرحى في مدينة ملتان البعيدة عن دائرة القتل فيما مضى، وقبل ذلك بيوم واحد تعرضت لاهور إلى «غزوة» أخرى أوقعت 200 مسلم باكستاني بين قتيل وجريح.

الأخبار التي نشاهدها في التلفزيون تقتصر على الأرقام وبعض اللقطات السريعة، تنتهي عند نشرة منتصف الليل، لنصبح على مشاهد دامية أخرى في بلاد المسلمين. فقد أصبح القتل للشعوب الإسلامية عادة على أيدي مجاهدي آخر الزمان. هذه الحركات التي لم توقع بالمحتل عشر ما أوقعت بالشعوب المحتلة من أضرار وخسائر وقتل.

في العراق استمر القتل ثلاث سنوات بمعدل خمسين عراقيا مقابل جندي أميركي واحد. واليوم نجد المعادلة نفسها في أرض باكستان، من حيث تعرّض المدنيين والأبرياء للقتل الجماعي في الأسواق والمدن البائسة الفقيرة التي تفتقر إلى مياه الشرب وشبكات الصرف الصحي.

اللقطات الدموية قد تبقى في أذهاننا للحظات، أو لدقائق، أو لساعات ثم ينمحي أثرها فيماعدا ما تخلفه من حسرةٍ في القلب. إلا أن مأساة الضحايا لا تنتهي أبدا، فما يفعله مجاهدو آخر الزمان يرقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية.

في هذه الغزوات البشعة، أحسن الضحايا حظا هو من يلقى حتفه مباشرة، لأن آلامه ستنتهي في لحظات، ويتوزّع جسده إلى شظايا وأشلاء. أما الجرحى فبعضهم سيفقد بعض أطرافه أو حواسه، وبعضهم سيصاب بالشلل والإعاقة الجسدية الدائمة. وإذا كان ربّ أسرة فإن هذه الأسرة ستفقد معيلها وينقطع رزقها وتتدهور حياتها، هذا إذا لم تكن أسرة فقيرة من الأساس. فالهجمات كانت تستهدف أسواق المدن الباكستانية المكتظة بالفقراء، كما كانت تستهدف المطاعم والأسواق والمساجد ومواقف الباصات التي تغص بتجمعات العمال الفقراء في العراق.

في أحد التقارير أمس، حاول بعض الباكستانيين توجيه إصبع الاتهام إلى عدوتهم التاريخية الهند، ولكن مسلسل القتل اليومي لا يؤيد هذا السياق. فما نقتله نحن المسلمون من المسلمين، يفوق مئات المرات ما يقتله منا غير المسلمين. فلن تجد نشرة أخبار تحتوي من أخبار القتل ما تحتويه بلاد المسلمين، وآخرها ما حصل في الصومال، البلد الفقير جدا، والبائس جدا، أثناء حفل تخريج مجموعة من الشباب الجامعيين من قتل على يد الشباب المجاهدين! فقد تحول حفل التخرّج إلى مذبحةٍ جماعيةٍ، سقط فيها أكثر من مئة شاب وشابة جامعية، كلهم مسلمون وليسوا كفارا ولا مشركين ولا جنودا محتلين.

في العراق سيستجوب البرلمان رئيس الوزراء لمساءلته وعددا من الوزراء عما فعلوه لوقف هذه المذابح، وفي الصومال أقال الرئيس بعض وزرائه بعد مذبحة الخريجين. أما في باكستان فقد اجتمع وزير الداخلية بعد المذبحة الأخيرة بعلماء الدين ليقنعهم بضرورة إصدار فتوى تحرم عمليات القتل الجماعي للأبرياء وسفك دماء المسلمين!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2652 - الأربعاء 09 ديسمبر 2009م الموافق 22 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • محمد الأشتر | 8:50 م

      أوليس فيهم من رجل رشيد ؟

      بسم الله الرحمن الرحيم
      (( من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكانما قتل الناس جميعا ومن احياها فكانما احيا الناس جميعا ))

    • زائر 26 | 11:31 ص

      أخي محمد ابو احمد

      إتق الله، فلقد أسمتك امك بإسم خير الخلق محمد صلى الله عليه وعلى آله الطيبين واصحابه الغر الميامين. فكن كمحمد في أقوالك وافعالك وخُلُقك، ولا تبغض إخوةً لك في الإسلام . فجارتنا المسلمة إيران أخرجت حكومتها وشعبها من الظلمات إلى النور،بعدما عاث فيها عرش الطاووس فساداً لمئات السنين، ودفعت 60 الف شهيد في يومٍ واحد، فتأمل عظمة هذا الشعب وقيادته التي إختارت رضا الخالق وتركت رضا المخلوق، ولاقت ولا زالت تلاقي في سبيله أذى الشرق والغرب. إتق الله أخي الحبيب، فنحن إخوة في الله شيعة كنا او سنة./ أخوك محرقي

    • زائر 25 | 7:47 ص

      النعام

      مساكين اهل الجهاد العفلقي نراهم كالنعام كلما احسو باخزي دفنو الراس من شدة الخجل . الاخ صاحب التعليق الذي يتهم ايران احدهم مسكين والله انت مسكين ,والله يعينك على هل المخ الي عليك

    • زائر 24 | 7:29 ص

      اللعنه

      قاتل الله الجهال العاصون من الاعراب و من والاهم

    • زائر 23 | 7:27 ص

      لمادا الزج ايران

      لمادا هدا الحقد الاموي الان ايران حره متطوره و تسير علي الدين كما جاء به محمد(ص) و غيرها جهال ضالون عبيد دنيا اقصي ما صنعوا حفاضات امريكيه

    • زائر 22 | 7:15 ص

      قاتل الله الجهل

      هده افعال احفاد هند و معاويه ابناء المدهب السياسي الدين حاربوا الامير و ابنه الحسين حقدا و جهلا و ابوا الا ان يكونوا عبيد للعبيد و لدينار و الدنيا

    • زائر 21 | 7:14 ص

      إذاعة القرآن تؤيدهم

      الأغرب أن إذاعة القرآن الكريم البحرينية في إحدى حلقاتها شجعت على الجهاد و مدحت المجاهدين هؤلاء و ذمت قناة العربية لأنها أسمت الجهاد بصناعة الموت و قالت بما معناه أن : هذا جهاد مقدس و واجب

    • زائر 20 | 7:12 ص

      سوال لسنه

      مادا لو افتى احد مراجع الشيعه بحليه قتل السنه بدون دنب لمجرد انهم يرفضون بعض قناعاتهم وان من يفعل دلك فله الجنه ياكل مع النبي(ص) ومادا لو استجاب له بعض الشباب الجبناء اليائسيين و فجر نفسه في مدرسه للاطفال السنه او سوق مكتض بالنساء و الاطفال الابرياء و مادا لو كان ابنك او امك بين الضحايا مادا سيكون رد فعلك

    • زائر 19 | 6:15 ص

      التيار التكفيري

      هذا التيار موجود في البحرين ورموزه معروفه هي نفس الوجوه الكالحة واللحي القذرة وسيقومون بنفس الاعمال في البحرين ومعروف من يدعمهم ولكنهم خوارج العصر اعدوا لكل حق باطلا ولكل مستقيما مائلا
      لعنهم الله وسترى البحرين منهم الويلات فهم الان يعملون الان كائئمة في معظم المساجد السنيه
      فهو غطاء فقط وان وراء الاكمة ماوراءها

    • زائر 18 | 5:29 ص

      ارجعوا الى تعاليم القرآن

      على شيوخ باكستان والسعودية ان يتعلموا من السيستاني الذي حرم اي انتقام ضد العمليات الانتحارية. على اهل السنة ان يرجعوا الى تعاليم القرآن والتي منها ان قتل انسان يعني قتل البشرية.

    • زائر 17 | 4:43 ص

      هل من متعظ لمن يسعى لدعم الأجنبي

      قلناها و حذرنا منها. القلب ينفطر لتلك المشاهد الدامية في دول المسلمين. اليس في تلك المشاهد دروسا لنا كبحرينيين عن اخطار الفتنة المذهبية و العرقية, لماذا يصر البعض على اقحام الأجنبي سواء كان فارسيا او غربيا في اختلافتنا, الأجنبي أولا و أخيرا لا تهمه مصلحة فئة على فئه اخرى بقدر ما يهمه استخدامهم كأدوات ضغط وقت يشاء

    • زائر 16 | 4:03 ص

      قال الامام علي حاكم ظالم خير من الفوضى .. انشر ان كنت تؤمن بالديمقراطية

      هذا ما حذرنا منه قبل احتلال افغانستان و العراق. قلناها لكم لا تفرحوا بما سيعطيكم المحتل، فهو لا يهمه لا شيعة و لا سنة. المحتل لا يهمه الا مصالحه الضيقة في تفتيت الشعوب و استغلالها. و لكن هناك من هلل لبوش السفاح و قال اهلا بالديمقراطية الغربية. و انظروا نتائج الديمقراطية الغربية من قتل و دمار. لا بد من التوحد بين الشيعة و السنة و محاربة المحتل الأمريكي. لماذا لا يسكت مراجع الشيعة عن المطالبة بإعلان الجهاد على الأمريكان في العراق. هل يقبلون بالعيش تحت الاحتلال؟

    • زائر 15 | 3:54 ص

      رد على زائر رقم 6 "فتش عن ايران"

      لماذا لا تقل فتش عن السعودية ؟ اليس من قام بالارهاب في امريكا وافغانستان والصومال وغيرهم من البلدان هم من السعوديين؟ اليس من اصدر الفتاوى في محاربة وقتل الشيعة هم من السعودين؟ اليس من قبض عليهم من الارهابيين العرب في العراق غالبيتهم سعوديين؟ انظر حولك وسترى ان مصدر الارهاب هو السعودية وليس ايران كما ذكرت ، لكن الحقد والبغض الطائفي يعمي عيونك عن الحقيقة الواضحة وضوح الشمس

    • زائر 14 | 3:43 ص

      إيران إيران

      إيران إيران هي السبب

    • زائر 13 | 3:31 ص

      انها فوضى الإفتاء

      هذه هي النتيجة عندما يفتي بأسم الدين من لا نصيب له من العلم الا حفظ الاحاديث او او القرآن الكريم !!! وكأن كل من حفظ حديثاً او سورة اصبح فقيهاً يتكلم في دماء واموال واعراض الناس بأسم الدين.ايها المسلمون اياكم ثم اياكم ودماء الأبرياء وارواحهم فإن حرمة الدم والروح عظيمة عند خالقها فأحذرو غضب الله وعقابه وعذابه وانتقامه.

    • زائر 12 | 3:21 ص

      الزائر رقم6

      يقول فتش عن إيران ولم يقل فتش عن أمريكا ولا عن إسرائيل لأن هؤلاء أسياده لا يقوى عليهم وهو يسير في خطهم خط دمار الأمم والشعوب
      حشرك الله مع امريكا وإسرائيل

    • زائر 11 | 3:18 ص

      الى محمد ابو احمد

      هذا أنت تحاول إلصاق هذا العمل بإيران لأنه عمل مخز وحقير ولا تقبله الفطرة الإنسانية ورغم ذلك أنت ممن يشجعون هذا الفكر الذي عاث في الأرض فساد إن لم أقل إنك احد أقطابه
      إنك هنا تتبرأ منه لكنك في الحقيقة تعمل على عكس ذلك لأن القتل يطال فئة من الناس أنت تحقد عليه لا لشي لأنهم يحملون فكرا مختلفا عنك
      لكننا نقول حشرك الله معهم وحكم بيننا وبينك
      في يوم تبلى السرائر فكد كيدك أنت ومن على شاكلتك إن الموعد القيامة في يوم الحسرة
      يوم الندامة وسنرى لمن الفلج يومئذ

    • زائر 10 | 2:00 ص

      محمد ابو احمد

      هذه احد نتائج تصدير الثوره الفارسيه الم ينتفض مايسمى بأحرار العراق بوجه من يسمونه ظلما وعدوانا الطاغيه صدام رحمة الله تغشاه فأين هم اليوم من هذه المقابر الجماعيه التى نراها عيانا بيانا كذلك لماذا لم تذكر ضحايا الثوره الحوثيه فى اليمن او ليست من نتائج تصدير الثوره واخيرا ما اقول الاحسبي الله على من اراد ان يشق صف المسلمين منذ فجر الاسلام الى يومنا هذا

    • زائر 9 | 1:52 ص

      الفكر العقيم

      هذه نتائج هذا الفكر العقيم الذي جعل من أوراح البشر ودمائها أرخص ما يكون مع أن الله يقول من أحياها فقد أحيا الناس جميعا والعكس صحيح
      ديننا الإسلام الذي احترم النفس ولم يجعل للإنسان حق حتى في إنهاء حياته بنفسه وجرم هذا الفعل يطلع علينا فئة من الناس أرخص ما يكون عندهم هو زهق الأرواح لا أدري بأي عقلية يفكرون وبأني بصيرة ينظرون ما هذا الفكر السقيم المعوج الذي شوه الإسلام بدل أن يعكس الصورة الحسنة لهذا الدين جسد هؤلاء أبشع أنواع القيم التي لا تمت لأي دين أو خلق
      حسبنا الله ونعم الوكيل

    • زائر 8 | 1:44 ص

      فتش عن ايران يا سيد قاسم!

      من له مصلحة في كل ما يحدث في باكستان و افغانستان و العراق؟ اسرائيل أولا و ايران ثانيا. كلاهما يهمه تفتيت العرب و تمزيقهم الى طوائف. أقولها لأبواق ايران .. ايران لا تهمها الشيعة العرب و الأفغان بقدر ما يهمها استخدامهم في مناورات سياسية قذرة من القوى العظمى في العالم.

    • زائر 7 | 1:21 ص

      التمييز ينتهي إلى استباحة الدماء

      مازقنا اننا اصبحنا لا نقبل الآخر المختلف من ابناء الوطن. لذلك نمارس ضده التمييز والإقصاء والظلم، ونستبعده عن العمل في الوزارات ونمارس عليه شتى صنوف الإيذاء والتطفيش. كل ذلك لأننا نفتقر إلى اخلاقيات الدين القائمة على التسامح. بالبداية تكون هنا ثم تنتقل في مراحل متقدمة إلى الدعاء على الىخرين بالهلاك واخيراً يتم تتويج ذلك باستباحة الأعراض والدماء والقتل في الشوارع على الهوية. اللهم نج البحرين من كل سوء وتطرف

    • زائر 6 | 1:13 ص

      صراع سلطة وتكفير

      المؤسف جدا ان ننتهي كعرب ومسلمين إلى هذا الوضع الماساوي الذي يقتل فيه المسلمون من بعضهم اضعاف مضاعفة مما يقتلون من الاعداء المحتلين. انها عقلية التكفير التي تبدأ بالحكام وتنتهي إلى قتل الناس في الشوارع، فالناس كلهم حشرات عند هؤلاء لا قيمة لهم.انها صراعات على السلطة وإن تلبست بلباس الدين والمقاومة المزعومة

    • زائر 5 | 12:46 ص

      يا مهدي أدركنا

      اللهم عجل فرج مولانا صاحب العصر والزمان.

    • مواطن مستضعف | 12:37 ص

      لا بوركوا من سفّاحين قتلة

      (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون, ألا إنهم هم المفسدون...)

    • زائر 4 | 11:45 م

      الرد جاهز

      يا سيد اتصور ان الرد على مقالك جاهز من بعض الصحفيين آخر زمن لأنك تعرضت لهذا الموضوع !!! (غريب شوية التعليق) ،، عش رجبا ترى عجبا 

    • زائر 3 | 11:42 م

      هذا من علماء الضلال والتكفيريين

      ماذا نقول في هذا الزمان يقتلون المسلمين باسم الدين. لا نقول إلا اللهم فرج عن صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه.

    • زائر 2 | 11:27 م

      لاتقتلو النفس المحترمه

      كما قال الكاتب المحترم لماذا قتل الابريا فلو
      كان القتلى من المحتلين لخرجو من بلاد المسلمين,ولاكن هذه الجاهليه العمياء الذين يدعون الاسلام والاسلام بريى منهم وهم حطب جهنم ألألعنت اله على الظالمين ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العضيم.

    • زائر 1 | 8:27 م

      عندما يقود الناس أجهل الناس

      ان القلب لينفطر على حال خير أمة ارسلت للناس وهدا مافعله السفهاء بنا يوم يجر الناس للمدابح وهم يبتسمون ويوم يقوم الجاهل المتطرف محل العالم النوراني ويوم تترك الساحة لاشرار النفوس ترسم طريق الشوك والظلام وتسخر المليارات لتنفس عن حقد ليس له مثيل ،
      الحمد لله على يوم يوعدون وقفون بين يدي عادل يأخد حق الدماء الزكية من يدي طواغيت لعبة لعبتها الشريرة بأسم دين الرحة

اقرأ ايضاً