«همّ» فلسطين... تلاشى، و«الهمّ» العراقي الحديث جدا... ضاع فجأة... أما الهمّ اللبناني الدائم في الجنوب فليس سوى «نقطة» في بحر هموم «سوبر ستار العرب» الذي أخرجت «أنباؤه» «شباب العرب» - من دون «وجل أو خوف» من «السلطات» - الى شوارع العاصمة اللبنانية في مظاهرات «عفوية» بحسب تعبير صحيفة «السفير» اللبنانية جابت الشوارع والحواري. وعلى ذمة الصحيفة فقد «راح المؤيدون يتناقلون خبرا لتظاهرات عفوية انطلقت في (البقاع) اللبناني أيضا، إثر (ذهول) عمّ كل المناطق اللبنانية».
ولما لم تنم بيروت ليل الاثنين بعد أن روعتها الغارة الإسرائيلية الوهمية، ولما لم يكن نهار الاثنين أفضل كثيرا من ليله إذ طال انقطاع الكهرباء العاصمة في ظل «حرارة» وصلت الى درجة 36 مئوية... لم يكن الشعب اللبناني «مفجوعا» لا من هذه ولا من تلك، بل «فجع» بخسارة «سوبر ستار» العرب... هذا على الأقل ما أبرزته عناوين الصحف المحلية اللبنانية صباح الثلثاء.
فمفردات مثل «معركة» و«مجزرة» و«هجوم» ليست إلا للدلالة على ليل الثلثاء الذي شهد «معركة حربية» - بحسب صحيفة «اللواء» - بعد ان أخرج التصويت «العربي» اللبناني ملحم زين من المنافسة في برنامج «سوبر ستار» في التصفية قبل النهائية، مخليا السبيل أمام السورية رويدا عطية والأردنية ديانا كرزون... فأطلق إعلان خروجه غضب «جمهوره» الذي كان تجمع بكثافة داخل استديو تلفزيون «المستقبل» وخارجه... وأعقب إعلان النتيجة صخب داخل الاستديو تلته مظاهرات سيّارة وراجلة في شوارع بيروت أطلقت شعارات «غضب». فبعد إعلان النتائج/ الصدمة في «بيروت هول» في سن الفيل (الضاحية الشمالية لبيروت) قام محبو ملحم زين بردة فعل غاضبة في المسرح، وحضرت القوى الأمنية وفرقتهم. وأغمي على البعض وتم نقلهم الى مستشفيات قريبة، ثم حصل تجمع ليلا في فندق «البريستول» ومبنى تلفزيون «المستقبل».
«تونيا مرعب» (من لجنة التحكيم) لم تنم... فالصدمة التي أصابتها لا تقدر، ولكن بحسب قولها «الله أكبر»... 79 في المئة من الشعب اللبناني «زعلان»! لأن هذا الرقم الذي كشف عنه مدير تلفزيون «المستقبل» نديم منلا، هو «إحصاء» دقيق ليس للذين صوّتوا بل يشمل «كل الشعب اللبناني» الذي صوّت لـ «زين»... المذيع في المحطة أكد من جانبه أن تلفزيون «المستقبل» تلقى نصف مليون اتصال هاتفي «يستنكر» سقوط «سوبر ستار العرب» ملحم زين.
يشار الى انه إثر إعلان النتيجة نقل ملحم زين على عجل في سيارة جيب ثم تبعه كل من مقدمي البرنامج رانيا الكردي (أردنية) وأيمن قيسوني (مصري) وعبدالله القعود (من لجنة التحكيم) بمؤازرة ملالة عسكرية. وكانت ديانا كرزون آخر المغادرين محاطة بعناصر الأمن الذين نقلوها كذلك في سيارة عسكرية
العدد 341 - الثلثاء 12 أغسطس 2003م الموافق 13 جمادى الآخرة 1424هـ
