ترقدُ الريحُ
على الأطنابِ يأسا
وعلى الأغصانِ
تسودُّ الحرابيُّ
ولكنَّي أغني!
لَمْ أخَفْ مِنْ
سَفَرِ الليلِ
فنارُ الخبْزِ في التنورِ
والأحلامُ لا تسْتغفرُ الله
ولا تنكثُ عَهْدا!
نجْمةٌ خضراء
تغْفو في سريري
وَشَمَتْ صَدْريَ بالنَّيْلَجِ
حتى أمْطَرَتْ عَشْرَ ليالٍ
وأنا أجلسُ كالمسْحورِ
لا أطلبُ ضوءا للمواويلِ
ولمَّا أرْطَبَ البُسْرُ
بماءِ النورِ
كانَتْ نَجْمتي تُدْبِرُ عنِّي !
ثُمَّ جاءَ الغُرَباءُ
الرَّاكبونَ صخرةَ الميناءِ
حتى فقأوا عيْنَ الغزالِ
كانَ صمتي فألُهُمْ...
لو لمْ يروْا أنَّ كتابي...
رَمَثٌ مِنْ خيْزرانٍ!
ربَّما هُمْ حسبوني...
ضَغْثَ حلْمٍ عابرٍ
أو صائدا للطَّيْرِ
قَدْ يَضْجَرُ يوْما!
فرأوني...
نافزا كالظَّبْيِ
مِنْ حُلْمٍ طويلٍ
ثمَّ ألقي عَنْ جناحيَّ
قميصَ البَحْرِ
أمشي خببا
ثم أقولُ للفوانيسِ اطمأنِّي
عَوَجُ النَّخْلِ منامي!
فأنا والزهرةُ العيناءُ
شاهدْنا قديما
شفقا تحسوهُ أزواجُ الحُبارى!
ولنا حلْمٌ تَرْكناهُ صغيرا
في إناءٍ مِنْ نحاسٍ
فتغطَّتْ زَهْرَةُ اللوزِ
بأوراقِ الرياحينِ
غدا يَكْبرُ حُلْمي
وغدا تَهْرُبُ مني!
عادل فضل
العدد 2330 - الأربعاء 21 يناير 2009م الموافق 24 محرم 1430هـ