العدد 461 - الأربعاء 10 ديسمبر 2003م الموافق 15 شوال 1424هـ

البرلمان والتحدي المقبل

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

سؤال كبير ودقيق وحساس: من يعلق الجرس في رقبة الفساد المالي والاداري في مجتمعنا البحريني؟ من يكشف الذمة؟

سؤال تناولناه كثيرا... طرقنا عليه بمطرقة الصحافة، سألنا كثيرا، سقط السندان احيانا، وتعثرت المطرقة حينا، ولكن حين يكون الفساد يتراجع السؤال ليطرح نفسه بقانون مهم مازال يعد الاختبار الجوهري لكل ديمقراطية... سؤال: من أين لك هذا؟

كثيرون هم الذين دخلوا مؤسساتنا ووزنهم المادي والجسدي لا يتجاوز 40 كيلو وخرجوا منها بأطنان من الكروش والعروش... ذهبا وألماسا وعقارات وابنية وحدائق... صفقات في الليل لا يتبعها اذى وكذلك هم يصبحون...

القضية لا تكمن في الاثارة، وانما في متابعة الملف حتى النهاية. وهذا ما اكدناه في مقالات عدة... يا برلمان: القصة ليست في سواقة السيارة، وانما كيف جاءت السيارة؟ وكيف تمت مناقصة السيارة؟ ومن حصل على «كميشن» السيارة لو تعلمون ذاك عظيم!

البرلمان هذه المرة «لعبها صح» عندما جاء بمقترح الكشف عن الذمة المالية... خطوة في الاتجاه الصحيح، ويجب ان تدعم، وتعزز.

كتلة المنبر الوطني الاسلامي طرحت الاقتراح الذي تم تناوله هنا وهناك بأصوات ارتفعت في البرلمان ذاته، ولكن بصورة متقطعة لم تخرج إلى حيز التفعيل وان هي جاءت على أمل التحقيق.

«المنبر» طرح الاقتراح دفعة واحدة... للبحث عن الذمم... الله يعين الذمم ويعين الجميع ويعين البرلمان على الكشف.

ولأن السكوت عن مثل هذا الملف ليس من ذهب، وخصوصا أن الحديث عن الذهب فلابد من دعم «المنبر» في هذا المقترح. الآن وقد علق الجرس يبقى السؤال: هل سيكون مجرد اقتراح يثار ثم ينتهي ام سنشهد له فصولا تنتهي - كما حدث في مصر - إلى سقوط رؤوس لعبت في المال العام، بعضها تقاعد، والبعض الآخر مازال يلعب في ملعب الذهب؟ ومادام الباب فتح فيجب ان يفتح على مصراعيه.

ملف الفساد قمت بطرقه في أكثر من موقع وهنا في الصحافة وصلتنا شكاوى كثيرة بعضها موثق والبعض الآخر مازال في طريقه إلى التوثيق ونحن على استعداد للتعاون مع البرلمان في طرح الاسماء التي وصلتنا ليبحثوا بطريقتهم شريطة ان تتم ملاحقة الملفات كاملة بلا مجاملة حتى لا تكون من قبيل التلطيش في الظلام، وفقاعة صابون فقئت ثم تلاشت.

ملف الفساد والكشف عن الذمم المالية يحتاج إلى جهد ووقت وبحث في المعلومات، ونبش في الملفات، واصطياد خيوط الجريمة المالية وهي اشبه بتداخلات «الاسبكتي»... كما انه يحتاج إلى اعصاب والى عملية ربط وإلى فريق عمل يوصل الليل بالنهار والنهار بالليل كما انه يحتاج إلى اختصاصيين من محامين واقتصاديين ليكتشفوا بعض الخيوط قانونيا. من هنا نصر على ان تكون للبرلمان رقابة حقيقية. منذ أمد ونحن نسمع عن الفساد ولكن لم نر احدا ارسل إلى المحكمة ولم نر محكمة علنية واحدة، وكأنك يا زيد ما غزيت، ويا سعد نم فقد فر سعيد وانجب بعد ذلك ألف سعاد وسعاد.

مازلت اكرر على اصدقائنا الاعزاء في «المنبر الاسلامي»: بدأتم الاقتراح... اكملوه حتى النهاية والشارع والجمهور ينتظر نهاية التحقيق وهو اختبار لكم - وانتم اهل لذلك - واختبار للبرلمان باعضائه ورئيسيه. ونتمنى ان ينضم إليكم صوت المجلس المعيّن. هذا الملف كان يعد سابقا مثل التفاحة المحرمة التي ان اكلها المرء خرج من الجنة إلى الجحيم إذ كانت الحرية محجورا عليها في الحجر الصحي وكأنها جرثومة كوليرا أو ملاريا... دعونا نكشف عن الذمة المالية لكبار الموظفين فبالأمس تم الحكم على مواطن بحريني سرق ثلاثة دنانير بالسجن ثلاثة اشهر مع النفاذ، فماذا لو كانت الثلاثة دنانير ثلاث مئة الف مليون؟ وهكذا من موظف هنا أو وزير هناك لا سمح الله... بعض يتقاعد، وبعض يرقى، وبعض عفا الله عما سلف

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 461 - الأربعاء 10 ديسمبر 2003م الموافق 15 شوال 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً