بدأت البلدان الفقيرة الاستعداد لخوض معركة تجارية ضارية مع البلدان الغنية في الميدان الزراعي بعدما طالبت 16 دولة نامية على رأسها البرازيل والهند والصين بأن تجري البلدان الصناعية خفوضات حادة في الدعم الذي تقدمه إلى مزارعيها.
وقدمت البلدان النامية مقترحا بإلغاء دعم البلدان الغنية لصادراتها الزراعية مشيرة إلى أن هذا الدعم يسد الأسواق العالمية بوجه مزارعيها وصادراتهم، وذلك على الضد من خطة مقابلة تتضمن إجراءات مخففة للغاية كان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة اتفقا عليها في الأسبوع الماضي. وتأتي استعدادات الجانبين للمعركة عشية اجتماع منظمة التجارة العالمية في مدينة كانكون المكسيكية في سبتمبر/أيلول المقبل إذ من المؤمل ان تتوصل الدول الـ 144 الأعضاء في المنظمة إلى اتفاق على رزمة من الإصلاحات التجارية في إطار «جولة الدوحة».
وكان كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي بيتر كارل اثار استياء البلدان النامية بوصف مقترحها بأنه «تكرار لمواقف معروفة» و«لا جديد فيه».
ومن المتوقع ان تعقد خلال الأيام المقبلة سلسلة من الاجتماعات في مقر منظمة التجارة العالمية في جنيف للتوصل إلى حل توفيقي من شأنه انقاذ جولة الدوحة.
وتدعو البلدان النامية في مقترحها إلى إلغاء كل اشكال الدعم لصادرات البلدان المتطورة وخصوصا منتجاتها التي تلحق اشد الاضرار بصناعاتها الوطنية الناشئة في حين لا يذهب المقترح الأوروبي - الأميركي إلى حد التسليم بمثل هذا الإلغاء الشامل.
كما تطالب البلدان النامية بأن تخفض البلدان الغنية دعمها للمنتجات الزراعية المعدة للسوق المحلية أيضا بما في ذلك زيادة الخفض الذي وافقت عليه دول الاتحاد الأوروبي أخيرا ضمن إصلاح السياسة الزراعية المشتركة للاتحاد.
وتقترح خطة البلدان النامية اعتماد معاملة تفضيلية في مجال التعرفات الزراعية بحيث تجري البلدان الغنية خفوضات أكبر في هذه التعرفات من خفوضات البلدان الفقيرة. وهذا من المطالب الرئيسية التي تتمسك بها الهند.
ورحبت منظمة اوكسفام الإنسانية لمساعدة البلدان الفقيرة بالمقترح مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والبلدان المتطورة الأخرى لن تنفذ ايا من التزاماتها تجاه الدول النامية وخصوصا وعودها بتحرير التجارة من دون ضغوط
العدد 351 - الجمعة 22 أغسطس 2003م الموافق 23 جمادى الآخرة 1424هـ
