العدد 450 - السبت 29 نوفمبر 2003م الموافق 04 شوال 1424هـ

أحزاب تنتقد نقل السلطة و«الانتقالي» منقسم بشأن الانتخاب

عمار الحكيم والصدر ينتقدان زيارة بوش... وهيلاري تدعو لزيادة الدور الدولي في العراق

انتقدت أحزاب وحركات قومية وديمقراطية عراقية الاتفاق الذي تم توقيعه أخيرا بين مجلس الحكم العراقي وسلطة التحالف والمتعلق بالإجراءات السياسية المقبلة والخاصة بنقل السلطة إلى الشعب العراقي. في حين انتقدت السيناتور الأميركي في مجلس الشيوخ الأميركي هيلاري كلينتون نقل السلطة وفق محددات زمنية. وميدانيا أصيب طفل في رجله برصاص أميركي.

وأكد بيان صدر عن خمسة أحزاب وعدد من الحركات القومية والديمقراطية العراقية أن الاتفاق أبرم دون التشاور مع القوى السياسية والاجتماعية والدينية ومؤسسات المجتمع المدني الأخرى خارج مجلس الحكم. وقال إن الاتفاق لا ينص على التأكيد على احترام الهوية الإسلامية لغالبية الشعب العراقي وانتماء العراق كدولة إلى العالم العربي فضلا عن الغموض الذي ورد فيه بخصوص الفيدرالية أو اللامركزية في إدارة المحافظات والوضع الراهن في منطقة كردستان. ورفض البيان ما ورد في الاتفاق من تعيين أعضاء اللجان التنظيمية في المحافظات العراقية من قبل مجلس الحكم والمجالس المحلية مشيرا الى أن ذلك يمكن أن يفتح الطريق لعقد اتفاقات بين القوى السياسية داخل المجلس لتوسيع الحصة فيما بينها واقصاء القوى الأخرى خارجه وعدم الأخذ في الاعتبار ضآلة نسبة المشاركة الشعبية بانتخابات المجالس المحلية وإجراءاتها في أجواء التوتر والقوى والتكتلات والتدخلات غير المشروعة التي أخلت بتمثيل الكثير منها للمواطنين. ودعا البيان الذي صدر عن خمسة أحزاب وعدد من الحركات القومية والديمقراطية العراقية إلى عدم عقد أي اتفاق عسكري أو سياسي بين العراق ودول التحالف الا بعد اقرار الدستور وإجراء الانتخابات العامة ومع الحكومة العراقية المنبثقة عنها حصرا. إلى ذلك أكد بيان مماثل صدر عن الحزب الشيوعي العراقي أن الاتفاق هو تكريس للاحتلال وليس للانسحاب الأميركي وخديعة يراد تمريرها على الشعب العراقي المنهك في ظروف تدهور خطير للأوضاع الأمنية.

من جهة أخرى بدا أعضاء مجلس الحكم الـ 25 منقسمين بشدة بشان أهمية انتخاب «هيئة تشريعية مؤقتة» كما طلب المرجع الشيعي البارز آية الله السيد علي السيستاني. وبدأ مجلس الحكم الانتقالي العراقي أمس بحث اجراءات نقل السلطات المقررة في الاتفاق الذي وقع منصف الشهر الجاري من قبل رئيس المجلس الحالي جلال طالباني والحاكم الاميركي للعراق بول بريمر. ويرى مراقبون في بغداد أن النقاش قد يحتدم بين أنصار «أولية السيادة» الذين يعتبرون أن الهدف الأول هو استعادة سريعة للسيادة ونهاية الاحتلال وأنصار «أولوية الديمقراطية» الذين يؤكدون على إجراء استشارة مباشرة للشعب لإعطاء السلطات الجديدة شرعيتها. وقال العضو المجلس احمد الجلبي «إن المهم هو إعادة السيادة للعراقيين. وبالطبع فان من المحبذ أن تكون هناك انتخابات ويجب ان تعكس (الهيئة التشريعية المؤقتة) رأي الشعب غير أن تنظيم انتخابات يتطلب مشاركة كل العراقيين بمن فيهم أربعة ملايين في المنفى». وأضاف انه «لا يوجد عراقي واحد مستعد لتأخير عودة السيادة ونهاية الاحتلال». ورأى مسئول في حزب الوفاق الوطني الممثل في المجلس بالعضو إياد علاوي أن «العملية الانتخابية التي تتطلب إحصاء عاما، تستدعي 14 شهرا على الأقل». ورفض عماد شبيب اقتراح السيستاني بإجراء انتخاب على أساس بطاقات التموين التي وزعها النظام السابق مشيرا إلى أنها لم تشمل الأكراد والمنفيين.

على ذلك دعت عضو مجلس الشيوخ الاميركي هيلاري كلينتون أمس الأول إلى زيادة الدور الدولي في إدارة العراق ولكنها شككت في أن تتخلى الإدارة الأميركية عن قدر كبير من السيطرة في هذا البلاد. وقالت عضو الحزب الديمقراطي عن نيويورك هيلاري خلال زيارة استغرقت نحو عشر ساعات لبغداد «إنني مؤمنة بشدة بضرورة تدويل ذلك ولكن هذا يتطلب تغييرا كبيرا في تفكير إدارتنا». وفي موضوع متصل انتقد السيدعمار الحكيم نجل رئيس المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق السيد عبد العزيز الحكيم أمس الزيارة السرية الخاطفة التي قام بها الرئيس الاميركي جورج بوش مساء الخميس إلى بغداد. واعتبر عمار تصريحات بالنجف أن «هذا ليس أسلوب الزيارات الرسمية». وقال «ينبغي الإعلان عن الزيارة وان يلتقي الزائر بالمسئولين العراقيين وهذا لم يحصل». وأضاف «تؤكد هذه الزيارة عمق المشكلة التي تعانيها الولايات المتحدة في العراق خاصة بالنسبة إلى الوضع الأمني». وكان القائد الشيعي الشاب مقتدى الصدر اعتبر أمس الأول أن الزيارة بالشكل الذي تمت به «مرفوضة». وقال الصدر في خطبة الجمعة في مسجد الكوفة أن «يأتي رؤساء بهذه الطريقة. هذا أمر مرفوض عقلا وقانونا».

ميدانيا أعلن متحدث باسم الجيش الأميركي في العراق ان جنودا أميركيين أصابوا طفلا عراقيا في السابعة بإطلاق الرصاص عليه في ساقه في مدينة الرمادي. ونقلت قناة «العربية» الفضائية عن المتحدث قوله إن الجنود أطلقوا النار على الطفل عندما صوب نحوهم بندقية من نوع كلاشينكوف كان يحملها أثناء مداهمتهم احد المنازل لاعتقال مسلحين في المدينة. في المقابل كشف مصدر عسكري أميركي عن انفجار عبوة ناسفة كانت موضوعة على جانب الطريق السريع جنوبي بغداد. ونقلت العربية عن المصدر قوله ان العبوة انفجرت لدى مرور قافلة عسكرية أميركية على جانب الطريق لكنها أخطأت هدفها ولم تقع خسائر في صفوف القوات الأميركية.


قاض إيطالي: العمليات ضد الأميركيين حق مشروع

روما - وكالات

نفى قاضي التحقيقات في قضايا الإرهاب التي تنظرها نيابة ميلانو - وأسفرت عن اعتقال سبعة مواطنين عرب ينتمون إلى جماعة «أنصار الاسلام» الإرهابية - اعتبار عمليات المقاومة العراقية التي تمارسها الميلشيات العراقية والعربية ضد مواقع وجنود أميركان عمليات إرهابية. وقال إنها عمليات مقاومة مشروعة تنص عليها المواثيق والأعراف الدولية. وقال القاضي غوزسبي سالفيني - في تصريحات صحافية أمس - انه لا يمكن اعتبار الهجمات التي تتعرض لها القوات الأميركية في العراق عملا إرهابيا كما لا يمكن إدانته على أي حال أو مستوى إذ إن الأميركان أعلنوا الحرب في العراق وعمليات المقاومة تجرى ضد محتلين على أرض المعارك. كما ناشد وسائل الإعلام الغربية الانتباه إلى هذا الواقع دون مزايدات أو دعاية مغرضة تساهم في خلط الأوراق وتشوية الحقائق وتغذية العداء ضد القوات الايطالية التي توجد في العراق بصفة غير احتلالية بل إنسانية خلافا لواقع وجو القوات الاميركية والبريطانية المحتلة رسميا وفعليا للعراق.


إيران تدعو إلى «دستور إسلامي» للعراق

النجف - وكالات

دعا الشيخ محمد علي تسخيري، ممثل مرشد الثورة الاسلامية في إيران السيد علي خامنئي، أمس من النجف الأشرف إلى «دستور إسلامي»، يجرى النقاش حاليا بشأن الهيئة التي ستقوم بوضعه، مؤكدا أن «المرجعية الشيعية تعرف مسئولياتها». وقال تسخيري في كلمة ألقاها في افتتاح معرض ثقافي «أمامكم مرحلة كتابة الدستور الإسلامي. ان المرجعية في هذا البلد تعي حساسية هذه المرحلة». وأضاف «ان المرجعية الرشيدة والحوزة العلمية تعرف مسئولياتها فيما تقتضيه هذه المرحلة». كما دعا تسخيري العراقيين إلى «ضرورة صنع مستقبلهم بانفسهم» لا وفق ما يريده «الاجانب» في اشارة غير مباشرة الى سلطة الاحتلال الاميركي - البريطاني. وقال «عليكم ان لا تسمحوا للأجانب الغرباء بصناعة مستقبل العراق». وأضاف «لا تدعوا للآخرين (غير العراقيين) أي نصيب في صناعة المستقبل إلا فيما تقتضيه الضرورة والمصلحة». ونظمت المعرض، وهو أول معرض من نوعه تشهده النجف التي كان النظام العراقي السابق يمنع إقامة نشاطات مشابهة فيها، مؤسسة «شهيد المحراب للتبليغ الإسلامي» التابعة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق

العدد 450 - السبت 29 نوفمبر 2003م الموافق 04 شوال 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً