سيكون رئيس الوزراء البريطاني الشاهد النجم أمام فريق تحقيق القاضي هاتن الأسبوع الجاري، مواجها اسئلة مباشرة عن دوره في اعداد الملف المثير للجدل بشأن أسلحة الدمار الشامل لدى العراق ودوره في الحوادث التي قادت للانتحار «المحتمل» لديفيد كيلي.
إذا طوني بلير، الذي ظهرت أهمية دوره الشخصي القوي في قضية كيلي في التحقيق الأسبوع الماضي، على موعد للادلاء بشهادته يوم الخميس. وسيمثل أمام المحكمة بعد يوم من مثول وزير الدفاع البريطاني، جيف هون، الذي اخبر اصدقاء له من قبل انه يتوقع ان «يضحي بنفسه» من أجل مصلحة الحكومة.
ومن المحتمل ان يواجه بلير اسئلة عن الاستراتيجية في تحديد اسم كيلي مصدرا لادعاء هيئة الإذاعة البريطانية، وقراره في تأييد الخطط الرامية لاخضاع العالم البيولوجي والكيماوي «لاستجواب أمني»، وموقفه من ظهور كيلي للادلاء بشهادته علانية أمام لجنة الشئون الخارجية في مجلس العموم.
وربما يسأل رئيس الوزراء عن موقفه من المعركة بين مستشاره للاتصالات، أليستير كامبل وهيئة الإذاعة البريطانية. والأكثر أهمية، يرغب فريق تحقيق هاتن في معرفة ما دور بلير في التغييرات المؤثرة على ملف سبتمبر/ أيلول الخاص بأسلحة العراق.
وسيكون أول شاهد أمام المحكمة يوم الثلثاء، عندما يستأنف اللورد هاتن عمله بعد عطلة المصارف، عضو البرلمان العمالي، اندريو ماكينلي، عضو لجنة الشئون الخارجية. وقد ظهرت أهمية دوره في التحقيق القاسي الذي اجراه مع كيلي - إذ وصف الراحل بـ «التافه» - بعد الانتقادات الحادة عقب وفاة العالم.
وقد كسب دور لجنة الشئون الخارجية في قضية كيلي أهمية متجددة عندما كشف رئيسها، عضو البرلمان، دونالد اندرسون، في التحقيق ان هون يعتقد انه أمر بمنع استجواب كيلي عن آرائه بشأن ملف سبتمبر وأسلحة العراق للدمار الشامل.
وسيدلي أيضا، معد ملف الأسلحة ورئيس لجنة الاستخبارات المشتركة، جون سكارليت بشهادته الأسبوع الجاري. وترغب المحكمة في معرفة الكيفية التي تم بها تجميع الملف وما اذا كانت داوينج ستريت قد لعبت دورا معتبرا في تأليفه. وجزم كامبل الأسبوع الماضي انه ليس لديه أي تأثير سواء من قبل أو من بعد على مقترحات اعداد وتقديم الوثيقة «الملف» وسيستمع اللورد هاتن أيضا من هون، الذي يتوقع على نحو واسع ان يكون الرجل الضحية في الحكومة. وسيسأل عن قراره في رفض اقتراح المسئول المدني الكبير في وزارة الدفاع، السير كيفن تبيت، الذي حذر بأن كيلي يجب ألا يطلب منه الادلاء بشهادته علانية أمام لجنة الشئون الخارجية. وسيواجه هون أيضا اسئلة عن «استراتيجية تحديد اسم كيلي» في وزارة الدفاع ليكون مصدر مزاعم الإذاعة البريطانية. ويتضمن شهود آخرون المنسق الأول للأمن لرئيس الوزراء، ديفيد اوماند، الذي لعب دورا رئيسيا في تفاعل الحكومة مع الأنباء بأن كيلي قد التقى صحافي الإذاعة اندريو غيليغان.
وسيمثل أيضا رئيس مجلس هيئة الإذاعة البريطانية، غافين ديفيس الأسبوع الجاري، بجانب الصحافي التحقيقي، توم مانغولد، الذي يعتبر صديقا مقربا من كيلي، ورئيسة لجنة الاستخبارات والأمن، آن تايلور. إذ إن لجنتها، التي عقدت جلسات سرية، لم تستجوب كيلي ولكن استمعت من شهود اساسيين آخرين لتقرير سيقدم لرئيس الوزراء.
(خدمة الاندبندنت خاص بـ «الوسط»
العدد 353 - الأحد 24 أغسطس 2003م الموافق 25 جمادى الآخرة 1424هـ