العدد 347 - الإثنين 18 أغسطس 2003م الموافق 19 جمادى الآخرة 1424هـ

دار الندوة

علي محمد جبر المسلم comments [at] alwasatnews.com

كثير منا يعرف شيئا عن هذه الدار، إلا ان الغالبية لا تعرف الى أين امتدت جذورها.

دار الندوة هذه كانت - في الايام الاولى للإسلام - بمثابة مجلس حرب يجتمع فيها صناديد قريش للتآمر على المسلمين و للتشاور في كيفية تنفيذ خطط الفتنة والايقاع بين القبائل، ومن ثم الاجهاز عليها والغدر بها تحت غطاء فك الاشتباك .

هكذا كانت قريش تغلف نزعتها الشريرة وتهيئ الفرص لتتدخل بين الأطراف المتنازعة لتضمن موطأ قدم لها بين القبائل لتعيين وتنصيب العملاء الموالين لها للهيمنة على خيرات المنطقة.

هكذا كان عمل الدار التي اسقط الاسلام اغصانها وقطع جذوعها الا ان جذورها ظلت كامنة تحت الأرض وامتدت بعيدا لتنمو من جديد بعد حين تحت مسمى آخر وهو مجلس الأمن الحالي الذي لا يختلف في أساس عمله عن دار الندوة.

نعم ان نظام مجلس الأمن الحالي في أدائه وعنصرية القائمين عليه لا يختلف أبدا إلا في المسمى عن نظام عمل وعنصرية القائمين على دار الندوة سالفة الذكر.

إن الغاية من انشاء دار الندوة في ذلك الوقت كانت المحافظة على أمن واستقرار الامور للقرشيين وكذلك مجلس الأمن الحالي انشئ للمحافظة على أمن واستقرار الدول الأوروبية وهيمنة الصهيونية العالمية أي أنه يعمل بالنظام نفسه والغاية نفسها وكأنه طبق الأصل من دار الندوة التي كان يديرها صناديد قريش للهيمنة على مقدرات الآخرين ومجلس الأمن الحالي ليس بعيدا عن ذلك فهو تحت الادارة الفعلية والكاملة للأوروبيين المتصهينين الذين لم نشهد لهم ومنهم أي عمل لا يصب في نهاية المطاف لصالحهم.

ان المتتبع لقرارات مجلس الأمن منذ انشائه لا يمكنه ابدا ان يخطئ اجحاف قراراته و البون الشاسع في التعامل مع القضايا الدولية ففي حين تسود قراراته العقلانية والحكيمة مع قضايا الدول الاوروبية تطفو سوء النية وتفوح الرائحة الخبيثة من جميع قراراته المتعلقة بالدول الأخرى وخصوصا اذا تعلق الأمر بقضايا الدول العربية والاسلاميه إذ يعترض حق النقض الفيتو كل قرار ليعطل العمل بالحق لصالح الباطل بفضل دار الندوة الجديدة.

ان قريش لم تمت، بل ظهرت في ثوب جديد وهي الصهيونية العالمية التي ما فتأت تعمل لتعيد الناس لعبادة الأوثان بشكل آخر يتسع والمنهج الإباحي الصهيوني. وللأسف فأن كثيرا من البشر حتى في مجتمعاتنا الاسلامية بدأت تنساق وراء هذا الدجال الذي لبس ثوبا ظاهره الرحمة يبشرنا بنشر العدل والمساواة إلا ان باطنه سوء المنقلب والضياع. نعم ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغير ما بأنفسهم فحينما كان المسلمون أمة واحدة وحزبا واحدا ينتصر لله نصرهم المولى عز وجل في كل موقع حتى أطاحوا بدار الندوة وبمشركي قريش أما الآن فكيف لنا أن ننتصر على دار الندوة الحالية ومشركي قريش هذا القرن والمسلمون مفككون إلى دول وأحزاب وجمعيات سياسية تأكل بعضها البعض ويتآمر بعضهم للغدر بأخيه المسلم الذي ليس من جمعيته أو حزبه، ويتنادون بالاثم والعدوان وكأنهم اصيبوا بلوثة دار الندوة، والعياذ بالله، فكل حزب له طابع ومنهج خاص في الشكل واللبس والعمل يميز به نفسه عن الآخرين ويعتبر حزبه او جمعيته الأفضل ونسى ان الفضل لله سبحانه وتعالى الذي منا علينا جميعا بالاسلام الذي هو دستورنا وحزبنا ولوائنا فعلينا كمسلمين ان ننضوي تحت رايته ونبتعد عما يفرقنا بسبب الهيئه أو الشكل أو اللون أو في طرق عبادتنا لله وحده فالمولى عز وجل بالأعمال الصالحة يغفر للإنسان كل شي إلا ان يشرك به فسبحان رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين

إقرأ أيضا لـ "علي محمد جبر المسلم"

العدد 347 - الإثنين 18 أغسطس 2003م الموافق 19 جمادى الآخرة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً