العدد 476 - الخميس 25 ديسمبر 2003م الموافق 01 ذي القعدة 1424هـ

مهزَّة... وردة تصارع الوباء

هذه القصيدة عبارة عن شكوى في قالب شعري تسجل جزءا من معاناة قرية مهزة. وعلى رغم البدء في عمل شبكات المجاري بالقرية فإن هناك أماني أخرى نتمنى أن تتحقق كإنارة الشارع الرئيسي وتحسين الطرقات وصيانة الشاطئ.

على تربها شوقا سكبتُ ثنائيا

وقلّدتها عشقي وتاج مودّتي

وقفتُ وقد أبدى لنا العيد نشوة

أقول وقد ماج الغرام بمبسمي

فما القلب إلاّ في هواكِ متيّمٌ

فرُبّ عشيقٍ أتلف الحبّ جسمه

ومن بيّنات الحب أن يصبح الفتى

شكتْ وجدها أرض المهزة ضحوة

فأشفقتُ لمّا أن نظرتُ دموعها

تفجّع قلبي إثرها فسألتها

ولمّا طمى موج الذهول بخاطري

ودعما لشكواها تمنّيتُ أنني

همستُ باُذنيها وأقسمتُ بالثرى

وأهجر أفراحي وأشنق بهجتي

فأفصحت الفيحاء والدمع سافح

نِصاب قرى البحرين في العيد فرحة

أما آن أن تحنو عليَّ وزارة

متى سيقول الناس إن مهزةَ

سنين مضتْ هدرا وصوتيَ هادر

سنين وأحلامي تُراوح أرضها

كأني نثرتُ الأمنيات بسبخةٍ

فيا بلديات البلاد نشدتكم

شكوتُ وقصدي بالتأوّه أن أرى

فلا حرّكت شكواي عطف وزارة

ومذْ عمّت البشرى تراب سفالةٍ

أزغرد من عُظْم التفاؤل كلّما

وسرعان ما يغدو التفاؤل حسرة

برغم معاناتي أرى بلديّتي

تحقق من شفط «البواليع» مبلغا

وما حيلة الفرد المعيل لأسرةٍ

أيُنفق في «شفط البواليع» ماله

ورُبّ عذول قالها متبجّحا

أجل هو دينار إذا ما ضربته

أيا سامع الشكوى رويدك لا تلم

تفحّص قرى البحرين طرا فلن ترى

تقاذفني موج «البواليع» والشتا

ومستنقعاتي في الغزارة شكّلت

على تربتي شاد البعوض قواعدا

فكم غارة قام البعوض بشنّها

وكم فتكت تلك الجيوش بماجدٍ

ففي كل بيت للبعوض معسكر

أ أدخل هذا القرن والحال هكذا

أتاني بعوض الشؤم يشكو مجاعة

نَمَا وتغذّى من دماء أحبّتي

أ يتركني الأحباب في الصيف والشتا

ولو أن هاتيك المبالغ وُظّفت

وعن شاطئي حدّث فتلك رزيّة

حشيش وأخشاب وسيل قمامة

وأعظم من هذا ظهور توجه

وذا الشارع الرسمي لازال مظلماُ

قضى العمر مهموما عليلا محفّراُ

وبعد الُلتيّا قرّروا رصف نصفه

فيا مالكي حلّ الأمور وعقدها

فجودوا بحلّ عاجل وتقبّلوا

فتلك لعمر الله فيض خواطر

رأيتُ شكاة النثر جفّ بريقها

فإن حققت شيئا وإلا فإنها

وبادلتها فيض الهوى والتهانيا

وأهديتُ حباُ لم يكن متناهيا

أعادت لنا السبع الطباق ثمانيا

مهزّة هزي بالسرور فؤاديا

فلا تحسبيني إن هجرتك جافيا

لفرط تدنِّيه وقد عاش نائيا

لمحبوبه في اليسر والعسر وافيا

لتسفع من كل القلوب نواصيا

تسدّ فجاج الأرض تحكي السواقيا

وأصداء دمع العين أضحت جوابيا

وحيّر أفكاري نظمتُ المراثيا

بأروقة القانون كنتُ المحاميا

لئن لم تبحْ أقضي السويعات باكيا

وأجعل من عيد الأنام تعازيا

ووجهها يعلوه احمرار من الحيا

ومستنقعات الصرف كانت نِصابيا

وتأخذ أجرا في سبيل شفائيا

لها الحق شرعا أن تنال مجاريا

يجلجل في صدر الصحافة عاتيا

ولو كنتُ أرجو المستحيل أتانيا

وعن ريّها بالماء أصبحت ناسيا

أما آن أن يلقى المريض مداويا

فتى في بلادي للشكاية صاغيا

ولا صرختي هزّت هناك نواديا

طفقتُ على صبرٍ أعدّ الثوانيا

رأيتُ هنودا يحفرون ترابيا

وعرش طموحي يهبط الأرض خاويا

تزاول من سُقْمي نشاطا تجارِيا

وتأمل أن تبقى الأمور كما هيَ

وراتبه الشهري ما عاد كافيا

ويقضي مع أطفاله الدهر طاويا

أَ مِنْ أجل دينار بعثتي الشكاويا

ثلاثين يوما صار رقما خَيَالِيا

فما المكتوي نارا كمن عاش (راهيا)

وباء يُحاكي في البلاد وبائيا

فأصبحتُ بحرا بالمساوئ طاميا

محيطين أعني أطلسيا وهاديا

تهدد أمن الساكنين ترابيا

وحقق نصرا كاسحا بل وقاسيا

وكم أشعلتْ أبداننا ( بالحساسِيه )

وفي كلّ دار للصراصير ( مافيا)

ألاَ أخبروني أينها التكنولُوجِيا

فأرضعته مائي وضاعف دائيا

فأصبحت الأنثي بحجم (الزلابِيا)

أكابد بالمستنقعات المآسيا

لتخفيف آهاتي تحسّن حاليا

على الأهل جمعا وقعها ليس خافيا

تُشوّه ذاك الشاطئ المتراميا

ينادي بدفن البحر دفنا نِهائِيا

يبيتُ طوال الليل وجعان شاكيا

يجـــــــــرّ له فصل الشتاء الدواهيا

ونصف لهذا اليوم لازال باقيا

إليكم سريعا قد بعثتُ ندائيا

بواسع صدر صرختي وعتابيا

جرتْ وعساها أن تكون مجاريا

فقررتُ إرسال الشكاة قوافيا

شهود بأني لم أكن متوانيا

حسن حبيل

العدد 476 - الخميس 25 ديسمبر 2003م الموافق 01 ذي القعدة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً