العدد 2335 - الإثنين 26 يناير 2009م الموافق 29 محرم 1430هـ

أبوزعكوك: «الإعلاميين الديمقراطيين» تهدف للدفاع عن مصالح الصحافيين

الشبكة ليست ردا على ميثاق وزراء الإعلام العرب

نفى منسق وعضو اللجنة التنفيذية لشبكة الإعلاميين الديمقراطيين في العالم العربي علي ابوزعكوك أن يكون مشروع الشبكة جاء ردة فعل على ميثاق وزراء الإعلام العرب الذي أقرته الجامعة العربية في العام الماضي بهدف مراقبة وسائل الإعلام في جميع البلدان العربية، وقال: «إننا ومنذ فترة طويلة نعتقد بأن الإعلاميين هم صناع الرأي وهم غالبية الناس قناعة بشبكة الديمقراطيين في العالم العربي ولكن وجود هذا الميثاق الذي أصدرته الجامعة العربية العام الماضي خلق لدينا ردة الفعل القوية للتغلب على هذه الإشكالية التي أوجدوها».

وأضاف «هناك الكثير من المشكلات التي حصلت للصحافيين في العالم العربي من طرد أو اعتقال أو سجن ولا يجد من يدافع عنه، نحن نريد أن نوجد هذا الجسم ليقوي عظمة الصحافيين ويجعلهم لا يخشون قمع السلطات أو على الأقل يشعرهم بأن هناك من يدافع عنهم».

وذكر أن الهدف من هذه الشبكة هو تعاون الإعلاميين فيما بينهم بالإضافة إلى خلق كيان يمكن من خلاله أن يدافع الصحافيون العرب عن بعضهم بعضا وخلق برامج للتنمية والتوعية والتعرف على المؤسسات العالمية الفاعلة ومن ثم خلق أرضية لمواجهة الضغوطات التي تفرضها الدول أو أية جهة كانت. جاء ذلك خلال لقاء «الوسط» معه على هامش ورشة العمل التي رعتها «الوسط» بتاريخ 24 - 25 يناير / كانون الثاني الجاري تحت عنوان «الاعلاميون الديمقراطيون في العالم العربي». وفيما يأتي نص اللقاء:

* بداية ما هو الهدف من مشروع «شبكة الإعلاميين الديمقراطيين في العالم العربي» ومن الذي يقف وراءها؟

- عندما أنشأنا شبكة الديمقراطيين في العالم العربي كان المقصود أن تكون هذه الشبكة جامعة للديمقراطيين ذوي الميول الإسلامية والليبرالية والعلمانية والوطنية والقومية، إذ لا توجد شبكة في العالم العربي تجمع كل هؤلاء فإما أن تكون هذه الشبكات للعلمانيين فقط في حين لا توجد شبكة تجمع الإسلاميين حتى الآن. نحن نريد أن نجعل من هذه الشبكة بذرة لكي تجمع الناس، والمشكلة أن جميع برامجنا لا يوجد فيها ما يحفز الناس إلى التعاون مع بعضهم بعضا، ومن خلال ورش العمل والندوات التي نقيمها في مختلف أقطار الوطن العربي، وجدنا أنه عندما يلتقي المنادون بالديمقراطية سواء العلمانيون منهم أو الإسلاميون فإن المشتركات بينهم كبيرة جدا وهي تمثل أكثر من 90 في المئة في حين أن الاختلاف ينحصر في قضية الأيديولوجية وهي بسيطة نسبيا، الجميع يريد حكما رشيدا وحكما صالحا وأن يستظلون في ظل حكم القانون والحريات. وقد تأسست شبكة للديمقراطيين العرب في الدار البيضاء في ديسمبر/ كانون الأول 2005 إذ حضر المؤتمر التأسيسي 46 ناشطا من 14 دولة عربية، وبعد ذلك بدأت فكرة إنشاء شبكة أخرى للاعلاميين الديمقراطيين في العالم العربي، وعقدت ورشة عمل في الجزائر بتاريخ 5 - 6 ديسمبر / كانون الأول 2008 ( للصحافيين في ليبيا وتونس والجزائر والمغرب)، وثم عقدت ورشة أخرى في البحرين، ورعتها صحيفة «الوسط» بتاريخ 24 - 25 يناير / كانون الثاني الجاري(للصحافيين في دول مجلس التعاون الخليجي)، وهذه الشبكة الجاري العمل على تأسيسها الآن «شبكة الإعلاميين الديمقراطيين العرب» تهدف الى تطوير التعاون بين الإعلاميين العرب، ونعمل حاليا على عقد ورشة أخرى في مصر ورابعة في الأردن تستضيف الصحافيين الأردنيين والسوريين.

الهدف من هذه الشبكة هو تعاون الإعلاميين فيما بينهم بالإضافة إلى خلق كيان يمكن من خلاله أن يدافع الصحافيون العرب عن بعضهم بعضا و خلق برامج للتنمية والتوعية والتعرف على المؤسسات العالمية الفاعلة.

* كيف ستعمل هذه الشبكة في المستقبل؟

-نحن الآن في مرحلة وضع البذور وبعد أن نكمل الورش المحلية سيتم اختيار مجموعة ممن حضروا الورش الأربع لكي يجتمعوا في الأردن ويضعوا هم بأنفسهم تصورا للشبكة، إذ إننا لا نريد أن نفرض عليهم خطوطا معينة.

* ولكن ألا ترون أن مشروع الشبكة مشروعا طموحا جدا وخصوصا أن هناك عددا من الصحافيين الذين لا يمتلكون مؤسسات نقابية خاصة بهم في بلدانهم، كما أن هناك انقطاعا بين الصحافيين في الدولة الواحدة؟

- هذا صحيح ولكن وجود الشبكة سيكون إحدى ثمراته تفعيل أو إيجاد المؤسسات التي تهتم بالإعلاميين، فنحن نعتبر أنفسنا دافعين ومحركين للإعلاميين بأن ينتبهوا لأنفسهم وأن يجودوا أوعية حسب ظروفهم المحلية وبالتأكيد يستطيعون أن يتقووا بإخوانهم عندما يجدون لأنفسهم فرصة من خلال التواصل.

* بعد عقدكم للورشة الثانية في البحرين، ما هي الصعوبات والمعوقات التي تقف في طريق إنشاء هذه الشبكة؟

- أهم المعوقات هي ما يتصل بالناحية المادية، لقد كانت لدينا أمنيات بأن تدعوا صحافيين أكثر وأن نعقد هذه الورشة في معظم الدول العربية ولكن الإمكانات المادية كانت العائق الأكبر في حين لم نجد عوائق أخرى مهمة حتى الآن. في الجزائر عقدنا هذه الورشة بالتعاون مع صحيفة «البلاد» وكان رئيس التحرير مقتنعا بالفكرة، كما أن رئيس تحرير صحيفة «الوسط» منصور الجمري هو الآخر من المعروفين بدورهم الريادي في الدفاع عن الحريات الصحافية ولذا فقد رعت «الوسط» الورشة الثانية، وبذلك فقد وجدنا في الحضور خلال الورشتين التعاون الكامل.

* هل يمكن القول إن هذا النشاط قد ولد كردة فعل على الميثاق الذي أقره وزراء الإعلام العرب لمراقبة وسائل الإعلام في جميع البلدان العربية وخلق سلطة رقابة موحدة في كل الدول؟

- لا أظن ذلك، بسبب أننا ومنذ فترة طويلة نعتقد بأن الإعلاميين هم صناع الرأي وهم أكثر الناس قناعة بشبكة الديمقراطيين في العالم العربي ولكن وجود هذا الميثاق الذي أصدرته الجامعة العربية مطلع العام الماضي (2008) بالتأكيد خلق لدينا ردة فعل قوية للتغلب على هذه الإشكالية التي أوجدوها، كما أن هناك الكثير من المشاكل التي حصلت للصحافيين في العالم العربي من طرد أو اعتقال أو سجن ولا يجد من يدافع عنه. نحن نريد أن نوجد هذا الجسم ليقوي من عظمة الصحافيين أو على الأقل يشعرها أن هناك من يدافع عنهم. نحن نريد أن نشعر رجال الإعلام بأنهم أصحاب رسالة وأن زملاءهم يقفون معهم ويدعمونهم وأن مؤسسات الرأي العام وحقوق الإنسان تدافع عنهم، أي خلق زوبعة تكفي للحد من قمع السلطات الحاكمة وقمع الصحافيين أو الحجر على آرائهم.

* ولكن ألن يوجد ذلك تداخلا بين عمل هذه الشبكة و مؤسسات حقوق الإنسان في الوطن العربي؟

-بالعكس فنحن نكمل بعضنا بعضا، فمؤسسات حقوق الإنسان تدافع عن الجانب الحقوقي لجميع المواطنين، في حين أننا نتعامل بصفة خاصة مع صناع الرأي العام وصناع الفكر، إذ إن الإعلاميين يمثلون خلاصة المحركين للمجتمع. فالإعلامي بصفته هو شاء أم أبى إنسان ذو مسئولية تتضمن الدفاع عن المظلومين ومراقبة السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، كما أن من مسئوليته مراقبة الشخصيات والمؤسسات العامة وأن يكون الحارس اليقظ على حقوق المجتمع وعلى كرامة البشر، بينما المؤسسات الخاصة بحقوق الإنسان تعمل في مجالها ونحن ندعم بعضنا بعضا ولذلك فإنه من المؤكد أننا سنحصل على دعم كبير جدا من مؤسسات حقوق الإنسان في الوقت الذي سيقوم فيه الإعلاميون برفع مستوى كفاءة مؤسسات حقوق الإنسان، هناك بالطبع تقاطعات وتداخلات ولكننا نعتبرها تداخلات جيدة تساعد بعضها بعضا.

* انتم تعملون لتدريب 100 إعلامي عربي من أجل الصعود بمهنة الصحافة ورصد المخالفات المضرة بالمهنة في خمس دول عربية، ما هي هذه الدول ولماذا اختيرت بالذات؟

- إن ورش العمل حددت بأربع ورش، وقد حضر ورشة الجزائر أربع دول عربية وستعقد ورشة في مصر وهي تحتاج في الحقيقة لأكثر من ورشة واحدة في حين حضر الورشة في البحرين إعلاميون من السعودية والكويت وقطر والبحرين وسيحضر الورشة التي ستقام في الأردن صحافيون من سورية، ونحن نسعى الى مساندة العمل الصحافي بجهود نوعية لاتلغي ماهو موجود وانما تقويه وتعزز حكم القانون.

* جميع المؤسسات الإعلامية في الوطن العربي تقريبا تشتكي من غياب الديمقراطية وحرية الرأي، فكيف ستساعد الشبكة في تعزيز وترسيخ هذه المفاهيم؟

- اعتقد أن برامج الشبكة لمحاولة تدريب الإعلاميين وبناء القدرات لديهم بالإضافة لتقوية الجانب الفني والإداري والمهني ستساعد في ذلك، كما سنحاول تنظيم ورش خاصة لترسيخ هذه المفاهيم. الشبكة ستكون نتيجة لفعالية أعضائها فإن لم يفعل الأعضاء الشبكة فلن نستطيع أن نفرض عليهم النشاط، ولكني أعتقد أن الإعلاميين بصفة أساسية هم المبادرون لتحريك وتنشيط النشاط الفكري والإصلاحي في المجتمع، وبالتالي فإنه من المؤكد أن إصلاح القيادات الإعلامية والصحافية والمراسلين والكتاب ستكون من ضمن برامج ما يسمى بـ «ورش التنمية البشرية وتنمية القدرات الذاتية»

العدد 2335 - الإثنين 26 يناير 2009م الموافق 29 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً