اتهم وزير الداخلية البريطاني، ديفيد بلانكيت أمس الأول بتعريض مستقبل محاكمة المتهم الارهابي المعتقل في بريطانيا بعد عملية امنية واسعة النطاق ربما احبطت هجوما انتحاريا للقاعدة في هذه الدولة.

ومازال محققو اسكتلنديارد يستجوبون الطالب الاسلامي ساجد بادات ويجرون مزيدا من الاختبارات الشرعية للمتفجرات التي وجدت في منزل والدي المتهم في غلوستر.

وخلال ساعات قليلة من الاعتقال الذي تم صباح الخميس الماضي، ظهر وزير الداخلية على التلفزيون القومي ليعلن ان الفتى (24 عاما) يعتبر «جزءا من شبكة واسعة» مدعيا انه يمثل «خطرا حقيقيا للغاية للحياة والحرية في دولتنا». واثارت تصريحاته اعتراضات من سياسيين ومستشاري حقوق مدنية الذين اتهموا الوزير بالعمل كقاضي وهيئة محلفين في أية محاكمة مرتقبة. وعرض النجاح المطلق لتحقيق الرقابة ضد الارهاب المستمر للتخريب في وقت أصبحت فيه بريطانيا في أعلى مستوى للطوارئ منذ هجمات 11 سبتمبر/ أيلول.

واستجوب بادات أمس في مركز للشرطة وسط إجراءات امنية مشددة في لندن عن ارتباطاته بالمحكوم عليه «انتحاري الحذاء» ريتشارد ريد. وكان ارهابي القاعدة ريد قد حكم عليه بالمؤبد في اميركا بعد محاولته تفجير رحلة الخطوط الجوية الاميركية في ديسمبر/ كانون الأول 2001.

وأضاف أمس النائب العام اللورد غولدسميث إلى ارباك وزير الداخلية عندما اصدر تحذيرا خاصا به إلى وسائل الاعلام مذكرا محرريها من مخاطر الدعاية قبل المحاكمة في قضايا كبيرة وحساسة. وقال عضو البرلمان، النائب العام في حكومة الظل، دومينيك غريف انه «اندهش» عندما سمع تصريحات وزير الداخلية. وأضاف «هذا جزء من دعاية شعبية تصاعدت قبل المحاكمة عن شخص متهم»، وقال مدير جمعية حقوق الانسان «ليبرتي»، شامي جاكرابارتي «يجب ان يعلم وزير الداخلية انه لا يستطيع اخبار العالم بأسره وزوجته ان شخصا ما مذنب قبل ان يخطو إلى داخل المحكمة. وبعيدا عن كل شيء آخر، اذا كان هذا الشخص مدانا فان تصريحات بلانكيت ستدمر أي احتمال حقيقي للادانة».

وكان وزير الداخلية قد قال في تصريحاته «انه من اعتقاد الأمن والأجهزة الفرعية الخاصة بان هذا الرجل له علاقات بشبكة القاعدة. وهذا هو السبب الذي أدى إلى اعتقاله بموجب قانون مكافحة الإرهاب للعام 2000».

وقامت الشرطة أمس بتفتيش منزلين اضافيين في غلوستر يعتقد انه تمت زيارتهما بواسطة بادات وهي مستمرة في تفتيش منزله. واستبعدت شرطة مكافحة الإرهاب التقارير التي ذكرت ان الاحذية التي وجدت في منزل المتهم جوفت لاخفاء متفجرات وتلك التي ذكرت ان ملعبا لكرة القدم كان الهدف المحتمل لأي هجوم انتحاري، وجاءت هذه التطورات اثناء اعتقال الشرطة في ألمانيا وإيطاليا أربعة أعضاء في القاعدة متهمين بمحاولة تجنيد انتحاريين.

(خدمة الإندبندنت خاص بـ «الوسط»