العدد 430 - الأحد 09 نوفمبر 2003م الموافق 14 رمضان 1424هـ

برلمانيون ينتقدون مقترح «الشعائر الدينية»

حذر نواب من تكرار مقترحات شبيهة بمقترح النائب السلفي المستقل جاسم السعيدي الرامي إلى حصر ممارسة الشعائر الدينية في دور العبادة.

وشدد نائب كتلة «الأصالة» علي مطر على أن أي مقترح من شأنه إثارة البلبلة والنعرات الطائفية - سواء كان هذا المقترح أو غيره - يجب أن يرفض، مشيرا إلى أن مثل هذه المقترحات «من شأنها تفتيت الوحدة الوطنية التي انتظرناها طويلا».

وعلى رغم تأكيدات السعيدي - في تصريح سابق - أنه لا يقصد شعيرة معينة، فإن النائب عبدالله العالي وصف المقترح بانه «لا ينسجم مع القيم الدستورية والروح الوطنية والوحدة الإسلامية».


بشأن «حصر ممارسة الشعائر في دور العبادة... نواب:

مقترح السعيدي نموذج مرفوض تحت قبة البرلمان

الوسط - عقيل ميرزا

أثار مقترح النائب جاسم السعيدي والذي يحصر ممارسة الشعائر الدينية في دور العبادة حفيظة الكثيرين من مختلف الطوائف، وكان من بين المتحفظين على المقترح علماء دين ومثقفون وبرلمانيون أيضا حاولوا ثني السعيدي عن تقديم المقترح على المجلس وسحبه من مكتب المجلس قبل أن مناقشته تحت قبة البرلمان.

ونجح الساعون لسحب المقترح في مساعيهم، وسحب النائب السعيدي المقترح رغم تأكيداته أنه لا يقصد شعيرة معينة، مشيرا إلى أنه قصد من وراء ذلك «عمومية» وليس «خصوصية» كما عبر، بل أكد أن من دواعي طرح المقترح ما حدث في بعض الاحتفالات أسماها بـ «الدخيلة على المجتمع» ويقصد بها احتفالات رأس السنة الميلادية، وعيد الميلاد «الكرسمس» وما شاكل.

النائب عبدالعزيز الموسى يعتقد «أن تعبير السعيدي خانه في كتابة المقترح، وانه لم يقصد الشعائر الحسينية، وأنه كان يقصد بذلك الاحتفالات الخارجة عن العادات والتقاليد كاحتفالات عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية».

وأكد الموسى أن المقترح حتى لو لم يسحب إذا كان مخالفا لدستور مملكة البحرين فإنه سيرفض».

أما النائب علي مطر فشدد على أن أي مقترح من شأنه إثارة البلبلة والنعرات الطائفية سواء كان هذا المقترح أو غيره يجب أن يرفض، مشيرا إلى مثل هذه المقترحات من شأنها تفتيت الوحدة الوطنية التي انتظرناها طويلا.

وأشار إلى أن الدستور كفل حرية ممارسة الشعائر الدينية فضلا عن شعائر المذاهب من الدين الواحد وهو الإسلام مستدركا أن واجب النواب المحافظة على اللحمة الوطنية، ورص الصفوف بدلا من طرح ما يثير الطائفية.

وعن ما إذا كان السعيدي فهم قصده أم لا قال مطر «ليس كل الناس تعرف ما تقصد، ومثل هذا المقترح لا يجب أن يطرح.

وأشار مطر ان «هناك عددا من كتلة «الأصالة» أيضا طلبت من النائب السعيدي سحب المقترح إضافة على نواب آخرين من كتل مختلفة إذ إن المقترح لم يكن مستساغا عند غالبية النواب».

إلى ذلك أكد النائب محمد آل الشيخ عباس رفضه القاطع لمثل هذه المقترحات مشيرا إلى أنها تثير مزيدا من الفرقة والشتات، وقال «مثل هذه المقترحات ليس مكانها السلطة التشريعية، لأنها مخالفة للدستور، وتوجهات جلالة الملك».

وعن طريقة إقناع السعيدي بسحب المقترح قال آل الشيخ «كنا أربعة نواب، وعقدنا اجتماعا خاصا بالمقترح للتصدي له لأنه يضرب في معتقدات شريحة كبيرة من الناس وحاولنا إقناع النائب السعيدي بسحبه فاستجاب لذلك».

واعتبر آل الشيخ أن مقترح السعيدي يتوجه إلى منع المواكب الحسينية التي تعارف عليها الشعب البحريني منذ القديم».

وقال «التذرع بأن التجمعات تعرقل وتزعج المواطنين أمر غير مقنع إذ لابد من التوضيح أن هناك الكثير من التجمعات تزعج وهي مباحة دستوريا مثل التظاهرات والمسيرات والاحتفالات بفوز فريق ما، ناهيك عن التجمعات بدون توجهات وثوابت».

وأشار آل عباس إلى أن الطريقة التي «تم إقناع السعيدي بها كانت حضارية وتم التوصل إلى أن تصل الرسالة عن طريق عضوي مكتب المجلس عبدالهادي مرهون، وجاسم عبدالعال».

أما النائب عبدالله العالي فاستنكر موقف النائب السعيدي بتقديمه المقترح برغبة وقال لو ان المقترح لم يسحب «لكانت الاستقالة خيارا مطروحا» لأنه يمس طائفة دينية ترعرعت في هذا الوطن ومثل هذا المقترح لا ينسجم مع القيم الدستورية والروح الوطنية والوحدة الإسلامية».

وشدد على أن المواكب الحسينية يجب احترامها قائلا «إن أي وطن في هذا العالم ينشد السلم الأهلي والوحدة الوطنية والإسلامية والتنمية الحضارية لا يمكنه أن يتجاوز بناءه الديمقراطي وتكريسه للاستقرار الاجتماعي حقيقة تاريخية وإنسانية هي الاحترام والاعتراف لأية عقيدة أو وجود اجتماعي أو سياسي أو فكري أو ديني في نسيجه الاجتماعي والحقيقة الأخرى هي توفير المساحة الكبيرة للتعبير عن طقوسه ومعتقداته بكامل حرية ومن دون قيود أو ضغوط، لأنك بذلك تحترمه وتمنحه كرامته وإنسانيته ومن دون ذلك تجعله في حالة استفزاز قد يربك كل واقعك الاجتماعي والوطني، لأن الإنسان بطبيعته يحترم الوطن الذي يوفر له فضاءات للتعبير عن قناعاته ومعتقداته».

ودلل العالي على حديثه بتاريخ الإسلام وكيف عاشت معه الأديان والطوائف في سلام واستقرار واحترام. كما استشهد بالدول المتقدمة وكيف أنها تحترم الرأي والفكر المخالف لها بأروع الصور وتوفر له مناخات لكي يحس أنه موجود.

وأبدى العالي استغرابه من المقترح مؤكدا أنه لا يتواءم مع الأعراف والحقوق الإنسانية في هذا الوطن وتساءل «كيف خرج المقترح للوجود وجلالة الملك دائما يؤكد على احترام المذاهب والأديان؟ ولم يمض شيء من عقد مؤتمر التقريب في البحرين؟»

العدد 430 - الأحد 09 نوفمبر 2003م الموافق 14 رمضان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً