العدد 2664 - الإثنين 21 ديسمبر 2009م الموافق 04 محرم 1431هـ

الوحيُ الأخير

جُرْحٌ على جَسَدِ الإصْباحِ قَدْ سَطَعَا

وحَيا تَكَادُ بهِ الأفلاكُ أَنْ تَقَعَا

جُرْحٌ بهِ انفَلَقَ التاريخُ وانْدَلَعتْ

أنوَاؤهُ مِنْ لِسَانِ الصُبحِ فانْدلَعَا

حَرْفٌ لهُ سَجَدَ الإنجيلُ مُذْ قُرِئتْ

آياتُ نَحْرٍ، وبَابُ الذَّبْحِ قَدْ قُرِعا

ما كانِ قَلبُكَ إلا وَحيَ مَذبَحَةٍ

والسَهمُ أَرْضَعَهُ الآياتِ فارتَضَعا

والصَدْرُ.. هذا نَبِيُّ المَاءِ يَتّبَعُهُ

(رُكنُ الحَطِيمِ) ونَهرٌ ظَامئٌ تَبَعا

والنَّجْمُ.. هلْ هوَ إلاّ خَاتَمٌ بُتِرتْ

أَسْرَارُهُ حِينَما مـنْ إصبعٍ نُزعا

والبَدْرُ.. لا غَرْوَ أَنْ يَنْثَالَ لُؤلُوة

فالرَأسُ قدْ لُفَّ بالأَقْمَارِ مُذْ قُطِعا

تَرَكتَ قَلْبَكَ صَوبَ النَهرِ مُشْتعِلا

يُؤَلِقُ الفَجْرَ قَدْ غاَدَرَتَهُ قِطَعا

في كُلِّ قِطْعَةِ ضَوءٍ مِنهُ أوُدْيَةٌ

سَالتْ فسُبحَانَ مَنْ للقَلبِ قدْ جَمَعا

ياصَاعِدا في (بُرَاق الدَّمِّ) مُمتَشِقا

أُفقَا تَأَبَطَ صُبْحا لَيلُهُ انقَشَعا

للهِ يا رأسَكَ المَرفُوعَ مُعجِزَة

عِيسى بهِ جَنّة للهِ قدْ رُفِعا

آنتَ في الذَّبحِ مَاء قدْ رَويتَ بهِ

مُوسى فَخَرَّ على (سَيْنَاءَ) مُنصَعقا

وقدْ رَآهُ على الآياتِ مُنسَكِبا

نُوحٌ فَمَاجَ بِهِ الطُوفانُ و أنْدَفَعا

و (صَاحِبُ الحُوتِ) لَمّا خَاضَ لُجّتَهُ

فَاضتْ بِهِ لُجَّجُ الأَشلاءِ فابْتُلِعا

للهِ دَرُّكَ مِنْ رَأسٍ لهُ لُغَةٌ

حَمرَاءُ يَعرِفُها يحيى إذا صُرِعا

للهِ مِنْ جَسَدِ التَورَاةِ مُضْطَجِعٍ

صَلّى على مَذبَحِ التَسبيحِ مُضْطَجِعا

مَلائِكٌ أَنْزَلتْ أَشْلاءَهُ كُتُبا

وسُبْحة خَلْفَها دَاوودُ قَدْ رَكَعا

كَمْ سُوَرةٍ في صَلاةِ الذَّبحِ قدْ خَشَعتْ

أَعظمْ بِهِ جَسَدا للهِ قدْ خَشَعا

الشمسُ في عَينهِ النَوراءِ قدْ سُكِبتْ

والصُبحُ مِنْ كَفّهِ المَقطُوعِ قدْ طَلَعَا

والنَهْرُ ما قَصَدَتَهُ السُحبُ ظَامِئة

إلا إرتوتْ مِنْ فُؤادٍ ظَامِئٍ وَلَعا

فيَهجَعُ السَهمُ مَوتا ، والمَدى ظَمأٌ

والطِفلُ بينَ قِماطِ الدَّمِّ ما هَجَعا

والمُهرُ يَنْحَتُ في الأَزمِانِ أُغنِيَة

مذبوحة حِينَما مِنْ جُرحِهِ رَجَعا

عَينَاهُ صَمْتٌ و بَعضُ الدَّمِّ أَسئِلةٌ

وقِصَةٌ مِنْ دُمُوعٍ خَبَّأتْ وَجَعَا

تَرَنَّحَ البَوحُ في عَينيهِ مُرتَعَدا

بِخَيَمَةِ اللهِ ها قدْ لاذَ وانْتَجَعا

مُعَاَنِقا لَحْظةَ التِرحاَلِ أَشْرِعة

مَخْبُوءةخلفَ دمعِ سَالَ وانْهَمَعا

حَتّى إذا حَمْحَمتْ أَوجَاعُهُ فَزِعَتْ

أَحْدَاقُهُ تَنََْضَحَُ الأَوجَاعَ والفَزَعا

فَيَنْحَنيْ المِاءُ مِلْحَا عِندَ خُطْوَتِهِ

ويَركُضُ النوْح جُرْحَا كُلما ذَرَعا

وقَلبُ زَيَنَبَ.. رِيحُ اللهِ تَحمِلُهُ

نَهَرا إلى حيثُ دِفءٍ الوحيِ قدْ وقعا

الرَأسُ بَسْمَلَةٌ، والدَّمَُ أَضْرِحَةٌ

والجِسْمُ يا مَسْجِدَ الأَسَيافِ قَدْ شُرِعا

فَتَنْسُجُ الذَبحَ شَمْسا عِندَ (خُنْصُرهِ)

وتَقطِفُ الدّمَّ ضَوء كُلَما زُرِعا

فالذَّبحُ و(السِبطُ) وَعدُ اللهِ أَنْجَزهُ

كِلاهُما وُلِدا في كَربلاءَ معا

يا أنّتَ يا وَطَنَ القُرآن يَسكُنُهُ

جُرحٌ تَنَاسَلَ كَونا فِيهِ واتّسَعا

لِيُتْرِعَ الأرضَ مِنهُ آية نَزَلتْ

إنَّ الحُسَينَ كِتَابُ اللهِ قدْ جُمِعا

فَيُولدُ الذّبحُ مِنْ كَفَّيهِ مِئذَنَة

وَوَهْجُهُ مِنْ أّذَانِ النَحْرِ قدْ نَبَعا

ما قيمةُ الدّمِّ إنْ لمْ يَرتَمِ وَطَناَ

لِيُشْعلَ الجُرحَ صُبْحا دَافِئا نَصِعا

ناصر زين

العدد 2664 - الإثنين 21 ديسمبر 2009م الموافق 04 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 11:44 م

      أجرك على الله

      شكراً

    • زائر 1 | 11:19 م

      شعراء الحسين (ع)..

      بارك الله فيك يا شاعر على هذه القصيدة وجزاك الخير الموعود.. هكذا الشعراء من يشترون آخرهتم بدنياهم.. أما من يمدح أناس الدنيا من أجل تعيينه في مجلس أو منصب فإنه يشترى دنياه بآخرته..
      أميري حسين ونعم الأمير.. سرور فؤاد البشير النذير...

اقرأ ايضاً