العدد 405 - الأربعاء 15 أكتوبر 2003م الموافق 18 شعبان 1424هـ

خطط لإغلاق أكاديمية الملك فهد في بون

سمير عواد comments [at] alwasatnews.com

عرفت أكاديمية الملك فهد في العاصمة الألمانية السابقة (بون) أوقاتا أفضل. هذا الصرح التعليمي الذي بدأ في لندن وانتشر في عدد من العواصم الأوروبية بينها مدينة بون، يواجه في ألمانيا حملة إعلامية هدفها إغلاق الأكاديمية التي تواجه اتهامات بأنها تحولت إلى مركز للإسلاميين المتطرفين. بعد التلفزيون الألماني نشرت مجلة «دير شبيغل» تحقيقا في هذا السياق تم الكشف من خلاله على نوايا السلطات الألمانية بإغلاق الأكاديمية وتوزيع طلبتها المسلمين على مدارس ألمانية. في القريب سيجتمع وزير الخارجية الألماني مع نظيره السعودي لمناقشة التعاون الأمني بين البلدين وفي جدول أعمال الوزير الألماني طلب إغلاق الأكاديمية التي تمولها السعودية. وهنا تقرير المجلة الألمانية الذي يكشف عن غيوم سوداء تحلق فوق الأكاديمية.

مكة الألمانية بالنسبة إلى الإسلاميين اسمها ميهليم، وهذه ضاحية صغيرة تقع جنوب مدينة بون على ضفاف نهر الراين. بين متجري ألدي وليدل ومطعم صغير لبيع الشاورما التركية يقع قصر من وحي قصص ألف ليلة وليلة. هذه هي أكاديمية الملك فهد وهنا يتلقى 500 طفل تعاليمهم وفقا للمنهاج السعودي. هذه المدرسة محبوبة إلى درجة أن مجموعة من النساء يتوسلن لدى دائرة المدارس كي يحصلن على موافقتها لإرسال أطفالهن لتلقي تعليمهم في «أكاديمية الملك فهد» ويستخدمن الدموع ولغة التهديد لغرض الحصول على الموافقة.

في غضون ذلك أصبحت الشرطة الألمانية تهتم أيضا بأكاديمية الملك فهد وتحديدا جهاز أمن الدولة. ذلك أن هذا الصرح التعليمي الذي كلف 30 مليون مارك، تحول إلى مركز للإسلاميين ومنهم بعض الأشخاص الذين وردت أسماؤهم في سياق التحقيقات التي يجريها المدعي الفيدرالي العام ضد شبكة إرهاب «القاعدة» المنتشرة في أنحاء العالم.

هذا الخلاف بشأن أكاديمية الملك فهد أضحى اختبارا للعلاقات المتوترة. حين يتعلق الأمر بالإرهاب فإن الحكومة الألمانية لا تولي ثقتها كما أن مكتب حماية الدستور(البوليس السري الألماني) مهتم بالصرح التعليمي السعودي في بون. لم يكن غريبا أن فاتح المستشار الألماني غيرهارد شرودر الملك فهد وولي العهد السعودي الأمير عبدالله خلال الزيارة التي قام بها إلى الرياض عن موضوع الأكاديمية.

عند افتتاح الأكاديمية السعودية في سبتمبر/أيلول العام 1995 شارك في الحفل وزير الخارجية وآنذاك كلاوس كينكل ورئيس حكومة ولاية شمال الراين وستفاليا يوهانيس راو. في كلمة الافتتاح أشادت العمدة الأعلى لمدينة بون بيربيل ديكمان بهذا الصرح وقالت إن هذا المشروع الفريد من نوعه يشكل رمزا للتعاون للحوار الألماني العربي والمسيحي الإسلامي الذي يحث على التعايش السلمي. هذا الهدف العظيم يعمل به الجانب الألماني أكثر من أية جهة أخرى. يوم الجمعة الأسبوع قبل الماضي دعا الخطيب داخل جامع الأكاديمية المكتظ بجموع المصلين، باسم الله إلى حرب الجهاد. واستطاع فريق تلفزيوني تابع لمحطة التلفزة الأولى الألمانية (اي. ار. دي) التقاط صور عرضها برنامج «بانوراما» ظهر فيها ما نادى به الخطيب: حثوا أولادكم على ممارسة الرياضة وتعلم رمي الرمح والسباحة وركوب الخيل (...).

بين أولياء الأمور الذين أرسلوا أولادهم إلى «أكاديمية الملك فهد» رجل يشك المدعي الفيدرالي العام بانتمائه إلى تنظيم إرهابي. أنه المصري سيد. م البالغ 39 عاما من العمر الذي يعتقد أنه ينتمي لتنظيم «التوحيد». هذا التنظيم الذي يتعاون مع «القاعدة» يعتقد أنه كان يخطط للاعتداء على أهداف إسرائيلية في ألمانيا وتشير بيانات مركز الجنايات الفيدرالي أن هذا المواطن المصري يشغل منصبا مهما في تنظيم «التوحيد».

كما توصل المحققون الألمان إلى آثار في أكاديمية الملك فهد تقود إلى المدعو ممدوح سليم المسئول المالي الذي كان يعمل في خدمة أسامة بن لادن وتم اعتقاله في العام 1998 في ميونيخ. يستدل من هذه المعلومات أن ممدوح سليم كان على صلة ببعض الأشخاص الذين يرسلون أولادهم إلى «أكاديمية الملك فهد» وقالت الشرطة الألمانية إنها التقطت محادثات جرت بين الإسلاميين جاء فيها قول أحدهم: في القريب سنصبح قوة موحدة.

أصبحت «أكاديمية الملك فهد» مصدر قلق داخل الجمهورية الألمانية وفقا لما عبر عنه يورجين روترز (المسئول عن المدارس) الذي كشف أن هدفه هو إغلاق أكاديمية الملك فهد ولكنه قال أيضا أنه يريد القيام بهذه الخطوة بما يتفق مع القانون. ويسانده بهذا الرأي رئيس حكومة ولاية شمال الراين وستفاليا بير شتاينبروك من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي قال: إن من يحارب المبادئ الحرة لن يسمح له ممارسة التدريس وتابع مؤكدا: لن نتهاون مع عدم التسامح (...).

لكن وراء الكواليس تسعى رئاسة شرطة بون منذ وقت لدى دائرة المدارس للتوصل إلى قرار بإغلاق الأكاديمية. وفي منتصف مارس/اذار الماضي اقترحت رئاسة الشرطة العمل بهذه الخطوة واتضح أنه من الناحية القانونية بالوسع القيام بذلك وتوزيع طلبة الأكاديمية على مدارس مدينة بون غير أن المشكلة التي تم التوقف عندها كانت الخشية من اتهام بون بأنها مدينة معادية للإسلام.

وفي شهر يوليو /تموز الماضي وبعد إطلاع العمدة الأعلى ديكمان على القضية اتخذت المسئولة عن سياسة العائلة أولريكي كريتشمر قرارا بوقف إعفاء الأطفال من التعلم في مدارس ألمانية. 200 من اصل 500 من طلبة الأكاديمية يحملون الجنسية الألمانية إضافة إلى عدد آخر من الطلبة يقيمون بصورة دائمة في ألمانيا وتخطط كريتشمر كي يجري إجبار جميع الطلبة على التسجيل في المستقبل في مدارس ألمانية.

تعلم السلطات منذ وقت طويل أن الطلبة لا يعرفون الكثير باستثناء سور من القرآن وترى مسئولة في دائرة المدارس مشكلة أخرى: في حال توزيع هؤلاء الطلبة على مدارس ألمانية سيصبحون مشكلة لأن نسبة تعليمهم مختلفة إذ بالكاد بوسعهم التخاطب مع بعض بلغة ألمانية سليمة. ليس هذا غريبا لأن برنامج التعليم ينص على طلبة الصف الأول يحصلون على 8 ساعات مادة الدين في الأسبوع و4 ساعات فقط لغة ألمانيا ورياضيات. أما بالنسبة إلى طلبة الصف 11 فإن الطلبة يحصلون على 12 ساعة دين في الأسبوع و9 ساعات لغة عربية وساعة 1 لغة ألمانية. وكان أحد أساتذة الدين يدعو للجهاد في خطبه. وتصف أندريا بيلينغهاوزن هذا الخطيب بأنه حال فردية. وهذه الألمانية التي تقول إنها الناطقة باسم «أكاديمية الملك فهد» قالت إنه تم فصل هذا المدرس وأكدت أنه ليس للمتطرفين مكان تحت سقف الأكاديمية. لكن هذا الكلام مشكوك في صحته

العدد 405 - الأربعاء 15 أكتوبر 2003م الموافق 18 شعبان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 4:24 ص

      المراكز الاسلامية الى اين؟

      انا اعتقد ان معظم المراكز الاسلامية في العالم والتي تمول من السعودية هي ذات ايدلوجيات متطرفة او شبه متطرفة وبالتالي تدعو الى توسيع الفجوة بين الشرق والغرب وانا استغرب من الذين هاجروا وقرروا ان يستقروا في دولة غير اسلامية تعاطيهم للدين بطريقة مستفزة للدولة المضيف فمرة يريدون رفع الاذان ومرة بناء الماذن فاذا كانوا متمسكين بالوطن والدين لماذا الهجرة لغسل اطباق وشوارع الاخرين وفرض ايديولوجياتهم

اقرأ ايضاً