العدد 467 - الثلثاء 16 ديسمبر 2003م الموافق 21 شوال 1424هـ

بوش يغير رأيه في بوتين

أثارت نتائج الانتخابات البرلمانية الروسية الأخيرة التي أسفرت عن خسارة واضحة لأنصار الولايات المتحدة و«إسرائيل» نقاشا داخل دوائر صنع القرار في واشنطن وصل إلى حد أن الرئيس جورج بوش - الذي كان امتدح علنا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائهما في شهر سبتمبر/أيلول الماضي لتشجيعه الحرية والديمقراطية - احتج على بوتين مدعيا بأنه قد تحرك في الاتجاه المعاكس.

وقال الخبير في الشئون الروسية في مؤسسة كارنيجي للسلام بواشنطن، مايكل ماكفول «إن الافتراضات بشأن بوتين يجري الآن إعادة تقييمها في واشنطن» غير أن مسئولا أميركيا كبيرا قال أن بوش الذي ووجه بحملة بوتين ضد وسائل الإعلام غير الخاضعة للسيطرة الحكومية واستهدافه رجال الأعمال المتنفذين وحربه للسيطرة على الشيشان اكتفى ردا على ذلك بالإعراب عن استيائه.

وكان بوش قال في المؤتمر الصحافي المشترك في كامب ديفيد «إنني أحترم رؤية الرئيس بوتين عن روسيا». في إشارة دلت على رغبة في تجنب استبعاد روسيا في أمور مثل مكافحة الإرهاب وديون العراق والبرنامج النووي لكل من إيران وكوريا الشمالية. وقال مسئول كبير في وزارة الخارجية الأميركية «يوجد تحدي هنا. إننا نريد التحدث مع الروس وتشجيع تعاونهم في مجالات يريدون التعاون فيها، إنها مسألة الديمقراطية وقضية الشيشان وحكم القانون». ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسئولين أميركيين قولهم إن بوش أثار مؤخرا في محادثات هاتفية مع بوتين شكاوى بشأن أدلة عن تراجع بوتين عن وعوده بتشجيع التعددية وتشجيع نظام قضائي عادل. «وقد وافقت حكومة بوش على تقييم منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الخاص بانتخابات مجلس الدوما الروسي (البرلمان) التي جرت يوم السابع من ديسمبر/كانون الأول الجاري الذي وصف بأنه «تراجع عن عملية الدمقرطة». وقال دبلوماسي أميركي كبير «إننا نشهد بالتأكيد دلائل مقلقة أكثر بشأن الاتجاه الذي يدخل بوتين البلاد فيه بالنسبة للمجتمع المدني». وتراقب واشنطن عن كثب الصعود والهبوط في السياسة الخارجية الروسية. إذ يقوم صناع السياسة الأميركيون بمراقبة كيفية استخدام بوتين سيطرته التي لا تنازع الآن على الدوما وتحالفه مع حزبين قوميين حصلا على 20 في المئة من أصوات الناخبين الروس. ودعا العضو الجمهوري البارز في مجلس الشيوخ الأميركي جون ماكين حكومة بوش لكي تكون أكثر شدة مع بوتين. وتحدث ماكين عما أسماه انقلاب زاحف ضد الديمقراطية والسوق الرأسمالية في روسيا. وأكد أن «هذا هو الوقت المناسب لمواجهة حقائق غير سارة عن روسيا».

وكانت روسيا أقامت مؤخرا قاعدة عسكرية في جمهورية قيرغيزيا في أسيا الوسطي، على بعد عدة كيلومترات من قاعدة أميركية تستخدم لدعم حرب أفغانستان. كما اتخذت موسكو موقفا عدائيا إزاء التدخل الأميركي في مولدوفيا. وقد اتهم وزير الخارجية الروسي إيغور إيفانوف الولايات المتحدة بالمساعدة سرا في مؤامرة الإطاحة بالرئيس الجورجي إدوارد شيفارنادزة.

وتقول مصادر مطلعة أن هناك مجموعة داخل حكومة بوش تدعو البيت الأبيض إلى انتهاج سياسة أكثر تشددا تجاه روسيا

العدد 467 - الثلثاء 16 ديسمبر 2003م الموافق 21 شوال 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً