العدد 351 - الجمعة 22 أغسطس 2003م الموافق 23 جمادى الآخرة 1424هـ

الذوادي: لا إقصاء للرأي الآخر ولا منع للمحجّبات

في منتدى «الوسط» بشأن الإذاعة والتلفزيون

نفى الرئيس التنفيذي لهيئة إذاعة وتلفزيون البحرين خليل الذوادي إقصاء المعارضة والرأي السياسي الآخر عن برامج الإذاعة والتلفزيون، وبرّر عدم استضافة أحد من المعارضة في حلقة التجنيس التي عقدت أخيرا بقوله: «الندوة مرسوم لها أن تعقد هكذا، فهي استضافت نائبا متخصصا وقانونيا لاستيضاح بعض الأمور»، مشيرا إلى أن الظروف الموضوعية وسياسات الدولة تحكم ما يعرض في التلفزيون.

من جانبه، طالب كل من عضو مجلس الشورى المذيع عبدالجليل الطريف والمذيع عادل عبدالله، بفتح المجال بشكل أوسع أمام الرأي الآخر للتعبير عن نفسه في الإعلام، بينما نفى الذوادي ما أكدته إحدى المذيعات من منعها من الظهور في التلفزيون بعد ارتدائها الحجاب، قائلا: «ليس هناك قرار بمنع المحجبات».


منتدى «الوسط» يحاور هيئة إذاعة وتلفزيون البحرين

الذوادي: لا إقصاء للرأي الآخر ولا منع للمحجَّبات والقناة «رسميَّة»

الوسط - خليل عبدالرسول

نفى الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون خليل الذوادي ما تداولته بعض الجمعيات السياسية من محاولة لإقصائها عن طرح وجهات نظرها في الإذاعة والتلفزيون، فيما طالب كل من عضو مجلس الشورى والمذيع القدير عبدالجليل الطريف والمذيع المتعاون عادل عبدالله بفتح المجال بشكل أوسع للرأي الآخر، كما نفى الذوادي منع المذيعات اللاتي ارتدين الحجاب من الظهور على شاشة التلفزيون، في وقت أكدت فيه إحداهن في اتصال مع «الوسط» خبر منعها من الظهور كمذيعة بسبب ارتدائها الحجاب، إلا أنها تغيبت عن المنتدى بعد موافقتها على المشاركة فيه.

وإضافة إلى الذوادي والطريف وعادل عبدالله شارك في المنتدى كل من رئيس البرامج بالهيئة فوزية زينل، رئيس الإذاعة سامي يعقوب، ومدير الانتاج بسام الذوادي، فيما تغيب عن الحضور أحد المسئولين الإعلاميين في إحدى الجمعيات السياسية المعروفة.

هل تعتقدون أن تلفزيون البحرين وإذاعته مازالا في طليعة الريادة خليجيا، وإن كان الجواب بالنفي فلماذا تخلّف عن هذه الريادة؟ وأين هو موقع التلفزيون إقليميا وعالميا في ظل فضائيات إخبارية وتخصصية تجتذب الناس هنا وهناك ما جعل التفاعل الشعبي معها أكبر مما يتفاعل مع قناة البحرين الفضائية، فما أسباب ذلك ؟

- خليل الذوادي: إن الريادة أمر إبداعي ونسبي، فقد يعتبر شخص ما الأمر رياديا وقد لا يعتبره الآخر كذلك، وكون تلفزيون البحرين الأول فيما ذكرت... فهذه حقائق تاريخية، ونحن لا نستطيع الحكم على كل هذا التاريخ للتلفزيون والإذاعة خلال دقائق.

إنني بكل تواضع ومن دون ادعاء للكمال أقول إن تلفزيون وإذاعة البحرين مازالا يتمتعان بالمتابعة من داخل البحرين وخارجها، وما حصولنا على الكثير من الجوائز في السنين الأخيرة إلا دليل على الاهتمام بالإذاعة والتلفزيون.

ما تقييمك للتفاعل الشعبي مع إذاعة وتلفزيون البحرين؟

- خليل الذوادي: علينا أولا أن ندرك أننا وسيلة إعلامية متاحة للجميع، لهذا فأنت تتحدث عن شرائح مختلفة من الناس وثقافات متباينة وفئات عُمرية وظروف معيشية مختلفة، وكل شريحة من هؤلاء تريد قناة متخصصة تناسب توجهاتها، لذلك فإن قناة البحرين تعد قناة منوعة وليست متخصصة. أما بالنسبة الى إذاعة البحرين فلدينا موجات متخصصة إلى جنب الإذاعة العامة، فهناك إذاعة تخصصية إخبارية وأخرى مختصة في أغاني التراث والطرب الأصيل.

(رئيس البرامج) أمام اهتمامات الناس المختلفة هل تعتقدين أنكم تعكسون صورة البحرين الحضارية والمعبرة عن الشعب والحكومة، وهل تعتقدين أنكم استطعتم تحقيق التفاعل الشعبي مع هذه البرامج؟

- فوزية زينل: نحن قناة متنوعة وموجهة الى جميع الشرائح العُمرية المختلفة في احتياجاتها، ومن الصعب علينا في قناة متنوعة تلبية احتياجات كل الناس؛ فرضا الناس غاية لا تدرك، وكل شخص يرى الأمر من منظوره الخاص بالنسبة إلى البرامج التي يرغب في مشاهدتها. لهذا فالتلفزيون يقدم كل أنواع البرامج والمشاهِد يختار ما يناسبه منها من خلال جداول البرامج المعروضة في وسائل الإعلام وفي متناول يده.

أما عن التفاعل مع البرامج فمن الطبيعي أن يكون التلفزيون خدمة للواقع الموجود، فهو ليس اختراعا جديدا، بل يعكس قضايا الواقع واحتياجات المشاهدين والمتغيرات السياسية والاجتماعية وغيرها مع مناسبة البرامج لكل وقت وظرف. ومع أن لدينا خطة للبرامج فإنها قد تتغير أحيانا مع وجود قضايا وقتية طارئة.

الآمال أكبر بكثير من الواقع

- عبدالجليل الطريف: إن أحد أبرز العوامل الرئيسية التي تـُلقي على تلفزيون البحرين مسئوليات كبيرة، هو ريادة البحرين في مجال التلفزيون والعمق الحضاري والثقافي الفاعل والمؤثر في البلاد. ومع احترامنا للجهود المبذولة في إذاعة وتلفزيون البحرين إلا أن الآمال والتطلعات تظل أكبر من ذلك بحكم هذه الريادة وهذا العمق الثقافي.

وأرى أن ما نأمل به أكبر بكثير مما هو حاصل الآن في الإذاعة والتلفزيون، فنحن نأمل باحتضان مختلف الكفاءات والقدرات والفعاليات الثقافية والفكرية والفنية الموجودة في البلاد، عبر المزيد من البرامج التي يمكن أن تنقل الإذاعة والتلفزيون إلى مستويات أعلى تليق بمستوى ومكانة وسمعة البلاد.

في استطلاع للرأي قامت به «الوسط» بين مجموعة عشوائية من المواطنين، قال أحدهم: «باعتباره تلفزيونا قديما في تاريخه فإن تطوره بسيط جدا لا نلحظه إلا في برامج شهر رمضان»، فما تعليقكم على هذه النظرة للتطور البطيء للتلفزيون مقارنة بِقِدَمِهِ؟

- بسام الذوادي: لا أفهم ما تعني بـ «التطور»، فتلفزيون البحرين دائما ما تكون به البرامج والمسلسلات الجديدة. كما أن نسبة الانتاج المحلي في التلفزيون قد تصل إلى 75 في المئة.

- فوزية زينل: إن نسبة البرامج المحلية للبرامج الصيفية هذا العام في القناة الفضائية وصلت إلى 54 في المئة مقابل 46 في المئة للبرامج المعلبة.

- بسام الذوادي: إن هذه النسبة لن تجدها في أي تلفزيون خليجي آخر، وأتحفظ على لفظ «التطور»، فالتلفزيون متطور أصلا في هذا الجانب ولا أحتاج إلى تبرير ذلك، وتلفزيون البحرين يقدم كل ما تريده مختلف الشرائح والاهتمامات، فقد تعدينا الآن مسألة «التطور»، ونحتاج إلى دراسة البرامج المقدمة؟

- سامي يعقوب: في ظل المتغيرات التي حدثت على العملية الإعلامية بشكل عام بعد ظهور التلفزيون والإنترنت وغيرها، قيل إنها غطت على الإذاعة وهذا ليس صحيحا، فالصحيح أنها استقطبت مجموعة معينة إلا أن المسئولين في الإذاعة فكروا في جذب المواطنين ونجحوا بذلك عن طريق البرامج المباشرة الخدمية والسياسية والاجتماعية وغيرها التي تحتضن هموم المواطن وتناقشها للوصول إلى تذليلها.

إن البرنامج الصباحي الذي يتصدى للكثير من القضايا وينقل الكثير من الاستفسارات والاقتراحات الى المسئولين كان له وقع كبير على المستمع، وقد حقق هذا البرنامج الكثير للإذاعة.

القناة متنوعة... لكنها «رسمية»

- عادل عبدالله: مع احترامي للآراء السابقة والتي ركزت على مسألة «الريادة» ونسبيتها، وأما الغفلة الدائمة التي تقول إن الإذاعة أو التلفزيون قناة منوعة الكل يأخذ منها ما يشاء فهذا «تمييع» للقضية الإعلامية، وأعتقد أن المواطن أو المتلقي خارج البلاد يغير قناة البحرين بشكل مباشر إلى قناة أخرى بمجرد مشاهدتها، سواء كان ذلك لسبب الأسلوب أو اللغة المستخدمة أو التعاطي العقلي والذهني بين القناة والمتلقي أو التقنية المستخدمة.

وحين نأتي بمثل استطلاع الرأي الذي أجرته «الوسط» نجد عدم رضا من قبل المسئولين في الإذاعة والتلفزيون إذ يقولون للناس: «رأيكم غير صائب»! انزلوا للناس واسألوهم عن آرائهم في الإذاعة والتلفزيون... لِمَ المكابرة؟ فغالبية المواطنين لا يسمعون إذاعة البحرين ولا يشاهدون تلفزيون البحرين.

وعندما تتحدث عن ذلك يقول لك المسئولون: نحن جهاز رسمي وتابع للدولة، ولا نستطيع الوصول إلا الى هذه النتيجة، فلماذا قلت إذا إن القناة منوعة وإنك تحاول إرضاء الرأي العام ومن ثمَّ تقول إنك جهاز حكومي؟ فهناك الكثير من القنوات تحمل أسماء بلدانها ولكنها تحتضن الكفاءات وهي مختلفة تقنيا. وقد تقول إن المشكلة في المال، غير أن المال ليس كل شيء بدليل أن هناك قنوات أقل في احتضانها للكفاءات إلا أنها تشهد تعاونا بينها، وكذلك بالنسبة الى تبادل الرأي الآخر.

إنني أتفق مع الأخ بسام على أننا بحاجة إلى إعادة النظر في البرامج غير أننا لم نصل بعد إلى مرحلة التطوير، وكما ذكر الذوادي (خليل) بأن العملية نسبية فما يراه تطويرا قد يراه الآخرون غير ذلك، بل قد يرى أننا «جمدنا» بدليل أن غالبية القنوات الإقليمية تقدمت كثيرا في المنطقة.

ذكر الأخ عادل أن التلفزيون جهاز رسمي وحكومي، فهل ذلك يعني أنه يمثل النظرة الرسمية فقط؟

- خليل الذاودي: إنني أستغرب من حديث الأخ عادل من دون إحصاءات وأرقام مطلقا الكلام على عواهنه، وأرى في حديثه تجنيا، مستغرِبا من دعوته لكي ننزل إلى الشارع ونرى ما إذا كان الناس يحبون قناة البحرين أم لا، فهذا الكلام يمكن أن يقوله أي شخص لأنه غير موضوعي وغير علمي، وقد سمعنا هذا الكلام عبر بريد القراء وفي الصحافة أيضا. ويكفيك مثال بسيط وهو أنه في حال حدوث انقطاع للبث التلفزيوني أو الإذاعي لثوانٍ فقط أو حدوث خطأ لأحد المذيعين مثلا، فسترى الكم الهائل من المكالمات التي تأتي إلينا للاستفسار عن ذلك، ما يؤشر على متابعة الناس للمحطة.

ومهما يكن من وجود المحطات الأخرى وكما هو المثال بالنسبة إلى الصحافة غير البحرينية فإن المواطن البحريني لا يستغني عن تلفزيون البحرين أو الصحافة المحلية، فهذا من طبيعة انتمائنا الى الوطن. أما انتقادات الناس للقناة فإنها لا تعني أنهم كارهون للقناة، بل هذا يدل على حرصهم على أن تعكس القناة النشاط الثقافي والاجتماعي وغيره وهو أمر مشروع. ونحن في الهيئة جزء من المجتمع البحريني ويهمنا ما يصدر عن نبضاته، وأحد الأمثلة الحية على تفاعل الناس معنا البرامج الإذاعية المباشرة المعروفة بشكل يومي، وكذلك برنامج «حياكم معانا» في التلفزيون والكم الهائل من المكالمات التي نتلقاها، ونحن نرحب بآراء الناس وننشد الموضوعية في الطرح.

أما أن يكون جهاز الإذاعة والتلفزيون حكوميا فهذا ليس عيبا، فهو يتلقى الدعم من الحكومة وهو جهاز رسمي، وعلى رغم ذلك طرحنا قضايا كثيرة تخالف الرأي الرسمي ومنها ما عرض قبل أيام عن قرار ديوان الخدمة المدنية قطع الاجازات وتناولنا أعمدة صحافية تدين هذا القرار أيضا، وكذلك بالنسبة إلى موضوع العمالة السائبة. فمع أننا جهاز رسمي إلا أننا لدينا تعليمات بأن يكون التلفزيون هو المرآة العاكسة لما يجري في المجتمع.

وأنا أتفق مع الأخ عبدالجليل فيما قاله وأشير إلى برنامج «المثقف يسأل» الذي يستقطب مختلف المثقفين في البحرين وخارجها وغيره من البرامج، ونحن نسجل الندوات الثقافية المختلفة ونعرض «ندوة الأسبوع»... ومسألة التطوير هي عملية تحدٍ متواصلة.

وليس هناك عيب في كون القناة «منوعة»، فهذا أسلوب إعلامي متبع، ولدينا حاليا إمكانية تقنيا لبث قنوات إعلامية بحرينية متخصصة (حوالي عشر قنوات) كما هي الإذاعات المتخصصة.

هل تقصد أن لديكم مخططا للخروج بقنوات تلفزيونية تخصصية بحرينية؟ وهل ستكون رسمية أيضا؟

- خليل الذوادي: نعم تقنيا من المتاح لنا أن نخرج بقنوات تخصصية، ولا دخل لذلك بأن تكون القناة رسمية أم لا.

- فوزية زينل: إن القصد من كون قناة البحرين «منوعة» هو أن أصناف البرامج المقدمة في القناة متنوعة، لكونها غير متخصصة في مجال معين كالدراما أو الأخبار فقط. ولجميع أنواع البرامج لدينا نسب محددة مدروسة علميا تزداد حسب الوقت والظروف، فمثلا في الصيف تزداد نسبة برامج الأطفال، وفي شهر رمضان تزداد نسبة الدراما وبرامج الطبخ والبرامج الدينية وغيرها، فالتنويع في القناة بمعنى نوعية البرامج وليس الأغاني والمنوعات!

- عادل عبدالله: إنني أنقل ما أراه، وإن كنتم تريدون إحصاءات ففي العام الماضي جمعت 128 مقالا، وهذا العام حتى الآن أكثر من 70 مقالا كلها تنتقد هيئة الإذاعة والتلفزيون. وإنني أتساءل: لماذا يهرب العاملون في الإذاعة والتلفزيون منهما، فمثلا هناك مذيع يعمل لمدة سنوات عدة يُعامَل معاملة الكاتب الإداري، ولا أجد تدريبا حقيقيا يصل إلى مستوى التعاطي الإعلامي الحاضر، وأما البرامج الخدمية التي تحدثتم عنها فمن الطبيعي أن تجد التفاعل من الناس.

وإن كانت البرامج مبنية بشكل علمي - كما تقول زينل - فالقضية هي ما ذكره خليل الذوادي من فتح المجال في بعض البرامج للرأي الآخر، فهل هناك سياسة واستراتيجية لفتح قناة تعكس وجهة نظر الآخر أم ان هناك «تسييسا» في هذا الباب؟

الرأي الآخر والخطوط الحمراء

هل يعني كون التلفزيون رسميا أن يضع خطوطا حمراء أمام شخصيات معارِضة من أبناء الشعب وعدم استضافة الرأي الآخر؟

- خليل الذوادي: إن هدفنا الرقيّ بجهازنا الإعلامي، وهو مفتوح لجميع الناس. أما اننا لم نتعاطَ مع المعارضة فهذا ليس صحيحا، فحتى شخصيات المعارضة حين كانت في الخارج اتصلنا بها وتحدثنا معها، وحين رجعت تم استضافتها في الكثير من الندوات والبرامج.

وردا على الأخ عادل، إننا لا يمكننا الحكم على التلفزيون والإذاعة إلا من خلال مسيرتهما الكاملة، ولا يمكن الحكم من خلال ندوة أو ندوتين. وأما عن الأرقام التي ذكرها بعدد الناس الذين كتبوا منتقدين الهيئة فأقول ان الناس لا تكتب عادة عن الأمور الحسنة والبرامج والدراما الحسنة، ولو شئت أن أحصي لك من يتكلم بإيجابية عنها فسأعجز عن عدّ ذلك. نحن نستفيد من الآراء المختلفة من باب التواصل مع الناس، ولسنا منزعجين من هذه الكتابات فهي تساعد في تصحيح أخطائنا «ورحم الله امرأ أهدى أليّ عيوبي».

الكل يشيد باستضافتكم لشخصيات معارضة في التلفزيون إلا أن ذلك كان لفترة محددة ربما انتهت الآن، وهناك إشادة ببرنامج «حياكم معانا» مثلا، فلماذا تمّ إقصاء الرأي المعارض عن حلقة التجنيس إذ لم يكن في هذه الحلقة رأي معارض. وبالأمس القريب قدمت الجمعيات السياسية شكوى في اجتماعها مع وزارة العمل بهذا الشأن، فلماذا هذا الإقصاء... هل لأنه جهاز رسمي؟

- خليل الذوادي: لا، ليست المسألة أنه جهاز رسمي، فحلقة التجنيس كانت متخصصة لاستيضاح بعض الأمور، والمسئولون عن البرنامج استضافوا أحد النواب المعنيين بالقضية ليشرح هذه الأمور، وكانت الندوة مرسوما لها أن تعقد هكذا، فالنائب كان ملمّا بملف التجنيس، وكانت هناك اتصالات من الخارج وللناس لإبداء الآراء المختلفة، واستضيف شخص قانوني لتوضيح بعض الأمور القانونية، وليس هناك أي نوع من الإقصاء بل نحن نرحب بكل الآراء. وحين يعود البرنامج في الدورة البرامجية القادمة يمكنه تناول مختلف القضايا المثارة في الساحة، ولدينا تفكير لعقد ندوات سياسية تتناول الشأن العربي والعالمي أيضا.

إذا باختصار، أنت تنفي وجود أي إقصاء للرأي المعارض في تلفزيون البحرين؟

- خليل الذوادي: نعم، لا يوجد أي إقصاء في هذا الجانب.

- سامي يعقوب: إنني أستغرب كثيرا مما قاله الأخ المذيع عادل عبدالله في وصفه القضية الإعلامية بـ «التمييع»، فهذا افتراء على المؤسسة والقائمين عليها، ولدي توزيع لنسب البث الإعلامي لهذا العام إذ نسبة البرامج الإعلامية 2 في المئة، الترويحية 15 في المئة، الثقافية 27 في المئة، الدرامية 15 في المئة، الأخبارية 3 في المئة، الدينية 23 في المئة، فأين هو «التمييع» في هذه البرامج التي تهم المواطن؟

ومن غير الصحيح القول ان الإذاعة لا تُسمع والتلفزيون لا يُشاهد، فالبرامج الإذاعية المباشرة تفتح المجال للناس للتعايش معنا، وإن كان هناك أي خطأ فإن المواطنين يتصلون بنا أو يأتون الى الإذاعة، أما إذا لم يكن هناك مال للتطوير فهذا راجع للسياسات العليا في الدولة، فهي التي توزع الموازنات حسب إمكاناتها، ونحن نتحرك في ضوء ما يرصد لنا من موازنة لنقدم الشيء الجيد.

قضايا الساحة والأخبار التقليدية

يقول أحد المواطنين ممن استطلعت «الوسط» آراءهم: «إن آخر قناة أطّلع عليها هي قناة البحرين لأنها لا تعالج قضايا الساحة، وكأنها قناة تعيش في دولة أخرى، وخصوصا في الأخبار فهي رسمية وتقليدية»، ما تعليقك على ذلك؟

- بسام الذوادي: هذا الشخص لا يرى القناة، وأما مسألة معالجة قضايا الساحة فبالنسبة إليه ان التلفزيون لا يعالجها ولكن بالنسبة لي فالأمر مختلف. وأما قول الأخ عادل إن غالبية الناس لا تشاهد القناة، فهل يعقل أن يكون كل هذا النقد من الناس على أمر لم تشاهده؟!

نحن نتحدث عن عقود من تاريخ تلفزيون البحرين والناس تشاهد الأخبار، وقد اعتادت عليها ولذلك حدث نفور من أسلوبها...

- خليل الذوادي: أي تلفزيون وطني ولابد له أن يعرض الأخبار الرسمية. وتلفزيون البحرين في نشرات موجز الأنباء مثلا لا يعرض الأخبار الرسمية وكذلك في نشرة الصباح، وأنا أقدر هذه الآراء وذلك بسبب وجود قنوات إخبارية متخصصة، وهي قنوات لا تثير اهتمامك إلا عند وجود خبر مهم بالنسبة إليك.

- عبدالجليل الطريف: تحدث الذوادي (خليل) عن نية التلفزيون أن يحذو حذو الإذاعة في استحداث قنوات تخصصية كالمجال الأخباري وتغطية الشئون السياسية التي تعتبر مطلبا أساسيا للناس، وهو ما يمثل اهتماماتهم مما تشهده الساحة من حوادث باستمرار، ولا يمكن تغطية كل هذه الحوادث إلا من خلال وجود قناة أخبارية متخصصة تلقي الضوء عليها.

أما فيما يتعلق باستضافة الرأي الآخر أرى أن التلفزيون والإذاعة في فترة من الفترات ركزا على استقطابه ما منحهما استقطاب جمهور عريض من المشاهدين، ولكن بعد ذلك خفت حدة عملية استقطاب الرأي الآخر نتيجة للظروف الموضوعية، إلا أن ما يتطلع إليه الكثيرون هو أن تكون هناك مساحة أكبر في الإذاعة والتلفزيون ليعبر الرأي الآخر عن نفسه، ولتكون هناك آراء متعددة يمكن أن تشبع نهم المستمع والمشاهد.

- خليل الذوادي: لماذا نركز على الرأي الآخر على أنه الرأي السياسي فقط، فهناك قضايا اجتماعية وشبابية وتربوية وغيرها، فلا أحد ينكر الرأي والرأي الآخر، والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، إلا أن هدفنا في النهاية المصلحة العامة وليس الإثارة.

هناك رأي يقول إن التلفزيون حتى الآن لم يصل حتى إلى الحرية النسبية التي وصلت إليها الصحافة في البحرين بالنسبة إلى الرأي السياسي الآخر...

- خليل الذوادي: لا توجد هناك حرية مطلقة بل هي نسبية، والظروف الموضوعية وسياسات الدولة تحكمك.

المذيعات والحجاب

ما معايير قبول أو رفض المذيعين والمذيعات، وما ردكم على منع التلفزيون لبعض المذيعات من الظهور بسبب ارتدائهن الحجاب؟

- خليل الذوادي: نسعى دائما لإظهار الوجوه الجديدة، وتجري الآن عملية فرز للكثير من المتقدمين بعد أن وضعنا إعلانا عاما عن ذلك إذ سيتم اختيار الأنسب منهم، ويهمنا وجود الخامة الصوتية والثقافة الشخصية، كما يتم إدخال المتقدمين دورات تدريبية وستتنوع تخصصاتهم.

أما قصة الحجاب التي سمعناها كثيرا، فليس هناك قرار بمنع المحجبات... وهذه حرية شخصية، فهناك من قدمن البرامج وشاركن فيها وهن محجبات، إلا أن بعضهن يتركن العمل كمذيعات في التلفزيون بعد ارتدائهن الحجاب ويذهبن إلى الإذاعة أو وظائف أخرى.

في اتصال هاتفي مع «الوسط» أكدت إحدى المذيعات أن قرار منعها من الظهور كمذيعة في التلفزيون جاء بسبب ارتدائها الحجاب، وهي المذيعة (...).


نقاط من الحوار

- حث كل من عبدالجليل الطريف وعادل عبدالله على إعادة تنشيط مركز تدريب المذيعين والمذيعات. وأكد خليل الذوادي السعي إلى إعادة نشاطه، وذكر أن الهيئة دربت 21 طالبا وطالبة هذا الصيف ليتم اختيار مذيعين ومذيعات جدد من بينهم.

- طالب عادل عبدالله بإعادة النظر في هيكلة الإعلاميين بالوزارة، وأكد الرئيس التنفيذي للهيئة سعي الهيئة الدائم إلى ذلك.

- طالب الطريف بالاهتمام بمطالب المذيعين والمذيعات، واحتضان الكفاءات المختلفة، ورأى أن «الإمكانات المادية - وللأسف الشديد - تحول دون إعطاء الكفاءات المزيد من الرعاية والاهتمام».

- قال عادل عبدالله: «الإعلام يعد سلطة رابعة» و«ممثل جهاز الإذاعة والتلفزيون كممثل السلطة التشريعية»، وان «الجهاز بحاجة إلى العناية بطاقات وكفاءات المذيعين»، كما رأى أن «الحكومة هي المُلامة في هذه المسألة بالدرجة الأولى، على اعتبار أن المسألة بحاجة إلى قرار سياسي ودعم مادي».

- أشار خليل الذوادي إلى توظيف «سعوديات» كمذيعات في التلفزيون.

- انتقد عادل عبدالله توظيف مذيعين ومذيعات من الخارج برواتب أعلى من البحرينيين، بينما نفت الهيئة أن يكون هناك «تسرب» في كفاءاتها إلى الخارج مؤكدة أنها «فخورة» بتأهيل وتخريج الكفاءات البحرينية التي هاجرت إلى قنوات فضائية أخرى

العدد 351 - الجمعة 22 أغسطس 2003م الموافق 23 جمادى الآخرة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً