العدد 469 - الخميس 18 ديسمبر 2003م الموافق 23 شوال 1424هـ

الشباب ووسائل التعبير

محمود السيد الدغيم comments [at] alwasatnews.com

-

ما حدث في القرى من لصق صور الشهداء على الإشارات الضوئية - حتى ولو كان ردا على استفزاز من الطرف الآخر - لا يمكن أن يقدم صورة مشرقة عن حقيقة عطايا ومنن هؤلاء العظماء، ومن باب الحرص على الشباب القائمين على المسيرات، فالنصيحة لهم بالتزام النهج السلمي الحضاري، واختيار الوسائل السلمية التي تعطي الانطباع المريح عنها لكل الأطراف الحيادية، ومراعاة الظروف الموضوعية التي تحتاج إلى الكثير من الدقة في اختيار وسائل التعبير، ومن دون ذلك: فإن المعادلات الأمنية يقينا ليست في صالحهم بصفتهم الحلقة الأضعف. بعيدا عن الانتصار لطرف رسمي أو أهلي، أو الاندفاع وراء لغة الشجب والاستنكار، أو حتى شراء خاطر أحد صغيرا كان أو كبيرا على حساب الناس، فإن لغة العنف مرفوضة، والأسلوب السلمي هو أقصر الطرق للوصول إلى الحقوق، وأية نقطة تماس مع طرف قوي سيكون الخاسر فيها الطرف الأضعف بالتأكيد، لذلك لابد من إيجاد فاصل أمني إن لم يكن سياجا أمنيا أثناء ممارسة العمل السياسي، فهو الوسيلة المثلى للمناورة السياسية، واستشراف مواطن الخلل عند الطرف الآخر، وتوجيه الأداء السياسي باتجاه الهدف من دون إعاقته أو تأخيره. رسالة أخيرة إلى الرموز والقيادات الكبيرة، وكل الإخوة الحركيين والميدانيين الذين يعملون على تنظيم الأنشطة والفعاليات السياسية: التذمر الشعبي وصل إلى حد الغليان، وكثير من الشباب يشاركون في المسيرة بغية التنفيس عما يعانونه، وقد وجب من الآن احتواء الموقف، وإيصال رسالة واضحة لهم بضرورة ضبط النفس، والعمل على تشكيل طاقم متكامل لرعاية المسيرات والفعاليات السياسية وضبطها، وتوعية الناس بضرورة العمل السياسي السلمي، وترسيخ الثقافة السلمية كجزء أساسي من أساليب المطالبة بالحقوق، وتأكيد الرموز على وقوفهم مع الناس ومطالبهم عبر تكثيف الخطاب السياسي الموجه للجماهير، فذلك أدعى لمنع الكثير من الاحتقانات المتصاعدة من الانفجار

العدد 469 - الخميس 18 ديسمبر 2003م الموافق 23 شوال 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً