العدد 455 - الخميس 04 ديسمبر 2003م الموافق 09 شوال 1424هـ

ملحمة بينيتو: الإبحار على طريق الغجر الرحالة

الأشرعة الفرنسية تطرح مفهوم الصيد الترفيهي

يثير نداء البحر اهتمام الفرنسيين، وهذا ما تشهد عليه الحملات الاعلامية التي تحيط بالمسابقات البحرية الكبيرة مثل «سباق لا فندي للكرة، وطريق الروم...».

هذا العام حاز المتسابقون الـ 42 في دورة سباق الفيغارو الافرادي الـ 34 (بين 30 يوليو/ تموز و23 أغسطس /آب) «آخر تقليعة» تكنولوجية، وهي شراع فيغارو بينيتو 2. وقد تمكنوا من اختبار قدرة زهرة مؤسسة بينيتو في البحر خلال رحلة 2000 ميل بحري، لتبرهن هذه المؤسسة على حرصها على ان تكون دوما في مقدمة السباق العالمي في بناء السفن الشراعية (65 في المئة من حصة السوق).

وفي مجموعة بينيتو، هناك قسم لبناء سفن الترفيه الكبيرة ضمن فروعها، تعتمد على التجديد في المواد وفي ادوات القيادة لتحسين شروط السلامة وتأمين الرفاهية في المقصورات. ولتسهيل البناء المتتابع تقدم بينيتو مفاتيح نجاحها. فهي مؤسسة عائلية بدأت العام 1884 مع بناء سفن الصيد، وتعرض العام 2003 تشكيلة من سفن السباق الشراعية مثل «فرست»، وسفن الرحلات العابرة مثل أوسيانيك، وتبيع بشكل خاص السفن الشراعية التي يبلغ طولها بين 10 و12 م.

«فك الحبال وارفع الشراع»!

اطلق شراع فيغارو بينيتو 2 في ربيع العام 2003، اي بعد اثني عشر عاما من سلفه، وقد صممه معماري السفن مارك لومبار خصيصا لسباق فيغارو الافرادي بعد توصيات ربابنة كبار. وجذبت قدرات هذا الشراع الذي يبلغ طوله 10,10م، البحارة الكبار فشاركوا هذا العام في المسابقة ذات النوع الواحد غرب فرنسا، مرورا ببلباو وانتهاء بدينغل في ايرلندا. يمتاز مركب فيغارو بينيتو 2 بسرعته، واستقراره وخفته، نظرا إلى طرق تصنيعه الجديدة التي تعتمد على «تفريغ الهواء». وتم تصنيع الهيكل والجسر من خليط زجاجي وصمغ بوليستر. كما صنع الصاري من ألياف الفحم الذي يحمل عدة اشرعة بينها شراع مساحته 36 م2، وشراع سبي بـ 90 م2.

يقول احد المسئولين عن الاتصالات في بينيتو «انه تحد حقيقي للمتسابقين على غرار سباق السيارات، ويمثل اختبارا لادخال التجديد على المراكب التي تصنع بأعداد كبيرة». فكم من الاميال البحرية قطعتها هذه الشركة منذ بناء سفن الصيد الأولى في حوض كائن في قرية «كروا دو في» تحت اشراف الجد بنجامان بينيتو العام 1884. وفي العام 1912 تمثل التجديد في انتاج مراكب تعمل بمحرك، لكن الانقلاب الكبير الذي منح الشهرة لبينيتو هو بناؤها لمراكب التسلية منذ 1964 (واطلاق مفهوم الصيد الترفيهي فيما بعد)، ويتراوح طولها بين 9 و15م . وتحقق هذا البرنامج بفضل انتاج تشكيلة متنوعة من المراكب وبأسعار مختلفة، مع تحسين ظاهر المركب وزيادة الراحة داخل المقصورات حيث «يأوي» المتنزهون. وهذا ما يسمح بـ «تسهيل العيش ويؤمن السلامة» ويجعل القيادة اسهل.

غجر البحر الرحالة

لكن من هم هؤلاء المتنزهون الذين يفضلون الاستثمار في مراكب «سكنية» في البحار بدلا من المنازل في الريف، لتمضية اجازتهم على طريقة الغجر الرحالة؟ كثيرون منهم تعلموا في مدارس بحرية مثل مدرسة غلينان في منطقة بريتاني الفرنسية أو مدرسة مارك لينسكي التي تنظم دورات تدريبية. يقول مدرب من ونشس كلوب ان «فترة ثلاثة أو اربعة اسابيع هي ضرورية للابحار بكل سلامة». وهذه الفترة ضرورية قبل الحصول على مركب جديد (مكلف) أو مستعمل، أو حتى لاستئجار مركب لرحلة مثلا إلى الجزر الانجليزية النورماندية، المكان المفضل للكثيرين من المتنزهين.

يختار هؤلاء عادة الشواطئ الغربية (نورماندي وبريتاني) وفي مراكب أقصر من المراكب المستعملة في المتوسط مثلا.

ينشر بالاتفاق مع السفارة الفرنسية

العدد 455 - الخميس 04 ديسمبر 2003م الموافق 09 شوال 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً