العدد 350 - الخميس 21 أغسطس 2003م الموافق 22 جمادى الآخرة 1424هـ

الرحلات والسياحة... الماضي والحاضر... الواقع والخيال

تناول معنى السياحة السمين الحلبي 657هـ/ 1259م، في كتابه «عمدة الحفّاظ في تفسير أشرف الألفاظ»، منشورات دار السيد في اسطنبول سنة 1407هـ/1987م، فقال: «السياحة الذهاب في الأرض، وأصله من ساح الماء، إذا جرى، وانبسط من غير نهاية ولا حدّ، وقيل: السياحة في هذه الأمة: الصوم، ووجه ذلك أن الصوم ضربان، حسّي وهو ترك المطعم والمشرب والمنكح، وحكمي وهو حفظ الجوارح من المعاصي، كالسمع والبصر واللسان، والسائح هو الذي يصوم هذا الصوم دون الأول. وقال غيره: وجه ذلك أن الذي يسيح في الأرض متعبِّدا يسيح ولا زاد له، وحين يجد الطعام يطعم، والصائم يمضي نهاره ولا يطعم شيئا، فشُبّه به، والساحة: المكان الواسع، ومنه ساحة الدار، وساح فلان: مر مرور الماء الدائم الجريان السائح، ويقال: سائح وسُيّاح وسائحات.

الحياة الدنيا تبدأ بالمولد وتنتهي بالوفاة التي تؤدي إلى رحلة إلى العالم الآخر، والظواهر الحيوية تملأ الحياة الدنيا، وتزخر بها الطبيعة، وهي كثيرة لا تحصى، ونحن نعرف بعضها ونجهل بعضها الآخر، ومن الظواهر المعروفة ظاهرتا الهجرة والسياحة، والجامع بين الظاهرتين هو الترحال من مكان إلى مكان آخر، والفارق بين الظاهرتين هو: أن هدف السياحة هو الانتقال والعودة إلى مركز الانطلاق أي الوطن، وهدف الهجرة هو استبدال الوطن بوطن آخر، وذلك لأسباب طبيعية أو اصطناعية، مع ملاحظة الفارق بين الهجرة الطوعية، والتهجير القسري الإجباري، ولا تقتصر الهجرة والسياحة على البشر بل تشمل الطيور والأسماك والجراد والفراشات وغير ذلك.

تنوع الرحلات بين الغريزي والعقلاني

لأن اعتمدت الطيور والأسماك والجراد والفراشات في هجرتها وسياحتها على الغريزة، فإن الإنسان اعتمد على الخبرات الموروثة والمستحدثة، وهي تشمل ما ورثه عن أسلافه وما اكتشفه بنفسه، ولذلك تنوعت الهجرة والتهجير والسياحة في عالم الإنس، وقام الكتّاب والأدباء والشعراء بحفظ الخبرات الإنسانية بالنقل الشفوي، أو الكتابة التي ضمّت الملاحم والأساطير والنصوص النقلية والعقلية، وأسفرت تلك الأنشطة الإنسانية عن أدب الرحلات الذي ضم تنوعا بعدد مقاصد الرحلات التي قام بها الأشخاص الذين دوّنوا ما شاهدوه، وما سمعوه أثناء رحلاتهم التي كانت سياحة مفيدة غير مقتصرة على الاستجمام، وتغيير الأجواء.

الرحلة الأولى من الجنة إلى الأرض

لقد وصلتنا أخبار كثيرة عن رحلات الأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين الذين تنقلوا في بقاع الأرض لنشر الدعوة إلى الله، وهداية البشر الذين يضلون سواء السبيل، وقد ورد ذكر الكثير من القصص في التوراة والإنجيل والقرآن الكريم، وبناء على ذلك أقام الفقهاء بحوثهم فصنفوا السياحة والهجرة والسفر عدة أصناف بعضها حلال نافع، وأشرفه السياحة الدينية، وذروتها الحجُّ إلى الأماكن المقدسة، وبعض السفر حرام ضارّ ماديّا أو معنويا إذ يؤدي إلى ضياع الوقت والمال، ومفاسد الأخلاق، ومخالطة غير المؤمنين.

وامتلكت البشرية ذخيرة هائلة من المعلومات في مجالات السفر، وارتبطت المعلومات القديمة بهبوط آدم (ع) إلى الأرض، ثم رحلته من الهند إلى مكة المكرمة، وقد سلك طريقا غير الطريق التي سلكتها حواء من جدة إلى مكة المكرمة قبل لقائهما على جبل عرفات، وانتقالهما إلى وادي منى حيث تحققت الأماني بينهما.

الرحلة البحرية

بعد هبوط آدم وحواء (عليهما السلام) بزمن طويل تكاثر بنو آدم وطغوا وبغوا، فعاقبهم ربهم بالطوفان، فأهلك الطغاة والبغاة غرقا، وكانت نجاة المؤمنين بالرحلة البحرية مع نبي الله نوح عليه السلام إذ ركبوا السفينة أثناء الطوفان، وحصلت نجاته ومن معه في الفلك، وكان مرساهم على جبل الجودي.

وحصلت رحلات جماعية مع إبراهيم (ع)، من العراق إلى تركيا إلى سورية، ومنها إلى مصر ثم الحجاز، ثم كانت وفاة إبراهيم (ع) في مدينة الخليل بفلسطين، فسميت: خليل الرحمن بعدما كان اسمها حبرون، وبعد ذلك بحين من الدهر حصلت رحلة يوسف (ع) وأخوته من فلسطين إلى مصر والاستقرار بها حتى حصلت هجرة معاكسة في زمن موسى (ع) ومن معه، واتجهت من مصر إلى فلسطين هربا من ظلم الفراعنة.

تنوع الرحلات شكلا وموضوعا

في خضم أدب الرحلات تتعدد الموضوعات، وتتنوع أغراض الرحلات وأشكالها، ويحصل الاختلاف أو الائتلاف بين الشكل والمضمون، ويحصل القارئ على حصيلة ما كتبه الكتّاب سواء أعبّروا عن إحساسهم الداخلي، أم عبّروا عمّا أدركوه من حيثيات المواقع التي زاروها، والأشخاص الذين قابلوهم، والأخبار التي جمعوها من الأشخاص، أو من الكتب التي تحتفظ بها المكتبات العامة والخاصة.

الرحلات بين الخيال والواقع

وقد تكون الرحلات حقيقية عملية، وقد تكون خيالية أو خارقة للعادة وفوق مقدرة الناس العاديين، ومن المعجزات رحلة الإسراء والمعراج التي اختص بها نبي الهدى محمد (ص)، تلك الرحلة التي أذهلت طغاة المشركين فسلموا بما حصل بعد جدال أدى إلى الإيمان، وشكل الإسراء والمعراج نقلة روحية تبعتها نقلة أدبية أسفرت عن الكثير من النصوص الأدبية التي بنيت على موضوع الرحلة الروحية غير الجسدية، وفي هذا الموضوع أملى أبو العلاء المعري رسالة الغفران كجواب على سؤال ورده من ابن القارح الحلبي، ولاقت رسالة المعري شهرة، وقامت الرسالة بسياحة عبر الترجمة انطلاقا من اللغة العربية إلى غيرها من اللغات العالمية.

رحلة أبي العلاء المعري الأدبية

رسالة الغفران رحلة أدبية في عالم الخيال عند أبي العلاء المعري، 363 - 449هـ/ 973 - 1057م، وقد كانت بداية الرحلة الطويلة على طريق الغفران عند أبي العلاء انطلاقا من الكلمة الطيبة التي تشبه الشجرة الطيبة ذات الأصل الطيب، والفروع الممتدة نحو الأعلى التي تعطي ثمارا نافعة، وهي رمز الخير المتوافر في جنات النعيم، وتنتهي الرحلة إلى الفاجعة بالكلمة الخبيثة التي تؤدي إلى الجحيم.

وتقول رحلة المعري على الكثير من الحوارات مع الشعراء والأدباء والناس العاديين الذين سبقوا المعري إلى العام الآخر، وتزخر بصور أحوال أولئك الراحلين حسبما تخيله المعري، وفيها محاكمات تستمد أحكامها بناء على بينات مما قاله الشعراء السابقون، وتتخذها حجة تقرير مصيرهم، فإما إلى النعيم وإما إلى الجحيم باعتبار حصائد ألسنتهم لأن الجزاء من جنس العمل إلا ما ستر الله وغفر.

بين المعرّي ودانتي

ظل الإيطاليون يفتخرون على الأدباء العالميين بالكوميديا الإلهية عدة قرون، ويدّعون أنها إبداع إيطالي غير مسبوق في عالم الأدب، ولكن الفرحة الإيطالية لم تستمر إلى ما لا نهاية، فقد اكتشف المستشرق الانجليزي نيكلسون مخطوطة رسالة الغفران للمعري، ونشر ملخص الجزء الأول منها سنة 1900م، ثم نشر ملخص الجزء الثاني سنة 1902م، وبذلك أتيحت للباحثين فرصة الاطلاع على رسالة الغفران بعد ضياعها عدة قرون من الزمن.

ونشر رسالة الغفران إبراهيم اليازجي سنة 1907م، في مطبعة هندية في القاهرة، ثم نشرها كامل كيلاني عن طريق دار المعارف بمصر سنة 1942م، ثم حققتها بنت الشاطئ، عائشة بنت عبدالرحمن ونشرتها دار المعارف المصرية سنة 1950م، ثم نشرها خليل هنداوي في بيروت عن دار الآداب سنة 1965م، وصدرت لها عدة طبعات أخرى.

فضيحة دانتي والكوميديا الإلهية

وبعد الاطلاع على رسالة الغفران بدأت بحوث الأدب المقارن، فكشفت علاقة رسالة الغفران بما قبلها وما بعدها من رحلات بين الواقع والخيال، فتذمر الإيطاليون من اكتشاف مخطوطة رسالة الغفران، وشعروا بزوال أحقيتهم في الريادة الأدبية بالكوميديا نصّا وفكرة وروحا.

ووقعت ضجة كبرى سنة 1919م، ففي تلك السنة نشر المستشرق الإسباني بلاسيوس دراسة عنواها «الإسلام والكوميديا الإلهية» إذ أثبت أن «الكوميديا الإلهية» لدانتي الإيطالي تقوم على الاقتباس من «رسالة الغفران» للمعري، فغضب الإيطاليون واعترضوا، وادّعوا: انه لا يوجد دليل على معرفة دانتي للغة العربية التي كتبت فيها رحلة المعري، وادّعوا أن رحلة المعري كانت مغمورة منسية على الصعيد العالمي.

التسليم بالريادة الإسلامية العربية

لقد كابر الإيطاليون عدة عقود من الزمن، ولكن الحرب العالمية الثانية أفرزت نظاما عالميا جديدا اثّر في الكثير من مظاهر الحياة البشرية، وحصلت محاسبات ذاتية على أكثر من صعيد، وتخلى بعض المغرورين عن غرورهم، وأفسحوا ساحة الغرور للمنتصرين الجدد، ويبدو أن الإيطاليين صاروا أكثر موضوعية من الوقت الذي سبق الحرب العالمية الثانية، ففي سنة 1949م نشر المستشرق الإيطالي تشيروللي دراسة أوضح فيها كيفية وصول «رسالة الغفران» من المعري إلى دانتي.

بعدما لاقت رسالة الغفران قبولا عند الأدباء العرب وغيرهم، أمر الفونسو العاشر ملك قشتالة الاسبانية بترجمة «رسالة الغفران» إلى اللغة القشتالية سنة 662 هـ/ 1264م، وذلك قبل ولادة دانتي الإيطالي بسنة واحدة، ثم أمر بترجمتها من اللغة القشتالية إلى اللغة اللاتينية، واللغة الفرنسية القديمة، فانتشرت في مناطق واسعة من أوروبا، وغيرها من أماكن انتشار اللغات الفرنسية واللاتينية والقشتالية الاسبانية، وهذا دليل قطعي على أن دانتي قد قرأ إحدى ترجمات رسالة الغفران لأبي العلاء المعري، وكتب الكوميديا على نمطها، ولكنه خالف المعري بنقطتي البداية والنهاية، وهو بذلك يشبه اليونان الذين استوردوا الحروف من بلاد الشام، وكتبوها من اليسار إلى اليمين، ولم يغيروا أسماءها، ومازالوا يقولون: ألفا بتا غاما، بدلا من: ألف باء تاء.

وتتابعت الدراسات الاستشراقية المقارنة بين الرحلتين، وأسفرت عن اكتشاف التشابه الكبير بين نصوص الكتابين، وأورد المستشرقون نصوصا من «الكوميديا» تكاد تكون منقولة بالنص من رسالة المعري صاحب فضل السابق على اللاحق، مع ملاحظة أن دانتي قلب الموضوع رأسا على عقب، فرحلة المعري في رسالة الغفران تبدأ بزيارة الجنة ثم زيارة الجحيم، ورحلة دانتي في «الكوميديا الإلهية» تبدأ بالجحيم أولا، ويحاور المعري في رحلته «ابن القارح» ويحاور دانتي في رحلته الشاعر الروماني فرجيل.

يسود في رحلة المعري تحقيق الأماني من دون عوائق كما هو الحال في الحياة الدنيا، فإذا تمنى ابن القارح والشعراء عدي بن زيد والنابغة الذبياني والنابغة الجعدي أن يكون معهم الشاعر الأعشى، وقالوا: «فكيف لنا بأبي بصير أي الأعشى؟ فلا تتمّ الكلمة إلا وأبو بصير قد خمسهم، أي صار خامسهم، فيسبحون الله ويقدسونه، ويحمدونه على أن جمع بينهم، وهو على جمعهم إذا يشاء قدير، وحينما يتمنى النابغة حضور رواة الشعر إلى مجلسه، فلا يكاد ينطق بقوله: ليتهم «إلا والرواة أجمعون قد أحضرهم الله القادر إلى مجلسه».

ويرحل الإنسان من هيئة قبيحة إلى هيئة مليحة في رسالة الغفران، أو يكون العكس، وذلك مرتبط بصلاح الإنسان في الدنيا أو عدمه، في العالم الآخر تتحرر الأرواح من قيود الأجساد الدنيوية، فترحل منها إلى غيرها في عالم روحي جديد.

ومثال ذلك في رحلة المعري: امرأتان ذميمتان احداهما من حلب والثانية من بغداد، وقد تحولتا إلى حوريتين من الحور العين، والتقى بهما علي بن منصور فبهره جمالهما. فقالت إحداهما: «أتدري من أنا يا علي بن منصور؟

فيقول: أنت من حور الجنان اللواتي خلقهن الله جزاء للمتقين، وقال فيكن: «كأنهن الياقوت والمرجان».

فتقول: أنا كذلك بإنعام الله العظيم، على أني كنت في الدار العاجلة أعرف بـ «حمدونة» وأسكن في باب العراق بحلب، وأبي صاحب رحى، وتزوجني رجل يبيع السقط، فطلقني لرائحة كرهها في فمي، وكنت من أقبح نساء حلب، فلما عرفت ذلك زهدت في الدنيا الفرارة وتوافرت على العبادة، وأكلت من مغزلي، فصيّرني ذلك إلى ما ترى.

وتقول الأخرى: أتدري من أنا يا علي بن منصور؟ أنا «توفيق السوداء التي كانت تخدم في دار العلم ببغداد، وكنت أخرج الكتب إلى النُسّاخ.

فيقول علي بن منصور: لا إله إلا الله، لقد كنت سوداء فصرتِ أنصع من الكافور».

وتضمحل العوائق الدنيوية التي تفرضها الأجساد على الأرواح، فإذا أحبّ ابن القارح سماع غناء القيان لقصيدة في فسطاط مصر، أو في بغداد، تتحول جماعات من طيور الجنة إلى حور عين تلحّن قول الشاعر المخبل السعدي:

ذَكَرَ الرباب وذكرها سقم

وصبا وليس لمن صبا عزم

وإذا ألمّ خيالها طرفت

عيني فماء شئونها سجم

فلا يمر حرف ولا حركة إلا ويوقع مسرة، لو عدت بمسرات أهل العاجلة منذ خلق الله آدم إلى أن طوى ذريته من الأرض، لكانت الزائدة على ذلك، زيادة اللجِّ المتموِّج على دمعة الطفل.

ومن المعلوم أن المعري قد ساح في طلب العلم، فزار بغداد مرتين، وناظر علماءها، ودافع عن شعر المتنبي في مجلس الشريف المرتضى ما عرضه للإهانة، وعاد إلى المعرة مرورا بمنطقة العلاة السورية الممتدة ما بين المعرة وسنجار ثم الأندرين، وبعد عودته اعتزل الناس في محابسه الثلاثة، حبس النظر، وحبس النفس في الجسد، ولزومه منزله، إذ يقول:

أراني في الثلاثة من سجوني

فلا تسأل عن الأمر النبيث

لفقدي ناظري ولزوم بيتي

وسكنى النفس في الجسد الخبيث

رسالة الطير للغزالي

وبعد المعري جاء أبو حامد الغزالي الذي توفي سنة 505 هـ/ 1111م، فكتب رسالة الطير التي نظرها محي الدين صبري الكردي في القاهرة سنة 1343هـ/ 1924م، وتكررت طبعاتها بعد ذلك، وترجمها نبيه أمين فارس إلى اللغة الانجليزية، ونشرت الترجمة مجلة العالم الإسلامي سنة 1944م.

منطق الطير لفريد الدين العطار

وأخذ فكرة رسالة الطير ووسعها الأديب الفارسي فريد الدين العطار، 550 - 627 هـ/ 1155 - 1230م، الذي كتب كتاب منطق الطير باللغة الفارسية، وهو مطبوع في إيران، وفي رسالة الغزالي وكتاب العطار تصبح رحلة الطيور مثالا يحتذى من أجل مفارقة الذنوب، والوصول إلى واحة الغفران، بعد رحلة شاقة مليئة بالامتحانات التي يتعرض لها الراحل على طريق الخلاص من عالم الجسد إلى عالم الروح، واتسعت موجات الاقتباس في أدب الرحلات والسياحة والسفر.

رحلات الخيال العلمي

وكان للأدباء فضل الريادة على العلماء إذ كتبوا رحلات الخيال العلمي إلى الكواكب قبل تمكن العلماء من اكتشافها، وجاءت الرحلات الفضائية، ثم السياحة الفضائية لتحول أفكار الأدباء من عالم الخيال إلى عالم الواقع العملي، وتسفر عن معلومات مدهشة، ونتائج تغني المعرفة الإنسانية بفروع جديدة، وتساهم بتحقيق ما كان يُظنُ أنه من الأساطير غير الممكنة التحقيق

العدد 350 - الخميس 21 أغسطس 2003م الموافق 22 جمادى الآخرة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً