العدد 476 - الخميس 25 ديسمبر 2003م الموافق 01 ذي القعدة 1424هـ

«صاحب القدمين المتقوستين»...إسطورة في تاريخ «فورمولا 1»

بطل لا ينسى

عالم ا لـ «فورمولا 1» عالم عظيم يعود تاريخه الى القرن الماضي وهو يعتبر من أبرز الرياضات الميكانيكية اذا لم يكن أبرزها. أسماء كثيرة سطعت في هذا العالم منها ما اختفى ومنها ما حفر في تاريخ الرياضة الحديثة. ويعتبر خوان مانويل فانجيو، بطل العالم لخمس مرات، من أبرز السائقين الذين مرّوا على هذا العالم وهو الأسطورة الوحيدة التي لم يتمكن مايكل شوماخر من محوها ولكن من يدري ما يحمل المستقبل من مفاجآت وتغيرات.

فهل سيشكل شوماخر، بعد كسره رقم بروست القياسي، خطرا على رقم «فانجيو»؟.

يلقبه مشجّعوه بـ «صاحب القدمين المتقوّستين. ولد في «بالكارسي»، الأرجنتين. هو ابن أحد المهاجرين الذ ين تركوا ايطاليا سنة 1911. بعد الخدمة العسكرية، فتح مرأبا واشترك في السباقات المحلية. وهذه الحوادث «المحلية» لم تكن كاللقاءات التي كانت تجرى أسبوعيا في كلّ أنحاء انجلترا بل كانت سباقات مسافات طويلة تجرى حوادثها على طرقات وعرة في جنوب أميركا.

سباقه الأول عندما كان في عمر الثمانية عشر في سيارة أجرة من نوع «فورد» وأحد السباقات التي فاز بها كان في 1940، أو سباق الشمال الكبير و كان طوله حوالي عشرة آلاف كيلومتر.

وكان هذا السباق بين «بيونس أيريس» مرورا بال «أندس» صعودا نحو «ليما»، البيرو ذهابا وايابا وقد امتد على مدى أسبوعين مع مراحل أقيمت كل يوم.

لم يكن يسمح للميكانيكيين بالحضور واجراء أيّ تصليحات كان لا بدّ أن يقوم بها اماّ السائق أو مساعده في نهاية كل مرحلة.

بعد الفوز المتكرر الذي حققه، برعاية الحكومة، تم ارسال «فانجيو» الى أوروبا لاكمال مهنته وهذا كان بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.

لم يحقق «فانجيو» الانتصارا ت المستمرة والمتكررة على الحلبات الأوروبية الاّ بعد العام 1949 إذ كان عمره يناهز السابعة والثلاثين.

في 1950، احتل منصب السائق لدى «الألفا روميو». وبعد صراع مع زميله في الفريق «نينو فارينا»، احتل المركز الثاني ولكن «السيف سبق العذل» وما من شيء قادر على تغير مجرى الحوادث!

في السنة التالية ربح «فانجيو» أول لقب من ألقابه الخمسة. في 1952 عانى من أول حادث كبير له وكان هذا في مونزا عندما كسر عنقه وأجبر على التغيب عن مراحل الموسم كافة.

كان وعد بالتنافس في مونزا بعد سباق «بالفاست» ولكن، لأسباب متعلقة باخفاق في الاتصالات، وجد نفسه يقود من باريس و خلال الليل ليصل الى الحلبة قبل نصف ساعة من السباق.

كان مجبرا على الانطلاق من المؤخرة، ارتكب خطأ نادرا ، ما أدى الى انزلاق كبير لسيارة الـ «مازاراتي» التي كان يقودها.

كان متعبا الى أبعد الحدود، لم تكن ردة فعله كما كان يجب أن تكون عادة في مثل هذه الحال فلم يقدر أن يعيد السيطرة على السيارة التي ارتطمت بحاجز ترابي فانقلبت في الهواء.

وبعد أن رمي خارج السيارة، بقي في حال خطيرة للساعات القليلة التي تلت الحادث وكان على وشك الموت!

في السنة التالية، عاد وراء مقود الـ «مازارا تي» وأنهى الموسم في المركز الثاني.

ولعل سرّ نجاحه يكمن في السياسة التي كان يتبّعها. فبالاضافة الى كونه سائقا ماهرا ومحترفا الى أبعد الحدود، كان «فانجيو» دائما يحرص على كسب ولاء الميكانيكيين.

فكان يخبرهم أنهم سيحصلون على 10 في المئة من أي فوز يحرزه.

خلال التجارب التي سبقت سباق ا يطاليا اشتكى «فانجيو» من ارتجاجات خطيرة في السيارة ولكنها ما لبثت أن اختفت في يوم السباق واحزروا ماذا كان السبب!!.

في منتصف الليل، قام الميكانيكيون باجراء تغيير بسيط بين سيارة «فانجيو» وسيارة زميله «بونيتو» !

في 1954 انتقل الى فريق «مرسيدس» وربح بطولة العالم الثانية وخلال فترة قياد ته للمرسيدس اشترك في اثني عشر سباقا فاز بثمانية منها.

في 1957 ربح «خوان مانويل فانجيو» واحدا من أهم وأشهر انتصاراته في المانيا.

كان فانجيو يشعر بالخوف والمحبة في الوقت نفسه لحلبة «نوربرغرينغ» ولكنه استطاع، وعلى رغم قيادته سيارة «مازاراتي»، أن يأتي من الخلف ويتجاوز سيارتي الفيرا ري اللتين كانتا في الطليعة.

تجاوز «هاوثورن» بعد أن حوّل أحد المنعطفات الأخيرة الى خط مستقيم مذهلا بالتالي منافسيه ببراعته الفنية.

في 1957 أنهى سباق فرنسا، السباق الأخير الذي اشترك فيه، في المركز الرابع ثم اعتزل. لم تكن سيارته الـ «مازاراتي» في صدد المنافسة ذلك النهار وكاد «مايك هاوثورن» أن يتجاوزه ولكنه لم يفعل وذلك عربون وفاء و احترام للانسان الذي لقّبه زملاؤه «بالمايسترو» فسمح له بعبور خط النهاية قبله.

خرج من السيارة بعد السباق وقال للميكانيكيين: «لقد انتهى الأمر».

ويذكر أن خوان مانويل فانجيو معروف بانتصاراته في أبطأ سرعة ممكنة

العدد 476 - الخميس 25 ديسمبر 2003م الموافق 01 ذي القعدة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً