تعتبر الأعشاب البحرية بمثابة مروج البحر وهي أعشاب جميلة وكثيرة ولكنها غير معروفة ولا يقدر احد قيمتها، لذلك فانها تتعرض لاخطار متزايدة. وتوجد هذه الاعشاب على حافة الكثير من السواحل العالمية وهي بمثابة أراض خصبة لغذاء اعداد كبيرة من الاسماك والمخلوقات البحرية الأخرى بما في ذلك الانواع المهددة بالانقراض مثل الأطوم وخروف البحر والسلاحف الخضراء وفرس البحر.
وقد كشفت اول دراسة عالمية عن الأعشاب البحرية ان 50 في المئة من هذا النظام البيئي البحري الفريد من نوعه قد اختفى في العقد الماضي. ويأمل أنصار المحافظة على الموارد البيئية ان تكون نتائج الدراسة بمثابة انذار موجه الى الحكومات وصناع السياسة للتحرك في منع المزيد من الخسائر في الاعشاب البحرية.
وطبقا لما يقوله محررو كتاب «أطلس العالم للأعشاب البحرية» التي ينتجها مركز مراقبة الصيانة العالمي ومقره كامبردج (WCMC) بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة فان احواض الاعشاب تتعرض للتدمير بسبب مياه البواليع التي تصب في البحار والصيد الجائر مثل الصيد باستخدام سفن الترولة التي تستخدم شباك صيد كبيرة تسحب عبر قاع البحر ورياضه الممتعة مثل سباق اليخوت والتزلج على الماء.
ويقول إد حرين من WCMC وفرد شورت من جامعة نيوها مبشر انه خلافا لبيئة الشعب المرجانية ومستنقعات المنغروف المعروفة والمحمية في بعض الحالات فان احواض الاعشاب البحرية تتعرض للتهديد بشكل كبير.
وتعتبر الاعشاب البحرية من أكثر الانظمة البيئية البحرية الضحلة انتشارا في العالم ومع ذلك القليل من الاماكن التي توجد فيها هذه الاعشاب تخضع للحماية، يقول جرين.
ويعلق شورت قائلا: ان اعشاب البحر مثل الشعب المرجانية في وضع حرج وتتأثر بشكل كبير بالانشطة التي يقوم بها البشر والتغييرات المناخية.
ويقدم «الاطلس» وهو من عمل اكثر من خمسين مؤلفا أول تقدير عالمي لمساحة احواض الاعشاب البحرية على نطاق العالم: 177,000 كيلومتر مربع وهي مساحة تبلغ ثلثي مساحة المملكة المتحدة. وتشير المعلومات الموجودة في الاطلس ان مروج الاعشاب البحرية يجب اعتبارها من أهم الانظمة البيئية للانسان لانها تلعب دورا مهما في زيادة الثروة السمكية وحماية الشعب المرجانية وتنظيف المياه الساحلية ومنع التعرية عن طريق تشكيل خط دفاع ساحلي.
وتعتبر هذه المروج العشبية بمثابة ملاذ للحياة الفطرية، اذ انها بيئة مهمة لتكاثر الخيلانيات (حيوانات مائية آكلة للعشب) - بقر البحر الغريب الشكل الذي كان يعتقد خطأ انه عروس البحر.
أما الاطوم فهي من اكثر هذه الانواع المعروفة وهناك ثلاثة انواع تنتمي الى هذه الفصيلة وهي خروف البحر. وقد اصبحت جميع هذه الانواع معرضة للخطر بسبب الاعتداء على بيئتها الطبيعية والتأثيرات السلبية الناجمة عن النمو السكاني والتطور.
وتعتبر هذه الانواع الوحيدة من الثدييات البحرية التي تتغذى على الاعشاب، لذلك فان الاعشاب البحرية ضرورية لبقائها على قيد الحياة.
ان الاعشاب البحرية تضم ستين نوعا من النباتات المزهرة التي تتكاثر جنسيا وتنتج اللقاح وتوجد احواض الاعشاب البحرية حول الكثير من المناطق حول الساحل البريطاني أهمها ديفون وكورنوول.
ومن غير المحتمل مشاهدة الاطوم وخروف البحر وهي ترعى في احواض اعشاب البحر البريطانية ولكن يمكن مشاهدة حيوانات غريبة ترعى في هذه الاحواض مثل فرس البحر. ويمكن احيانا مشاهدة نوعين من فرس البحر (فرس البحر الطويل الخرطوم وفرس البحر الصغير الخرطوم) في المناطق العشبية من الساحل الجنوبي الغربي مع الحيوانات الصدفية المائية والحبار والسمك الانبوبي وأسماك ذات قيمة تجارية مثل الاسبور.
(خدمة الاندبندنت - خاص بـ «الوسط»
العدد 432 - الثلثاء 11 نوفمبر 2003م الموافق 16 رمضان 1424هـ