العدد 407 - الجمعة 17 أكتوبر 2003م الموافق 20 شعبان 1424هـ

إيقاع الفتنة الطائفية في العراق هدف لأعداء الإسلام

أستاذ الحوزة العلمية في النجف الأشرف البهادلي لـ «الوسط»:

المنامة - خليل عبدالرسول 

17 أكتوبر 2003

ولد الشيخ أحمد كاظم البهادلي في العام 1936م وهو أستاذ الحوزة العلمية في النجف الأشرف، تحدث إلينا بكل تواضع رافضا إبداء المزيد من نبذته الشخصية قائلا ان ذلك «خلاف تعليمات الأئمة» تفاديا لمدح نفسه أمام القراء.

حوار «الوسط» والبهادلي تركز في أمور عدة أهمها: الحياة في ظل النظام البائد، أوضاع الحوزة العلمية في الماضي والحاضر، ذكريات الانتفاضة الشعبانية، تعدد الاتجاهات في الصف الشيعي، العراق بعد استشهاد الحكيم، إيران وموقفها من قضايا عدة في العراق، العلاقة بين حوزتي قم والنجف والنظرة إلى «ولاية الفقيه»، والموقف من الهجمات التي تتعرض لها القوات الأميركية، وأخيرا المرأة ودور الحوزة في تثقيفها.

كيف تصف لنا نمط الحياة عندكم في ظل النظام الاستبدادي السابق لصدام حسين على المستوى العائلي والعلمائي؟

- يمكنني القول من دون مبالغة انها حياة لا يعبر عنها وصف، وأذكر لك نماذج عدة على ذلك من بينها ما حدث لي شخصيا، فقد كنت مدرسا في كلية الفقه بالنجف الأشرف، وحينها كنت منتهيا من إحدى المحاضرات فهممت إلى مغادرة الكلية، فإذا بضابط الأمن أمام باب المنزل يستدعيني إلى مدير الأمن، أما «لماذا؟» فقال: بعد إذن يتضح الأمر.

ففي اليوم الآخر جاءني ضابط آخر وسألني: لم لا يوجد في بيتك تلفاز؟!... قلت له هذه الأمور شخصية ولي وجهة نظري الخاصة إزاءها، وقد كنت أضمر قصدي بأن رفضي للتلفاز راجع لعدم استقباله غير تلفزيون بغداد والشباب فلا أريد أن أترك أبنائي يتربون على إعلام كهذا، وقد اتضح فيما بعد أن الضابط كان مطلعا على كل ما في البيت.

فبعد أن غادرت التوقيف بعد 58 يوما قال لي أبنائي: في اليوم الذي أخذت فيه، جاءت شرطة الأمن وسكنوا معنا في المنزل، وكل من طرق الباب تتعرف الشرطة على شخصيته ويؤخذ إلى التحقيق ولا يعرف مصيره، وإذا بالتحقيق معي يتضمن السؤال «لماذا تحث الناس على الصلاة؟! ولماذا تدرس في الحوزة العلمية وأنت مدرس في كلية الفقه؟».

هكذا كان النظام ينكر على الشخص عدم وجود تلفاز في بيته، وينكر له أن يكون مدرسا في الحوزة العلمية، ويحول بيته سكنا للشرطة لعدة أيام، وهذا ليس إلا نموذجا واحدا من النماذج.

بعد كل ذلك بمدة، جاءتني ابنتي وأخبرتني باعتقال صهري (زوجها)، ولكون دارها أصبحت خالية أرسلت معها أمها لتغلقا الدار وترجعا إلى داري، إلا أنهما ذهبتا ولم يعودا، فبحثنا عنهما ولم نجدهما إلا بعد شهرين في «الأمن العام»! وقد تم إعدام صهري هذا وصهر آخر أيضا.

كم كان عمراهما؟

- أحدهما من مواليد العام 1950م (33 عاما)، والآخر 1955م (28 عاما)، وقد اعتقلا العام 1983م.

ماذا كانت مبررات النظام لإعدامهما؟

- كانت التهمة المعروفة حينها هو الانتماء للأحزاب الإسلامية، وكما ذكرت لك ما هذه إلا قصة واحدة لنموذج واحد وهناك الكثير من القصص البشعة التي قلت في البداية انها لا توصف.

الحوزة في ظل نظام صدام

في ظل هذه الأجواء، كيف كانت الأوضاع في الحوزة العلمية؟

- بعد أن اتخذ النظام هذه الإجراءات أخذت الحوزة العلمية في الانحسار، فبعد أن كان عدد الدارسين في الحوزة - قبل هذه الإجراءات - نحو 12 ألف طالب، حتى أن آية الله السيد محسن الحكيم (رحمه الله) والحوزة اضطروا إلى استئجار فنادق وشقق لإسكان الطلبة غير المقيمين، إلا أن الانحسار كان نتيجة لتعذر دراسة العرب نتيجة للظروف المحيطة وطرد الإيرانيين والأفغان والباكستانيين، بينما تتم ملاحقة العراقيين على أنهم يعملون لصالح الإسلام!

فكثرت الاعتقالات والإعدامات في صفوف الحوزة، وهاجر الكثير للدراسة إلى مدينة قم لتوافر الأمان هناك.

في العام 1990م، تدنى عدد طلبة الحوزة العلمية من 12 ألف طالب في السابق إلى 400 طالب فقط، وهؤلاء كانوا مهددين في كل لحظة، حتى أنه إذا طرق الباب يصفر لون الشخص لاعتقاده أن «سلطات الأمن» في الغالبية هي من تطرق الباب في الفجر، حتى أن ضيفا لي طرق عليا الباب صباحا وقال لي: لقد وصلت إلى بيتك فجرا لكنني نمت في السيارة حتى شروق الشمس لكي لا أطرق بابك فأرعبك.

إذا هذا الانحسار في الحوزة العلمية كان حتى قبل الانتفاضة الشعبانية.

- نعم، هكذا أتصور.

الانتفاضة الشعبانية

ماذا عن الانتفاضة الشعبانية نفسها؟

- الانتفاضة الشعبانية (1991م) في الحقيقة لم تكن مبرمجة، بل كانت تلقائية، إذ كانت تعتمد على ركيزتين، الركيزة الأولى هي التدخل من قبل الجمهورية الإسلامية في إيران، والثانية التدخل من قبل قوات التحالف باعتبارها تطارد النظام وتحاربه، فكان من المتوقع في الحد الأدنى ألا تنصره فضلا على أنها تكون معه.

أما إيران فوجدت أن قوات التحالف أجرت «صفقة صفوان» مع صدام حسين على الأوراق البيضاء وأملت عليه شروطها ووقفت (أي قوات التحالف) مع النظام وساندته ضد الشعب العراقي، ما كان من الصعب على إيران أن تتدخل، فلو تدخلت في الأمر لكان الأمر خطيرا وتحولت قوات التحالف ضدها، إلا أن الواضح أن إيران أيدت الانتفاضة وقد برز ذلك من خلال إذاعتها وخطابها الموجه للشعب العراقي.

كيف تبلور مسألة تعدد الاتجاهات داخل صفوف الحوزة العلمية؟

- الاتجاهات داخل الحوزة العلمية في النجف وقم أمر طبيعي ولا يدعو إلى التساؤل، وذلك بسبب تعدد المرجعيات، فهناك من يصل إلى مرحلة الاجتهاد، وهناك من يصل إلى مرحلة المرجعية، بينما تبقى مسألة إثبات «الأعلمية» بين المراجع، وبذلك أيضا تعدد طرق إثبات هذه «الأعلمية».

وبذلك لا يمكن أن ندعو المجتهدين إلى أن يتفقوا في كل رأي، فهم مجتهدون في الوقائع المختلفة، فـ«إن لله في كل واقعة حكم، يصيبه من أصابه ويخطئه من أخطأه» كما جاء في الحديث، فليس هناك صراع بينما هو تعدد في الاجتهادات والآراء بين المجتهدين وهو أمر إيجابي وليس سلبيا.

صلاة الجمعة ومواجهة النظام

نجد مثلا أن السيد محمد باقر الصدر والسيد محمد صادق الصدر اجتهدا بالخروج إلى صلاة الجمعة وتحديا النظام حتى استشهدا، بينما لم نجد مراجع آخرين اجتهدوا هذا الاجتهاد، فكيف توضح لنا هذا الاختلاف في الاجتهاد السياسي؟ ما أسفر حاليا عن وجود اتجاهات مختلفة مبلورة سياسيا!

- فيما يتعلق بصلاة الجمعة تحديدا - وهي مسألة لا نختلف فيها مع علماء أهل السنة - فإنه منذ أيام الرسول (ص) كانت صلاة الجمعة أمرا حتميا، حتى أنني قرأت رواية قد تكون مستغربة وهي (من لم يحضر جمعتنا أو جماعتنا فاحرقوا عليه بيته)، فصلاة الجمعة نفسها تتضمن الجانب السياسي، فيستعرض الخطيب شيئا من واقع المسلمين المعاش والقضايا المستجدة.

ومن خلال روايات أئمة أهل البيت (ع) - الذين نعتقد بعصمتهم - وجدنا من شرائط وجوب صلاة الجمعة التعييني أن يكون الحاكم عادلا، ونقصد بالعدالة هنا أن يكون الحاكم ملتزما بالأحكام الشرعية، وفي حال كون الحاكم غير عادل على هذا المقياس فإن صلاة الجمعة تجوز ولا تجب على النحو التعييني، وتبقى المسألة وجوبا تخييريا، أي لا تلزم الشريعة الناس على الذهاب للاستماع إلى كلام نائب السلطان الذي يقيم صلاة الجمعة مثلا، بل ان الشريعة قد تلزم الناس على مقاطعتها.

وعندما استمر السلطان جائرا في التاريخ الإسلامي، فيما عدا بعض الحكام في حالات استثنائية، فكاد أن يكون من ديدن الشيعة ألا يحضروا صلاة الجمعة بشكل تعييني وإلزامي، وتبقى المسألة محصورة عند الوجوب التخييري، بينما يرجح بعض الفقهاء الحضور على نحو الواجب التخييري المستحب، وكل ذلك خاضع إلى الظروف المحيطة، وقد يرى الفقيه أن الأفضل له أن يقوم ليخطب في الناس على نحو المستحب الأفضل وليس على نحو الوجوب والإلزام، حتى أن بعض الفقهاء كانوا يقيمون الجمعة في منازلهم.

قد نجد بعض الشباب العراقي ينظر إلى الفقيه الذي يخرج لصلاة الجمعة بأنه مجاهد و«مشروع استشهاد»...

- نعم، إن هذا الفقيه مجاهد، وحسب مقياس بعض الناس أنه الأفضل، إلا أن هذا لا يدفعنا للقدح بمن لم يفعل ذلك، فمقياسنا هو في الحكم الشرعي إن كان يلزمه بذلك أو لا.

اتجاهات الساحة العراقية

إن هذا يقودنا للحديث عن الاتجاهات الحالية المتبلورة في الساحة العراقية، والتي قد تكون مسألة المجاهرة في مجاهدة السلطان الجائر والنظام البائد دورا في إبرازها، على سبيل المثال الاتجاه الذي يمثل السيد مقتدى الصدر، ما تعليقك؟

- إن المجاهرة بالجهاد ضد النظام الجائر خاضعة لوجهة نظر الفقيه نفسه، وأتذكر في الانتفاضة الشعبانية أن العلماء اجتمعوا لمناقشة الثورة التي قام بها الناس بشكل مفاجئ وغير متوقع، فتدخل العلماء لحفظ الناس وأمورهم.

إن بعض العلماء والمجتهدين كان لديهم عملا سياسيا، ومن بينهم السيد محمد باقر الحكيم (رحمه الله) منذ صغره وحتى استشهاده، إلا أن مجتهدا آخر قد لا يجد نفسه ملزما بعمل سياسي، وهذا اجتهاد قد يكون صحيحا وقد يكون خاطئا إلا أنه مسئول عنه أمام الله سبحانه باعتباره تكليفه الشرعي.

أين كنت لحظة استشهاد السيد محمد باقر الحكيم (رحمه الله)؟ وكيف استقبلتم النبأ؟

- حين استشهد السيد الحكيم كنت في إيران، وكان الخبر صاعقة على الجميع، وقد أعلن في إيران الحداد الرسمي إلا أن ما شهدته هناك هو أكثر من ذلك، فالأعلام السود ملأت الشوارع والمآتم والمجالس عزت السيد، وكل مرجع جلس معزيا بهذه المناسبة.

هناك من يتحدث عن تدخل إيراني في الشأن العراقي...

- نعم، هذا التدخل موجود...

على أي مستوى؟ وكيف؟

- تفصيلا لا أعرف ذلك، إلا أن من الواضح إجمالا وجود تدخل إيراني في العراق، فالحدود بين البلدين مفتوحة، ويأتي من يشاء من الإيرانيين إلى العراق، وقد زار الكثير من العراقيين إيران وحدث تبادل في الزيارات إلا أن التعبير قد يختلف في توصيف واقع هذه الزيارات إن كان «تدخلا» أو «تعاونا» أو غير ذلك، وفي التفاصيل «ليس كل ما يعلم يقال»، إلا أنني أستطيع القول إن تدخل الأخ في شئون أخيه أمر ليس بمستنكر، وما هذه الحدود بين الدول الإسلامية إلا من صنع المستعمر.

العلاقة بين حوزتي قم والنجف

بعض الإعلاميين يتناقلون القول بوجود صراع بين الحوزة العلمية في النجف والحوزة العلمية في قم، ما نظرتكم بشأن هذا الأمر؟

- لا أرى وجود صراع بين الحوزتين، فكلاهما يدرس العلوم الدينية لهدف واحد، وبعد تخريج الطلبة ينتشرون لتدريس فقه الإمام جعفر الصادق (ع)، وقلت في البداية ان الوضع السياسي أدى إلى انحسار حوزة النجف، فاضطر الطلبة إلى الدراسة في قم.

عندما التقيت في إيران مع السيد علي الخامنئي (المرشد الأعلى للثورة الإسلامية) ورئيس القضاء الشاهرودي، وغيرهما فقد قالوا لي إنه صدر حث منهم إلى بعض أساتذة الحوزة في قم للذهاب إلى حوزة النجف، ولذلك لحاجتها إليهم، فالأساتذة في النجف محدودون الآن، وما حثُّ الإيرانيين مجموعة من الأساتذة للتوجه إلى التدريس في حوزة النجف إلا دليل على عدم وجود الحساسية التي أشرت إليها في السؤال، بل هذا دليل على التعاون بين الحوزتين.

إن الحوزة الدينية في إيران ليست «مسيسة»، ومن سياسة الحوزات أنها تبتعد على الأنظمة حتى لو كانت إسلامية، لأن الأنظمة تكون عرضة إلى الزوال، ولو كانت الحوزة مرتبطة بالنظام ستخطع للسلطان مباشرة على رغم أن نظام الجمهورية الإسلامية في إيران منذ العام 1979م هو نظام مرضي لدى الغالبية في الحوزات العلمية.

هل هناك تحسس من فكرة «ولاية الفقيه» المطبقة في إيران؟

- إن «ولاية الفقيه» لم تكن فكرة إيران، بل هي مسألة اجتهادية تتساءل عن دور الفقيه والمجتهد في ظل غياب الإمام، فهل هي نيابة الإمام بولاية مطلقة نسميها «ولاية الفقيه» أم لا؟، فهذا يعد اختلافا فقهيا واجتهاديا، ففي النجف الأشرف من يقول بولاية الفقيه ومن لا يقول بها، وفي «قم» أيضا، فليست المسألة إيران والعراق أو النجف وقم، بل هي مسألة خلافية اجتهادية بين فقهاء الشيعة.

ما الصعوبات التي تواجه الحوزة العلمية اليوم في النجف الأشرف؟

- كما ذكرت، أن قلة الأستاذة تعد مشكلة لدينا، ونأمل في حلها بعودة الكثير من الأستاذة من إيران، وكذلك الحال بالنسبة إلى صعوبة إيجاد سكن للطلبة، فهناك الكثير من دور التعليم قد هدمت وبعضها قديمة غير صالحة للسكن.

إنني أتوقع أن تشهد حوزة النجف إقبالا كبيرا - حتى من الطلبة الإيرانيين - لما لها من خصوصية (تاريخية)، إلا أنها حاليا تعاني من مشكلات، فلك أن تتخيل إن كان لديك عشرة آلاف طالب، فعلى الأقل أنت بحاجة إلى 800 دار سكنية، والدار الآن التي كانت تستأجر عندنا بثلاثين أو أربعين ألفا، تجدها اليوم بـ160 ألفا!

كذلك الحال بالنسبة إلى مشكلة الكتب فقد كان النظام يمنع استيراد الكتب إلى العراق، والكتب حتى الآن غير متوافرة بقدر حاجة الحوزة في النجف، ولا يتسع الوقت حاليا لطباعتها، ما دفعني لطلب تزويد الحوزة بالكتب من المسئولين في الجمهورية الإسلامية في إيران، فهي موجودة بكثرة عندهم، فعلا وصلت الدفعات الأولى من هذه الكتب مما ساهم في حل المشكلة، إلا أن المشكلة الأبرز تبقى في مسألة سكن الطلبة، والتي أتوقع لها أن تستمر على الأقل عامين مقبلين حتى حلها.

الموقف من الهجمات

ضد قوات الاحتلال

ما موقفكم من الهجمات التي تتعرض لها القوات الأميركية في العراق حاليا؟ وما ردك على الطرح الإعلامي الذي يتساءل لماذا لم يقاوم الشيعة هذه القوات؟

- إنني أتصور أن الطرح الإعلامي الذي يحث الشيعة على «المقاومة» إما أن يكون مقصودا أو غير مدروس، فأولا ماذا نقصد بالمقاومة؟ وما الهدف منها؟... قطعا سيكون الجواب هو إخراج الاحتلال.

كلنا يعلم - سنة وشيعة - ان نظام صدام حسين على رغم ما يمتلكه من أسلحة وأجهزة أمن وجيش وعلاقات دولية لم يستطع أن يمنع القوات الأميركية من دخول البلاد، والآن نحث الشيعة فقط - وهم عزل وقد أنهكتهم السنوات الـ35 الماضية - على أن يخرجوا الأميركان؟!... ما هي إلا إيقاع فتنة بين الشيعة والأميركان للقضاء على الشيعة.

نحن لسنا مع بقاء الاحتلال، غير أن الحث على هكذا «مقاومة» من دون تعادل القوى يعد إبادة لجهة من دون أخرى.

وصف الدكتور أحمد الكبيسي في مؤتمر التقريب بين المذاهب المنعقد في البحرين الشهر الماضي حال الطائفية بين السنة والشيعة في العراق بأنها كالجمر تحت الرماد، فهل توافق على هذا التوصيف وكأن الحال قريبة إلى الانفلات، وخصوصا بعد استشهاد السيد الحكيم؟

- سمعت الشيخ الكبيسي حين قال ذلك، وأعتقد أنه قصد بأن هناك فريقا يعمل على تأجيج النار بين السنة والشيعة، وهذا أمر واقع، فمثلا عندما اغتيل السيد الحكيم الشهيد (رحمه الله) هجمت مجموعة على مسجد سني، في إشارة إلى أن من قام بتنفيذ الاغتيال هم من السنة لكي يحدث في المحافظات الأخرى ما يحدث وتؤجج الفتنة الطائفية.

إن أعداء الإسلام كثيرون والحدود العراقية باتت مفتوحة لكل التنظيمات والجماعات المختلفة بما فيهم «الإسرائيليون»، فالعراق اليوم ملغوم بمثل هؤلاء والإيقاع بين السنة والشيعة يخدم أهداف أعداء الإسلام.

الحوزة... دعوات

التجديد وواقع المرأة

ما رأيك في دعوات التجديد المتعلقة بالحوزة، وتطويرها أكاديميا؟

- لا، ليس التطوير خاضعا للتجديد أكاديميا، غير أننا ندعو إلى تطوير المناهج وانفتاح الحوزة على تقنيات العصر كالإنترنت وغيرها، غير أن العمل في الحوزة لم تبدأ حتى الآن في ذلك.

كيف تصفون حال المرأة المسلمة في العراق، ودور الحوزة في تثقيفها وتعليمها؟

- لقد تم فتح مدرستين لتنتسب إليهما النساء لتدريسهن، وبقيت الآن بعض المصاعب المتعلقة بالوضع الحالي واستئجار السكن، فيما كان في عهد الشهيد السيد محمد باقر الصدر حوزة نسائية، إلا أنها أغلقت بعد ما جرى عليه وعلى الشهيدة أخته بنت الهدى

العدد 407 - الجمعة 17 أكتوبر 2003م الموافق 20 شعبان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً