العدد 427 - الخميس 06 نوفمبر 2003م الموافق 11 رمضان 1424هـ

ظواهر غريبة

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

ظواهر مرعبة مخيفة... بدأت تطفو على سطح مجتمعنا المسلم... وخصوصا بين أوساط بعض طالبات المدارس... ظاهرة التدخين، ظاهرة المعاكسات... والعلاقة الحميمة بالإنترنت لمصيدة بائعي الهوى. ففي إحصاء نشرته صحيفة «الشرق الأوسط» صادر عن مستشفى الملك خالد الجامعي تبين أن: 35 في المئة من طالبات الثانوية مدخنات، و27 في المئة من طالبات المتوسطة مدخنات، و50 في المئة من المعلمات مدخنات، هذا الإحصاء أجري في المملكة العربية السعودية.

ليس غريبا عندما نسمع أن هناك علاقة حميمة بين الشابة و«الشيشة»، فقد أصبحت العلاقة مع التدخين علاقة قائمة على العشق حتى مع بنات لم يتجاوزن الثانية عشرة من العمر.

الإحصاءات مرعبة ومخيفة وتحكي عن مجتمع بدأ يأكل طعم كل ما في الغرب من سلبيات وإيجابيات. وهذا ما يحدث أيضا في البحرين.

بعض مدارسنا في البحرين تنقصها الرقابة، وبين يدي أسماء أكثر من مَدرسة أصبحت سمعتها «مش ولابد» بسبب ضعف المديرة وغياب الرقيب من قبل الوزارة... وليس ذلك بغريب، بالأمس شكت عائلة طفل من المحرق مدرسا من أصل عربي لقضية أخلاقية - كتبت في الصحافة - فالمدرس تم إيقافه ومن ثم تم نقله إلى مدرسة أخرى.

أما ظاهرة المعاكسات فهي الأخرى في ازدياد في دولنا العربية وفي الخليج أيضا. ففي استبانة أجرتها جامعة السلطان قابوس جاءت على هيئة أسئلة لمجموعة من الطالبات لمعرفة أسباب الظاهرة، فكانت الإجابة كالآتي:

20 في المئة: قلن إن السبب هو الفراغ العاطفي.

56 في المئة: الجهل وعدم الخوف من الله.

30 في المئة: بسبب وسائل الإعلام.

والبعض رأى أن السبب هو غياب الرقابة من الأسرة.

كان أحمد شوقي يقول:

هل يعلم الشرقي أن حياته

تعلو إذا ربّى البنات وهذّبا؟

الرسول (ص) يقول «إن لولدك عليك حقا». والابن الصالح مسرة الوالد. وكما قال نابليون: «مستقبل الولد صنع أمه».

فلماذا لا نعمل على الحد من هذه الظواهر المخيفة؟... طبعا ليس بالخطاب الإنشائي والصراخ عبر المنابر وإنما بتقديم برامج تربوية عملية تحتضن هؤلاء الشباب... مع خلق مراكز توعية تعلم شبابنا الإسلام الصحيح لا الإسلام الصارخ والغضوب.

هناك ظاهرة أيضا لا تقل خطرا، وهي عكوف الإناث ساعات طويلة على استخدام الإنترنت وخصوصا بعض الغرف المغلقة التي قد تتيح فتح مزيد من العلاقات الغرامية... لذلك يفضل وجود رقابة من قبل الأسرة أو يتم التقنين بأسلوب علمي متوازن في التعاطي مع الإنترنت. وعلماء النفس يفضلون أن تعمل الأسرة على خلق رقابة ذاتية في ذات البنت وذلك بتربية البنت تربية صالحة تقوي الوازع الديني لديها.

دعونا نتعاطى مع كل هذه الثروة المعلوماتية وكل مظاهر التكنولوجيا ولكن شريطة ألا تضيع قيمنا. فكما أردفنا سابقا من أن النبي (ص) قال «إن لولدك عليك حقا»، ومن حق الولد أو البنت على الأب أن يربيهما تربية صالحة. ويستطيع أن يقوم بذلك مع مراعاة العصر من دون الدخول في إشكالات شرعية. فالإمام علي (ع) يقول: «لا تقسروا أولادكم فإنهم خلقوا لزمن غير زمانكم».

ما يطرح اليوم من برنامج جميل في تلفزيون البحرين «بقايا رماد» يستحق الشكر، والشكر خصوصا للأستاذ فوزي الجفن على إضاءاته الجميلة المتواصلة في علاج مشكلاتنا البحرينية

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 427 - الخميس 06 نوفمبر 2003م الموافق 11 رمضان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً